كشفت رئيسة مكتب التشجير بالمديرية العامة للغابات صبرينة راشدي، عن مشروع "إعادة تأهيل السّد الأخضر" حفاظا على حزام الأمان الذي يطوق الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي و الممتد على مساحة 03 ملايين هكتار، موضحة ان هناك دراسة بهذا الشأن تشرف على الاكتمال بهدف تشخيص وضع السد الأخضر و النقائص التي يعاني منها ومن ثمة تحديد العمليات الواجب إطلاقها على مدى الخماسي القادم.
و في تصريح لها ضمن برنامج ضيف الصباح على القناة الإذاعية الاولى، قالت المتحدثة ، أن الجزائر تصنف ضمن الدول المهددة بالتصحر و ذلك بالنظر إلى ضآلة نسبة الغطاء النباتي بها و التي لا تتعدى 11 بالمائة في القسم الشمالي و 03 بالمئة بالنسبة لإجمالي مساحتها، كما ان 80 بالمئة من مساحتها صحراء، و هو ما يؤكد – تقول – اهمية مخطط التشجير الذي صادقت عليه الحكومة سنة 1999 ، والذي يرمي إلى تشجير أكثر من مليون ألف هكتار قبل نهاية سنة 2020 ، و قالت انه تم تشجير أكثر من 700 ألف هكتار إلى غاية الثلاثي الأول من السنة الجارية، و هي مساحة جد معتبرة تفسر تضافر جهود الجميع بما فيهم المواطن.
و اوضحت رئيسة مكتب التشجير بالمديرية العامة للغابات صابرينة راشدي ان التغيرات المناخية ليست السبب الوحيد في تدهور الغطاء النباتي، حيث ان
الاستغلال غير العقلاني للمساحات الخضراء و الحرائق و الراعي المفرط و تقطيع الاشجار و غياب الوعي لدى الانسان بصفة عامة كلها عوامل تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي بشكل لا يمكن تداركه، و اعطت مثالا على ذلك، حرائق الغابات التي تحدث سنويا و تقريبا في ذات المناطق تجعل من هذه الأخيرة مساحات ضائعة يستحيل تأهيلها.
و أكدت أن مكافحة التصحر تتطلب تجسيد كل البرامج المسطرة و منها تسيير و توسيع الثروة الغابية ، حماية الأنظمة الحيوية و التنوع البيولوجي، مكافحة انجراف التربة في الاحواض المتدفقة ، و قالت ان أبسط سلوك إيجابي يساهم في مكافحة التصحر و حماية البيئة بشكل عام.
و قد جاء حوار رئيسة مكتب التشجير بالمديرية العامة للغابات صابرينة راشدي، عشية انطلاق الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي لمكافحة التصحر2014 تحت شعار "تربتنا مستقبلنا" و الذي يصادف هذه السنة مرور 20 عاما على إبرام الجزائر لمعاهدة مكافحة التصحر.
و قد اختيرت ولاية الجلفة حسب ذات المتحدثة - لإحياء الاحتفال باعتبارها نقطة انطلاق انجاز السد الاخضر سنة 1970، و انطلاق مشروع التأقلم مع التغيرات ا لمناخية و احتضانها بنجاح مشروع تثبيت الكثبان الرملية، بالإضافة إلى خصوصية هذه الولاية التي تحوي مختلف الانماط الحيوية مما يجعل منها قطبا نموذجيا.
المصدر: الإذاعة الجزائرية