ألمانيا : فوز المحافظون بزعامة المستشارة انجيلا ميركل في الانتخابات التشريعية

فاز المحافظون الألمان بزعامة المستشارة انجيلا  ميركل في الانتخابات التشريعية التي جرت هذا الأحد وحصدوا  9, 32 في المائة  من الأصوات وفق نتائج ليست نهائية ، فيما حقق اليمين القومي والشعبوي ما سمته بعض الأصوات ب"الاختراق التاريخي".

وكشفت وسائل إعلام ألمانية في تقديراتها حول نتائج الانتخابات البرلمانية  الألمانية فوز حزب الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل  بنسبة 9, 32 في المائة ليفقد الكثير من الأصوات مقارنة مع الولاية السابقة،فيما حقق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي اختراقا تاريخيا بنسبة 3, 13 في المائة ستمكنه من الدخول إلى البوندستاغ لأول مرة.

وأضافت المصادر ذاتها في نتائجها الأولى غير الرسمية استنادا إلى استطلاعات رأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي مني بهزيمة تاريخية رغم احتلاله المركز الثاني بنسبة أصوات بلغت 2, 20 في المائة.

وحصل الحزب الديمقراطي الحري حسب القنوات التلفزيونية على نسبة أصوات بلغت 5, 10 في المائة ستمكنه من العودة إلى البوندستاغ بعد خروجه في الولاية  السابقة.

واعترف مارتن شولتس رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي بهزيمة حزبه قائلا "كان  يوما صعبا لنا".

وتوجه بالشكر لكل من صوت للحزب وكل من شارك في حملته الانتخابية، مؤكدا على الاستمرار بالدفاع عن قيم ومبادئ الحزب والديمقراطية.

وأعلن الحزب أنه لن يشارك في ائتلاف حكومي مع المحافظين في حكومة جديدة  برئاسة انجيلا ميركل ويفضل أن ينتقل إلى المعارضة.

ونقلت شبكة التلفزيون "زد دي اف"عن المسؤولة في الحزب مانويلا شفيزيغ قولها  في تصريح "لقد تلقينا تكليفا واضحا من الناخبين للتوجه نحو المعارضة"، مضيفة "بالنسبة إلينا أن الائتلاف الكبير(مع المحافظين) ينتهي اليوم".

وأعلن نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحري فولفغانغ كوبيكي عدم استعداده  للمشاركة في ائتلاف حكوميي منتقدا اختيار الحزب الاشتراكي طريق المعارضة. أما حزب "البديل لألمانيا"اليميني الشعبوي الذي حقق اختراقا تاريخيا فوعد  ب"تغيير هذا البلد" .

ووعدت المستشارة الألمانية في تصريحات عقب هذه النتائج ب"استرداد ثقة الذين صوتوا لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشددي من خلال سياسات جيدة"، كما قالت بعد فوزها وحزبها.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي اليوم الأحد نقلته إذاعة (صوت ألمانيا) بهذا الخصوص أن"حزب البديل من أجل ألمانيا"يشكل تحديا لحكومتها، لافتة إلى أنها  تخطط لاستعادة أصوات الناخبين الذين صوتوا لحزب البديل ، وذلك من خلال معالجة مخاوفهم ومشكلاتهم بشكل أفضل.

وخلال حملتها لهذه الانتخابات تعهدت المستشارة ب"تجهيز اقتصاد البلاد بالأدوات اللازمة وما يتوافق مع العصر الرقمي والخروج من أزمة المهاجرين في البلاد".

ومنذ بداية الاقتراع ومن قبله كانت استطلاعات الرأي توقعت فوز المحافظين بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل على الاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتس الذي قال وهو يدلي بصوته"أتمنى أن  يستغل العديد من الناخبين حق الانتخابي ويسهمون في تقوية مستقبل الديمقراطية في البلاد عبر التصويت للأحزاب الديمقراطية".

وفتحت مراكز الاقتراع وعددها نحو 73 ألف أبوابها صباح اليوم في ولايات ألمانيا الـ16 أمام 62 مليون ناخب يحق لهم التصويت من بين 82 مليونا هم  إجمالي تعداد البلاد.

واختار الناخبون أعضاء البرلمان (البوندستاغ) الـ630 من بين أربعة آلاف و828 مرشحا يمثلون 42 حزبا في البلاد،هذا وتجري انتخابات البوندستاغ الذي عقد جلسته التأسيسية في مدينة بون في سبتمبر 1949 كل أربع سنوات.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت على مدار اليومين الماضيين تصدر الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل بـ34% من نوايا التصويت يليه حزب  الاشتراكيين الديمقراطيين بـ21% وبديل لألمانيا المتطرف بـ13% واليسار بـ11% والديمقراطي الحر بـ9% والخضر (يسار) بـ8%، في حين حصلت أحزاب صغيرة على 4%.

وكان استطلاع لمعهد"أي أن أس أي"نشرته صحيفة "بيلد"أمس السبت أظهر تراجعا في تأييد المحافظين بزعامة ميركل، إذ تراجع بمعدل نقطتين مئويتين إلى 34%، في حين تراجع الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنقطة مئوية واحدة إلى 21%، لكن التأييد لحزب بديل لألمانيا المتطرف صعد بمعدل نقطتين مئويتين ليصل إلى 13% معززا فرصه لأن يكون أول حزب يميني متطرف يدخل البرلمان الألماني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

سياسة انجيلا : 12 سنة على رأس المستشارية ...انجازات واضحة ومواجهة مع ملف اللاجئين

يرى المتتبعون أن تمكن المستشارة الألمانية من تحقيق استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي مكنها وائتلافها الحكومي من تعزيز موقع ألمانيا على الخارطة  الأوروبية والدولية بعدما فرضت نفسها"كشريك سياسي مؤثر على الساحة الدولية"، هذا وقد بات حزب ميركل أول مستشارة في تاريخ ألمانيا وتمضيتها لفترة حكم امتدت 3 ولايات متتالية بات من المرجح استمرارها حسب خبراء في منصبها.

يشار إلى أن ألمانيا أضحت في عهد ميركل من بين أهم ثلاثة اقتصادات في العالم بعدما تمكنت البلاد من تحقيق نجاح اقتصادي بارز ونمو متواصل.

في المقابل شكل ملف اللاجئين إحدى النقاط التي واجهتها سياسة المستشارة الألمانية في الفترات الأخيرة وكانت مواقفها محط أنظار العالم عندما اتخذت قرارها عام 2015 بفتح الحدود الألمانية أمام الآلاف من اللاجئين الذين وصلوا  إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

وتمسكت بشعارها"نستطيع أن ننجز ذلك"في إشارة منها إلى تفاؤلها بالتغلب على أزمة اللاجئين مما تسبب لها بالكثير من الانتقادات من قبل المسؤولين السياسيين في البلاد،لكنها علقت على ذلك في أحد حواراتها بالقول"أنا أكافح من أجل الطريقة التي أتصورها لخطتي وأفعل ذلك بكل قوتي وأنا لست المستشار الأول الذي اضطر أن يقاتل من أجل شيء ما"وفق تعبيرها.

وبعد مد وجزر مع المنتقدين لسياستها والذين كان منهم أعضاء في حزبها عادت وتشكيلتها السياسية لتتصدر استطلاعات الرأي بعدما سيطرت وحكومتها على أزمة اللجوء وذلك عقب رعايتها للاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بهذا الخصوصي بالتزامن مع إغلاق طريق البلقان.

واعترفت ميركل بحصول أخطاء في سياسة اللجوء، لكنها شأنها شأن الكثير من السياسيين الألماني مقتنعة بأن ألمانيا لا يمكن إلا أن تكون بلداً للهجرة على غرار كندا وأسترالياي من دون أن يعني ذلك إهمال مسألة الحفاظ على هوية ألمانيا.

وقالت المستشارة الألمانية بعد فوزها اليوم أن تحالفها له الحق في تشكيل  الحكومة الألمانية الجديدة، معربة عن سعادتها بفوز حزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي بالانتخابات.

وأضاف إن هناك مهام جديدة تنتظر الإتحاد بعد 12عاما من الحكم، مؤكدة على  مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة أسباب النزوح ، وشددت على التعاون مع الحلفاء والأصدقاء الأوروبيين.

الـمـصـدر : وكـالـة الأنباء الـجـزائـريـة

العالم, أوروبا