أكد رئيس مصلحة جراحة الأطفال بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في طب وجراحة هذه الشريحة حسن بادي بالحراش بالجزائر العاصمة الأستاذ نصر الدين جيجلي أن ختان الأطفال مبكرا قد يعرضهم الى تعقيدات صحية في الجهاز البولي والتناسلي عند البلوغ.
وأوضح الأستاذ جيجلي أن"نسبة 80 بالمائة من تعقيدات الجهاز البولي والتناسلي لدى الأطفال تعود الى ختانهم في سن مبكرة في فترة يكون فيها العضو الذكري غير مكتمل التكوين".
ووصف ذات المختص العائلات التي تقوم بختان أبناءها خلال الأسبوع الأول أو الأشهر الأولى من الولادة "بالسلوك غير الواعي"بسبب الخطر الذي يتعرض له هؤلاء عند بلوغهم سن الطفولة وذلك نتيجة "عدم نمو العضو الذكري عند إجراء عملية الختان".
كما حذر الأستاذ جيجلي من جانب آخر من تنظيم عمليات الختان الجماعي التي تقوم بها بعض الهيئات والجمعيات وحتى المحسنين بمناسبة الشهر الفضيل، لاسيما خلال ليلة القدر، مؤكدا بأن نتائج هذه العملية قد تكون"وخيمة على الأطفال بسبب انخفاض اليقظة والتركيز لدى الأطباء الذين يقومون بإجراء عدد هائل من عمليات الختان في يوم واحد".
ودعا من جهة أخرى إلى"ضرورة القيام بهذه العملية داخل المؤسسات الإستشفائية العمومية والخاصة التي تتوفر على الظروف والوسائل المناسبة للتدخل العاجل عند وقوع طارئ".
كما دق ناقوس الخطر حول إستعمال المشرط الكهربائي في ختان الأطفال مما يعرضهم الى حروق خطيرة قد تتسبب في تشوهات واختلالات بالعضو الذكري، مشددا من جانب آخر على"ضرورة إجراء تحاليل طبية مسبقة للطفل للكشف عن أمراض الدم التي تعرضه الى نزيف وأخطار أخرى".
وشددت رئيسة جمعية المصابين بالهيموفيليا السيدة لطيفة لمهن من جانبها على"ضرورة تحسيس المجتمع حول كيفية وظروف ختان الأطفال خلال الشهر الكريم وذلك من خلال الخطب الدينية ووسائل الإعلام"، مشيرة الى تسجيل"عدة حالات وفاة نتيجة بعض الممارسات التقليدية في هذه العملية".
وأكدت ذات المتحدثة أنه و"بالرغم من توصيات وزارة الصحة التي تحث من خلالها على إجراء عملية الختان طوال شهر رمضان وبالمؤسسات الإستشفائية العمومية والخاصة ومن طرف طبيب جراح فإن بعض الممارسات الإجتماعية التقليدية "لازالت لاتحترم هذه التوصيات".
وأوضحت في هذا السياق أن المجتمع الجزائري يفضل عادة ختان الأطفال عشية ليلة القدر من الشهر الكريم مما"يحدث اكتظاظا كبيرا بالمؤسسات الإستشفائية العمومية والخاصة ويتسبب في وقوع حوادث"لا يحمد عقباها".
ودعت لمهن العائلات والجمعيات الى احترام توصيات وزارة الصحة التي تشدد على اجراء هذه العملية من طرف"أطباء جراحين وبالمؤسسات الإستشفائية العمومية والخاصة فقط".
كما نبهت بخطر اجرائها قبل سن الثانية من عمر الصبي، مؤكدة بأن 6 اطفال من بين 10 أطفال الذين يخضعون الى هذه العملية في هذا السن غالبا ما يعاد ختانهم مرة أخرى وذلك بسبب"عدم النمو الكامل لعضو الذكر".
ودعت من جانب آخر إلى القيام بعملية الختان طوال ايام السنة وتخصيص شهر رمضان للاحتفال بهذا العملية تفاديا للحوادث التي تسجل كل سنة عند اجراء هذه السنة الحميدة.