تحدثت الروائية والكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق –بجرأتها المعهودة- وبكثير من الحميمية عن تفاصيل كثيرة في طفولتها وحضور الرجل في حياتها العاطفية كاشفة عن مرورها بتجربة روحية صوفية في الفترة الأخيرة تولدت عنها تجربة شعرية جديدة سيضمها ديوانها القادم" في حب قديس" والذي يأتي بعد ديوانها الأخير منهكة بحبك يابن دمي.
" لديّ مخزون كبير من الحب احاول التعبير عنه بطرق مختلفة" بهذه الجملة بدأت الروائية فضيلة الفاروق حديثها في برنامج ألوان الذي يعده الكاتب صلاح الدين الأخضري للقناة الأولى مركزة عل الدعوة الى بث ثقافة الحب والتسامح في الاجيال الجديدة والابتعاد عن ثقافة الكراهية التي اصبحت خبزا يوميا في العالم العربي وفي الجزائر.
ولم تخرج الفاروق عن جرأتها وشجاعتها الأدبية المعروفة عنها في حديثها عن القضايا الحميمية مضيفة أنها غرست تلك الشجاعة في ابنها طارق الذي سألها يوما عن أول حب في حياتها، فأخبرته انها أحبت وهي في الرابعة عشر من عمرها زميلا لها متحدثة بحميمة وحنين مرحٍ عن أول هدية/تفاحة تلقتها من حبيبها الذي شدها اليه بنظافته، مضيفة انها مازالت تتذكر رائحة الصابون الذي ينبعث من يديه في التفاحة.
كما عادت فضيلة التي تصر ان تظل عاشقة ابدية الى طفولتها الاولى وهي تصف التفاصيل الدقيقة لحياتها النفسية والفيزيائية، فلم يخل حديثها من وصف الاشياء التي مازلت عالقة في ذهنها بدءا بالمدفأة التي ينبعث منها ضوء خافت مضاف للدفيء الذي يتسرب في هيأة حنين وصولا الى العناد والتمرد الذي اتصفت منذ صغرها وهي الفتاة الوحيدة في مدينتها "اريس" التي لم تكن ترتدي غير "الجين" والحذاء الرياضي مضيفة انها لم تستطع مغادرة تلك الطفولة رابطة الامر بتفسيرات لا تخلو من طرافة تمتزج بشيء من جدية وهي تضيف انها من برج العقرب !.
الفاروق تحدثت بشيء من الاعتزاز عن التحولات التي حدثت في حياتها وعن نزوعها نحو تقديم النشاطات الخيرية للاطفال داعية في هذا السياق الى بذل ما يسعد الانسانية حتى لو كان هذا الخير في هيأة قصيدة او اغنية او قصة.
وحول ربط هذا النزوع بتجربة الكتابة نفت الروائية ذلك مؤكدة ان الكتابة لا يغذيها الا القراءة اما العمل الخيري فهو يغذي الروح، وفي هذا السياق كشفت الفاروق عن مرورها بتجربة روحية مؤكدة انها لم تتخل عن طقوسها في الكتابة والاستماع الى القرآن، وتأدية الصلاة التي بدأتها منذ طفولتها وهو الجانب الذي لم يكن متوقعا من كاتبة بذلك التمرد، وهو ما فسرته الكاتبة بأن كتابة العري ليس هو الفحش داعية في هذا السياق الى عدم محاكمة الكتاب وخاصة الكاتبات وكأن ما يكتبونه هو سيرتهم الذاتية.
وعن السيرة الذاتية قالت الفاروق ان لها وجوها متعددة مؤكدة انها تتخفى خلف اقنعة شخصيات رواياتها مبدية اصرارا وتمسكا بموقفها أن الروائي الجيد هو الذي يكتب بصدق وان الصدق لا يمكن ان يكون بعيدا من سيرة الكاتب الشخصية.
وحول ما قدمته وسائط التواصل الاجتماعي قالت المتحدثة ذاتها إنها استطاعت ان تهب الكثير من الاسماء التي كانت مغمورة اثبات جدارتها بالحضور كما كشفت زيف الكثير من الاسماء المكرسة.
وحول نضالاتها النسوية من أجل المرأة تأسفت ضيفة ألوان على ما وصفته بسلبية النساء مضيفة انها طالما اصطدمت ببنات جنسها مؤكدة ان المرأة هي أول من يحول دون تقدم المرأة.
المصدر: موقع الاذاعة الجزائرية