أجمع المشاركون في الورشة الثالثة لرابطة علماء وأئمة و دعاة دول الساحل هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة على "الدور الكبير والمحوري" الذي تقوم به الجزائر في علاج ظاهرة التطرف الديني و التطرف العنيف.
وأوضح يوسف مشرية الأمين العام لرابطة علماء وأئمة ودعاة رابطة الساحل أن المشاركين من دول الساحل أجمعوا على تجربة الجزائر ودورها "الكبير و المحوري" في علاج الظاهرة و كذا اتخاذ مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية نموذجا يقتدى به في ربوع القارة الإفريقية لإحلال السلام.
وأجمع الحاضرون في ختام الورشة التي انعقدت على مدار يومين تحت عنوان "التجارب الدينية لدول الساحل في علاج ظاهرة التطرف الديني و التطرف العنيف" على أن أهم أسباب هذه الظاهرة "الغربية عن الإسلام" والدخيلة عن المجتمع الإسلامي تتلخص في "تفشي الأمية الدينية و الجهل بجوهر و حقيقة الدين الإسلامي الذي يدعو إلى السلم والحوار و التعايش والصلح" بالإضافة إلى وجود أسباب نفسية وتربوية واجتماعية ساعدت على انتشارها.
كما أكد كونا ابراهيم ممثل رابطة أئمة ودعاة الساحل لكوت ديفوار أن المشاركين في هذه الورشة دعوا إلى "وجوب تفعيل دور العلماء و إشراك القادة الدينيين والزعماء الروحيين من طرف حكومات ودول منطقة الساحل في علاج الغلو و التشدد والتطرف والتكفير".
و أكد الجميع على أهمية "تفعيل دور المرأة الإفريقية العالمة المثقفة في عملية الإرشاد والتوجيه الديني الصحيح" للمساهمة في علاج ظاهرة التطرف الديني.
واتفق أعضاء دول منطقة الساحل الحاضرين بالورشة على "تجريم ما تقوم به الجماعات المسلحة المتطرفة في المنطقة مثل: جماعة بوكو حرام و داعش", مؤكدين بأن الإسلام بريء منها و من أعمالها الإجرامية".
و أوصى المشاركون في ختام الورشة الدول و المنظمات و العلماء و الأعيان بضرورة "مساعدة الشعب المالي لإكمال مساعي المصالحة والوئام والبناء, و مد يد العون للشعب الليبي للخروج من محنته و توحيد كلمته على الحق المبين".
يذكر أن رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل, التي عرفت مؤخرا انضمام كل من السنغال وكوت ديفوار وغينيا إليها, كانت قد تأسست بالجزائر العاصمة في يناير 2013.
وتسعى الرابطة التي تضم كبار أئمة وشيوخ دول الساحل, الى العمل على نشر ثقافة السلم ونبذ العنف والغلو في الدين في دول الساحل.