تطرق برنامج "زوايا الأحداث" بالقناة الإذاعية الأولى هذا الثلاثاء إلى الاتفاق التاريخي لأعضاء الدول المصدرة للنفط ودول أخرى خارج المنظمة التي اجتمعت مؤخرا في فيينا.
فتحت شعار مصالح الدول بوصلة لقراراتها ليتم بالعاصمة النمساوية التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي لأعضاء الدول المنتجة للذهب الأسود ، واتفقت بموجبه على خفض الإنتاج بأكثر من نصف مليون برميل يوميا لرفع الأسعار وإعادتها إلى المستوى المقبول.
فقد علت أصوات المصلحة المشتركة بعد معاناة صدمة الأسواق النفطية وتخمتها وما انجر عنها من انعكاسات سلبية على اقتصاديات الدول لتكون بذلك أكبر مساهمة للدول غير الأعضاء منذ سنوات، ولعبت الجزائر وباعتراف الجميع دورا كبيرا في الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي.
ولهذا الغرض استضافت الحصة محللين وخبراء اقتصاديين من داخل وخارج الوطن. وأوضح ضيف البرنامج البروفسور شيتور شمس الدين الخبير الاقتصادي من المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات في تدخل له حول اتفاق فيينا الأخير "أن خفض الإنتاج المتوصل إليه خلال لقاء فيينا يعود بالفائدة على أسعار البترول حيث قفز إلى حوالى 4 دولارات ووصل سعر البرميل إلى 56 دولار مع احتمال ارتفاع السعر إلى 60 دولار مع نهاية هذه السنة،ولكن هذا ليس حلا جذريا وإنما هو حل قصير المدى".
وفي تعقيبه على كلمة البروفسور شيتور أشار رابح حليس المحلل الاقتصادي بالقناة الإذاعية الأولى إلى قضية الظرفية وتساءل "لماذا كان بالإمكان أن تصل الدول المجتمعة إلى اتفاق في فيينا، وفي هذا المجال يمكن أن نقسم السوق النفطي إلى قضيتين: قضية الأساسيات والقضايا السياسية وهنا استطاعت الجزائر أن تكسر هذه الثنائية بحيث تم إقناع جميع الأطراف بالنظر إلى الأساسيات فقط والتي تتحدث عن فائض في النفط أما العامل الثاني فهو أن النمو في العالم متباطئ، والآن نستطيع القول إن جميع الدول المنتجة للنفط في أزمة وهي تأمل في ارتفاع الأسعار".
وفي سؤال حول مدى التزام الدول الأعضاء داخل وخارج المنظمة بما تم الاتفاق عليه والذهاب إلى آلية التنفيذ يعتقد الدكتور خالد بطرفي من المملكة العربية السعودية أن "هذه الدول عانت الأمرين خلال الفترة الماضية من انخفاض الأسعار والتهافت على زيادة الإنتاج، ولأن الجميع يحتاج إلى كل دولار وهو ما يوضح أن 11 دولة خارج أوبيك جاءت للمشاركة وهي ليست مضطرة لذلك وكان رد الفعل سريعا حيث ارتفعت أسعار البترول إلى حوالي 58 دولار وقد تصل إلى 60 دولار وهي مؤشرات مطمئنة" .
وفي سياق أخر أثار الخبير في المجال الاقتصادي والاستراتجي مهماه بوزيان قضية الإنتاج بالنسبة إلى كل دولة "لأن هناك حصة على الورق تتقاسمها هذه الدول غير أن هناك دولا تتجاوز في كل مرة حصتها الفعلية كما توجد دول أنتجت بأقصى طاقتها مثل روسيا والسعودية لهذا وأمام كل هذه الرهنات يتحتم على اوبيك ان تعود إلى نموذج التنمية الحقيقية "وبخصوص مسألة إلتزام الدول بحصصها في الإنتاج ترى المحللة السياسية الروسية إيلينا سوفولينا أن الدول الأعضاء وغير الأعضاء التزمت بحصصها وانه لا توجد هناك انتهاكات كبيرة".وفي الأخير أشار البروفسور شوتري إلى وجوب خلق نموذج طاقوي جديد وفق إستراتجية بعيدة المدى.
المصدر:الإذاعة الجزائرية