خلصت اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة البلدان الأعضاء وغير الأعضاء في الأوبيب، الأحد بالجزائر العاصمة، أنه رغم الشكوك المتصاعدة بخصوص قواعد سوق النفط، فإن البلدان الـ 25 المنتجة تواصل البحث عن سوق نفط عالمي "متوازن" و"مستقر".
و جاء في البيان النهائي للجنة والمقدم خلال ندوة صحفية انعقدت في ختام الاجتماع العاشر أنه "رغم الشكوك المتصاعدة بخصوص قواعد سوق النفط، بما فيها الاقتصاد والطلب والعرض، فإن البلدان المنتجة المشاركة تواصل البحث عن سوق نفط عالمي متوازن ومستقر على الدوام، خدمة لمصالح المستهلكين والمنتجين والاقتصاد العالمي عامة".
كما أعربت اللجنة التي انعقدت هذا الأحد بالجزائر العاصمة عن "ارتياحها" بشأن الآفاق الحالية لسوق النفط مع تسجيل توازن سليم بين العرض والطلب.ودرست اللجنة الوزارية المشتركة التقرير الشهري الذي أعدته اللجنة التقنية المشتركة وتطورات سوق النفط بما في ذلك آفاق سنة 2019.
كما تم التذكير في البيان بأن هذا الاجتماع صادف إحياء الذكرى الثانية للمؤتمر الاستثنائي 170 للأوبيب والتي انبثق عنها اجتماع ديسمبر 2016.
وجاء في البيان "شاركت البلدان الـ 25 في إعلان التعاون في هذا الاجتماع، الذي يوضح التزامها من أجل استقرار دائم لسوق النفط".
و لاحظت ذات اللجنة أن الدول المشاركة في اعلان التعاون قد توصلت إلى مستوى الامتثال بنسبة 129 بالمائة خلال شهر أوت 2018 و بنسبة 109 بالمائة خلال جويلية 2018 ، " وهذا ما يدل على احراز تقدم معقول نحو قرارات الاجتماع الـ 174 لمنظمة الأوبيب المنظمة في 22 يونيو 2018 و الاجتماع الوزاري الـ 4 لمنظمة الأوبيب و الذي انعقد في 23 يونيو 2018 لتكييف الامتثال الشامل بنسبة 100 بالمائة".
وأعربت ذات اللجنة عن " ارتياحها" على العموم للنتائج التي تحصلت عليها الدول المشاركة منذ الاجتماعات الوزارية للجنة الوزارية المشتركة لبلدان الدول الأعضاء و غير الأعضاء في الأوبيب بفيينا و سجلت بارتياح الجهود التي تم بذلها لأجل التوصل الى امتثال شامل مكيف بنسبة 100 بالمائة.
و حثت ذات اللجنة في هذا الصدد الدول التي تتوفر على قدرات كافية للعمل مع زبائنها لأجل تلبية طلبهم خلال سنة 2018 المتبقية.
و أمرت أيضا ذات اللجنة الوزارية المشتركة لبلدان الدول الأعضاء و غير الاعضاء في اللجنة التقنية المشتركة بمواصلة مراقبة شروط السوق النفطية و مستويات الامتثال في جهودها لأجل التوصل إلى امتثال بنسبة 100 بالمائة في 2018.
وتم تكليف اللجنة التقنية المشتركة بفحص أفاق 2019 و عرض الخيارات للسنة 2019 فيما يخص مستويات الإنتاج لأجل تفادي حالات اختلال السوق.
و حيت اللجنة الوزارية المشتركة لبلدان الدول الأعضاء و غير الأعضاء في الأوبيب في إطار اجتماعها بالخصوص رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عرفانا على دعم الجزائر " الثابت" و على مساهمته " الهامة" في إعلان التعاون التاريخي.
و في الأخير، أعلنت ذات اللجنة عن الاجتماع المقبل لها و المزمع عقد في 11 نوفمبر 2018 بأبوظبي في الإمارات العربية المتحدة.
.. نتائج مرضية و إبقاء للجهود
وخلال الندوة الصحفية، عبر أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة للبلدان الأعضاء وغير الأعضاء في أوبيب، عن ارتياحهم عن نتائج الجهود المبذولة من طرف البلدان الـ25 الموقعة على إعلان التعاون و عن رغبتهم في الإبقاء على التعاون بينهم من أجل تحقيق توازن السوق.
في هذا السياق،أكد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أن سوق النفط هي "متوازنة بشكل جيد" و أن العرض و الطلب متوافقان بفضل جهود البلدان الـ25 الموقعة على إعلان التعاون.
وتوجد، حسبه، انشقاقات وتوترات بين مختلف الدول، علاوة على أن تذبذبات العملات الصعبة تولد في حد ذاتها توترا بالنسبة للدول الناشئة.
وبهذا، يقول أن اللجنة الوزارية المشتركة للبلدان الأعضاء وغير الأعضاء في الأوبيب قد التزمت بمواصلة ضمان استقرار السوق النفطية مع الاهتمام بالدول المستهلكة.وتوقع الفالح ارتفاعا في الطلب يقدر بـ 1.5 مليون برميل يوميا في عام 2019.
وفي معرض تطرقه إلى الاجتماع القادم لمنظمة الأوبيب الذي سيقام في شهر ديسمبر 2018 بمدينة فيينا النمساوية، أشار الفالح إلى أن اللجنة الوزارية
المشتركة تعتزم إعطاء خيارات والاتفاق على نوع الإستراتيجية المستقبلية التي سيتم تطبيقها، مضيفا بقوله "سنتبنى إطار تعاونيا للسنة القادمة حتى تكون خالية من المخاطر".
ومن جهته، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده تدعم القرارات المتخذة خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة للبلدان الأعضاء وغير الأعضاء في الأوبيب المنعقد هذا الأحد بالجزائر العاصمة.
وصرح بقوله "يعد القرار المتخذ في شهر جوان الماضي والمنصب على الرجوع إلى نسبة امتثال بنسبة 100 في المائة أساس نجاحنا، فالسوق في وضعية جيدة مقارنة بالسنوات السابقة، ومنهجنا منهج صحيح كما أننا قد بلغنا الأهداف المرجوة".
وبالنسبة للوزير الروسي، "فثمة الكثير من الشكوك" في الاقتصاد الدولي والتحديات التي تنتظر أعضاء منظمة الأوبيب وحلفائها.
واستطرد يقول "من الضروري القيام بمجهودات كبيرة لتحقيق الأهداف المشتركة من اجل إرضاء المستهلك".
ومن جانبه، أوصى وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الذي يرأس الأوبيب، بالإبقاء على اللجنة الوزارية المشتركة للبلدان الأعضاء وغير الأعضاء في الأوبيب لسنة 2019.
و أكد يقول "ان كانت هناك توصيات يتعين القيام بها فهي الإبقاء على اللجنة الوزارية المشتركة للبلدان الأعضاء و غير الأعضاء في الأوبيب، لسنة 2019. هناك تحديات لازالت أمامنا. نحن نرغب في تواصل عمل هذه اللجنة".
من جهته، أكد وزير الطاقة مصطفى قيطوني أن الجزائر لطالما عملت على تحقيق تقارب بين الأوبيب وغير الأوبيب.
كما أشار أن الاتفاق سينتهي مع سنة 2018 و أنه سيكون في سنة 2019 ميثاق تعاون يتواجد حاليا قيد الدراسة من قبل البلدان الـ25 الموقعة على اتفاق التعاون، مضيفا أنه بعد دراسة هذا الاتفاق فسيكون هناك إجماعا حولها.
و استرسل يقول "سندرس خلال اجتماع الأوبيب المقرر في 7 ديسمبر المقبل بفيينا كيفية تصرف سوق النفط الدولية".
كما أبرز قيطوني أن الممثل الإيراني في أشغال الاجتماع الـ 10 قد صادق على القرارات المتخذة خلال هذا اللقاء.
و أضاف أن البلدان الأعضاء في اوبيب و غير الأعضاء في أوبيب تعمل على تحقيق توازن لسوق النفطي مؤكدا في هذا السياق أن "الأسعار لا تهمنا".