يؤشر خروج أول سيارة "رونو" جزائرية الصنع اليوم الاثنين على مستوى مصنع الإنتاج المشيد بوادي تليلات (وهران)، على بداية تجربة صناعية جديدة تخوضها الجزائر لما تحمله في طياتها من أفاق اقتصادية واجتماعية واعدة.
وقد أشرف اليوم الوزير الأول عبد المالك سلال مرفوقا بوفدين رسممين من الجزائر وفرنسا على تدشين مصنع "رونو" الجزائر المنجز في إطار الشراكة مع فرنسا وفي سياق توطيد العلاقات الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات ما بين البلدين.
ويمثل الطرف الجزائري في هذا المشروع الذي يخضع لقانون الشراكة تحت قاعدة 49/51 كل من المجلس الوطني للاستثمار (17 بالمائة من الأسهم) والشركة الوطنية للسيارات الصناعية 34 بالمائة.
وقد وقعت الجزائر قبل عامين وتحديدا في 19 ديسمبر 2012 على بروتوكول اتفاق مع الطرف الفرنسي يقضي بإنشاء مصنع للسيارات "رونو" وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر.
وفي 31 جانفي 2013 تم تأسيس شركة ذات الأسهم تحمل اسم " رونو الجزائر إنتاج" ، ليتم الشروع في في تجسيد المشروع بعد نحو ستة أشهر.
و قد اختير للمشروع موقع بوادي تليلات جنوب ولاية وهران يتمثل في منشأة صناعية قديمة تتربع على مساحة قدرها 150 هكتار.
وبالموازاة شرعت إدارة المؤسسة المشكلة من إطارات من الطرفين في بلورة خارطة الموارد البشرية للمصنع من خلال إعداد مخططات التشغيل والتكوين بهدف بلوغ 350 عامل مع الانطلاق في صناعة أولى السيارات الأمر الذي دعا إلى تنظيم تظاهرة "أبواب مفتوحة" على المصنع لاستقطاب الكفاءات لا سيما الشباب حاملي الشهادات وكذا التعريف بشروط الالتحاق بهذه الوحدة الصناعية.
وبالنسبة لبرنامج التشغيل الذي حددته الشركة بنحو 350 عامل الذي تم تجسيده بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتشغيل، فقد تم ضبطه بما يتماشى وحاجياتها المرتبطة بصناعة 25 ألف سيارة كمعدل سنوي في المراحل الأولى للإنتاج قبل أن يرتفع الى 75 ألف سيارة مع أفاق 2019 ثم 150 ألف سيارة على المدى البعيد ولبلوغ الأهداف لا سيما تلك المتعلقة بدعم المشروع بالموارد البشرية النوعية والكفاءات التقنية، فقد تم تهيئة ورشة بريل المنصرم على مستوى مركز التكوين المهني والتمهين بوادي تليلات تخصص لتكوين مستخدمي مصنع رونو كما تم تزويدها بالوسائل البيداغوجية المكيفة حسب حاجيات التكوين في ميدان الصناعة الميكانيكية وفق المعايير الدولية.
تكوين نحو 126 عاملا في اطار مصنع رونو الجزائر للسيارات
حظي ما لا يقل عن 126 عاملا بتكوين خاص في إطار مشروع مصنع السيارات "رونو-الجزائر" بوادي تليلات (وهران) حسبما ذكره مدير التكوين و التعليم المهنيين للولاية السيد عبد القادر طويل.
وحسب ذات المسؤول فإن هذا التكوين جاء طبقا للإتفاقية التي أبرمت بين شركة "رونو الجزائر إنتاج" والقطاع في يناير الماضي بعدما تم إختيار ولاية وهران كقطب لاحتضان هذا المصنع.
وكانت زيارة وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب للمصنع خلال شهر ماي الماضي، مناسبة لتقديم أولى نماذج السيارات التي كانت في طور الانجاز، ويتعلق الأمر ب"سامبول الجديدة" التي تحتوي على مميزات أفضل من نموذجي سامبول 1و2 مثلما سبق و أكده المدير العام للمصنع برنارسونيلاك.
وكانت المناسبة أيضا للتوقيع على إتفاقية مناولة ما بين مصنع "رونو" الجزائر وشركة محلية بوهران مختصة في صناعة مواد البلاستيك في سياق البحث عن فضاء للمناولة الذي اتخذت عدة تدابير لتطويره ودعمه بالجزائر لا سيما لفائدة تطوير الصناعة الميكانيكية.
وقد أجرت هذه النماذج المصنعة بوهران اختبارات عبر مضامير رونو برومانيا المعدة وفق المعايير المرجعية حتى تضمن السير ليلا ونهارا وفي مختلف الظروف المناخية والجغرافية على مسافة معدلها 40 ألف كلم.
يذكر أن المشروع استفاد من عدة إجراءات وتدابير لدعم تسهيل نشاطاته الصناعية على غرار التسهيلات الجمركية وتوفير شبكة للطرقات وغيرها من الأعمال المرتبطة بتوفير الطاقة والموارد المتنوعة.
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية