يشرع هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، في سلسلة جديدة من المشاورات مع طرفي النزاع ودول الجوار تحسبا لعقد ندوة مسدتيرة ثانية في مارس المقبل لوضع مسار السلام على السكة الصحيحة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الى الصحراء الغربية هورست كولر خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن إنه ينوي عقد اجتماع يضم طرفي النزاع ودول الجوار (الجزائر وموريتانيا) لمتابعة الاجتماعات التي عقدت في جنيف في ديسمبر الماضي.
وخلال تلك الجولة من المحادثات في كانون الأول الماضي، تمسّك الطرفان بمواقفهما ولم يتّفقا إلا على عقد لقاء جديد مطلع العام الحالي، لكنّ كولر أعلن أنه يمكن التوصّل إلى حل سلمي.
وبعد تلك الجولة قال كولر إن «الحل السلمي ممكن لهذا النزاع، ومن خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد أن من مصلحة الجميع حل هذا النزاع، وأنا مسرور للغاية لإعلان التزام الوفود المحادثات».
لكن ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة سيدي عمر اعتبر خيار استفتاء تقرير المصير خط أحمر لا يجب تجاوزه بالنسبة للصحراويين.
و كانت جبهة البوليساريو قد أدانت في رسالة موجهة يوم 18 جانفي الجاري إلى مجلس الأمن الدولي هذا الاتفاق الذي وصفته "بالعائق الكبير للمسار الذي تقوده منظمة الأمم المتحدة", داعية أعضاء مجلس الأمن إلى حث البلدان الأوروبية على إعادة النظر في قرارهم.
ذكر أنه منذ عام تقريبا رجعت القضية الصحراوية بقوة في أجندة السلام لمجلس الأمن بدعم من الولايات المتحدة التي ترغب في إنهاء هذا النزاع العالق.
كما واصلت واشنطن المنزعجة من انسداد مسار السلام ضغطها على مجلس الأمن من أجل إعادة بعث المفاوضات المتوقفة منذ 2012.
و كانت البعثة الأمريكية بالأمم المتحدة قد تطرقت شهر أكتوبر المنصرم إلى "مقاربة جديدة" للولايات المتحدة قصد تسوية هذا النزاع مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هنالك "تعامل كالعادة" بشأن المينورسو والصحراء الغربية.
و أكدت البعثة الأمريكية بالأمم المتحدة أنها "لن تدع المينورسو و الصحراء الغربية تعود إلى طي النسيان".
وبعد شهرين فقط من التصويت المتضمن تمديد عهدة المينورسو, أعرب البيت الأبيض على لسان مستشار الأمن القومي جون بولتون عن انزعاجه للانسداد الذي تعرفه القضية الصحراوية مؤكدا أنه حان الوقت لتضطلع المينورسو بمهمتها.
