قسوم لملتميديا الإذاعة: لا لإطالة عمر الأزمة خارج الحلول الدستورية وضرورة اشراك كل الفاعلين دون الفاسدين والمفسدين(فيديو)

أكد الأستاذ عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في فضاء ملتميديا الإذاعة الجزائرية ، اليوم الاثنين ، أنه لا مناص من الحوار الوطني كأسلوب لحل الأزمة، و لا يتأتى ذلك حسبه إلا من خلال وضع " الأنانيات " الضيقة جانبا . والمضي إلى الأمام في حوار وطني ضمن الإطار الدستوري والمرجعية النوفمبرية باعتبارهما الإطار العام الذي يجمع ولا يفرق ويقرّب ولا يباعد ويسرّع في إيجاد الحلول التي يرتضيها الشعب الجزائري بكل أطيافه حفاظا على المصالح العليا للأمة والدولة والمجتمع وبأفضل الوسائل الممكنة  التي يكون فيها للعدالة اليد العليا اليوم وغدا .

س1 : بداية في خطاب رئيس الدولة الأخير السيد عبد القادر بن صالح وجه خطابا للأمة عرض فيه حوارا يكون شاملا  وجادا ويتضمن مجموعة من الآليات ، كان لجمعية العلماء بيانا بالمقابل لا يخرج عن الإطار العام ، قدمت من خلاله الجمعية الآليات والحلول للانخراط في هذا الحوار الوطني الذي تضمن مجموعة من النقاط ، هل لكم أن تلخصوها للمستمع الكريم ؟

ج1 – أولا ، سبق لجمعية العلماء من قبل أنها نادت وأكدت على مبدأ الحوار الوطني كأسلوب متميز لحل الأزمة ، وليس ذلك من باب الصدفة أن نلتقي مع فحوى رسالة السيد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أو أي واحد يدعو إلى الحوار الوطني ، لكن نحن في بياننا الأول وفي بياننا الثاني باسم علماء الأمة ، وفي بياننا الثالث أمس بان الحوار هو الوسيلة المثلى لحل كل الأزمات و فك كل الإشكالات ، لذلك نعتقد بان نداءنا الذي وجهناه بالأمس يصب في خانة كيف يجتمع الجزائريون ببعضهم البعض ؟ كيف يتناسوا خلافاتهم الشخصية ؟وكيف يعلون في مستوى ما يتطلبه الوطن من حل للازمة بالوسائل السلمية وفي نطاق الوحدة الوطنية ودون المساس بالثوابت التي نؤمن بها جميعا ، لذلك حددنا بعض الآليات التي تسمح بهذا من هذه الآليات ، منها أن يتناسى الجميع المصالح الذاتية أو الشخصية أو الضيقة ليعلوا إلى مستوى المصلحة الوطنية العليا . ثانيا ، كيف يتم ذلك ؟. قلنا : بأن هناك آليات يجب أن نتشبث بها ومن هذه الآليات إحداث هيئة وطنية مستقلة من شأنها أن تقوم بتنظيم انتخابات شفافة ونزيهة يسلّم بنتائجها الجميع ، وهذه هي أهداف وطموحات أبنائنا وبناتنا وكل فئات شعبنا .

أما المرتكز  الثاني فقد قلنا :" لابد من تكوين حكومة ذات كفاءة وطنية وذات مصداقية يؤمن بصلاحيتها الجميع وفي نطاق الدستور الذي يخول الصلاحيات لهذه الحكومة ولهذه السلطة ، ولا يكون فيها مكان للفاسدين أو المفسدين . و الفاسدين  من منظور رئيس جمعية العلماء  ، هم الذين تورطوا في قضايا فساد مالي ، أو ذمة مالية  أو قضيا سياسية فاسدة هاؤلاء يقصون أنفسهم بأنفسهم . أما المفسدون على حد وصف مصدرنا :" هم أولئك الذين يشوشون على الوحدة الوطنية أو على الحراك الوطني ، أو يشوشون على المبادئ التي نؤمن بها جميعا ، وهاؤلاء أيضا مقصون من مثل هذا .

س 2 – ما قصدكم بدعوة الأطراف جميعها إلى الحوار الوطني ؟  

ج 2 – دعوة الأطراف المختلفة جميعها إلى الحوار الوطني إنما نقصد بها إلى أن تلتقي وتسمو على خلافاتها وعن نزاعاتها وأن تجل المصلحة العليا هي الهدف النبيل الذي من أجله يجب أن يلتف الجميع ، ونعتقد أن شعبنا وأبناء شعبنا المخلصين سيستجيبون لمثل هكذا نداء بدون أي تردد .

س3- من بين ما تضمن البيان هو " التشبث بالمبادئ المشتركة بين الجزائريين " من خلال حل توافقي دستوري ينطلق من مرجعية أول نوفمبر  وكذلك المادتين الـــ07 و 08 من الدستور . ما الذي ترمون إليه ؟

ج 3 – نحن نعتقد أن كل دعوة لحل الأزمة ينبغي أن تنطلق من المبادئ التي نؤمن بها جميعا ، وأولها الدستور الذي صوّت عليه الشعب كله ، وثانيا مبادئ أول نوفمبر التي بفضلها استطعنا أن نعيد بها دولتنا واستقلالنا وسيادتنا ، ثالثا ان هذه المبادئ تصب كلها فيما ندعوا إليه في الحركة الباديسية التي تدعوا إلى الحفظ على ثوابت الأمة ومبادئ الأمة التي لا مجال للنزاع فيها ، من هنا فان أي حل ينبغي أن يكون منبثقا من هذا الدستور الذي نؤمن به جميعا وخاصة المادتين الــ07 و 08 التي تعطي السلطة للشعب وهو الهدف الاسمي الذي يجب أن نعمل عليه وان نتشبث به ، وان لا مجال للقطيعة مع الدستور لان كل دعوة للقطيعة معه أو إحداث قطيعة معه ، أو محاولة تأسيس نظام جديد ، إن هذا لا يمكن أن يحظى بقبول جمعية العلماء أو بقبول العقلاء والحكماء من أبناء شعبنا .

س 4- ما رد جمعية علماء المسلمين الجزائريين على الأصوات التي تنادي بمرحلة انتقالية ومجلس تأسيسي ؟

ج 4- نحن نعتقد بان هذا تشويش على الأمة وعلى الوطن ، ذلك لان الوطن منسجم في حراكه الشعبي ويدعوا إلى الحل السلمي في نطاق الوحدة الوطنية للأمة ، وان كل من يشوش على هذه الوحدة الوطنية ، والأهداف النبيلة التي يهدف إليها الحراك الشعبي ، هو إطالة للازمة وإطالة للمعاناة ، وعليه نحن ننبذ كل دعوة من شانها إطالة الأزمة ، وكل دعوة للقطيعة مع الدستور الذي نؤمن به جميعا وكذا مبادئ أول نوفمبر التي عملنا ونعمل من اجل تثبيتها جميعا .

س5 – سبق للجمعية أن قدمت بيانا، ثم تلاه بيان آخر مالفارق بين البيانين  ؟

ج5 – كنّا ضحايا سوء فهم، وما دمنا قلنا أننا نؤمن بالمادتين على التوالي من الدستور الـــ 07 و08 وان أي مرحلة انتقالية يجب ان تصب في هذا فأين الخلل ؟ ذلك لان الانتقالية هي أن ننتقل من حاكم إلى حاكم ومن عهد إلى عهد ، ولكن ذلك مشروط بان يكون ذلك الانتقال في إطار الدستور  . ولذلك وضّحنا هذا الموضوع واعتقد أنّ الجميع اقتنع بتوضيحاتنا ، وتلقينا استجابات من كل الفئات العاقلة التي سلّمت بأننا كنا نقصد بهذه الانتقالية أن تكون ضمن الدستور الذي نؤمن به جميعا ولا مجال للقطيعة معه ولا مجال لأي تأسيس أو دعوة إلى التأسيس في هذا الموضوع .

س 6 – بعد النشر الواسع للبيان وما حوى من اقتراحات كيف ستتحرك جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ميدانيا ؟

ج 6- إنّ الجمعية هي الهيئة الوطنية – أكاد أقول هي الوحيدة – التي لها تمثيل على كامل تراب الجمهورية ( الوطن ) و تملك شعب في معظم بلدياتها ، وبالتالي الجمعية متغلغلة داخل الأوساط الشعبية ببلدياتها وولاياتها جميعا ، وهذا هو منطق قوتها ، أنها لمّا توجه نداء مثل هذا سوف يجد له صدى في جميع ربوع الوطن ، بل ومن خارج الوطن ، حتى انه تم الاتصال بشخصي لطلب توضيحات حول البيان مما يؤكد بان الجمعية تملك مصداقية داخل الوطن وخارج الوطن ، وهذا والحمد لله من نعم الله علينا .

س 7 – ما قراءتكم  لمستقبل هذه الأزمة ؟

ج 7 – إنّي لمتفائل من واقع هذه الأزمة ، ذلك لان العقلاء والحكماء و الصلحاء والمصلحون جميعا و الوطنيون لا يمكن إلا أن يميلوا ميلا عظيما إلى إيجاد  الحل في اقرب الآجال الممكنة وبأفضل الوسائل الممكنة وبالمبادئ الدستورية الممكنة ، ولذلك نحن نؤمن بان الأغلبية الساحقة من هذا الشعب تؤمن بما نؤمن به وتدعوا بما ندعوا به ، وهذا ما يدعونا للتفاؤل والى إيجاد الحل في اقرب الأوقات الممكنة إن شاء الله لنستعيد طموحات شعبنا ومبادئ حراكنا ومبادئ جماهيرنا الشعبية .

س8 – كيف ترون ما تقوم به العدالة من عملية تنظيف وسجن للعصابات و الفاسدين  ؟

ج 8 – نحن نعتقد بأن من ثبت تورطه في هذه المخازي من الفساد لا ينبغي أن ينجوا من العقاب ، لكن ما ندعوا إليه أن تكون هذه المحاكمات علنية حتّى يتبن للشعب انه ليس ثمة تصفية حسابات مع أي أحد ، ولكن هناك الوطن يحاسب من خان هذا الوطن ، فنحن نعتقد أن ما تقوم به العدالة ، لابد وان يكون مؤسسا حقيقة على قوانين ونزاهة و موضوعية وان يتبع المحاكمات التي ستتلوا هذا ، وتكون شفافة وعلنية وشاملة وجامعة حتى يشهد الجميع بان الوطن قد استعاد استقلالية قضاءه وعدالته وهذا هو الضمان الذي نقدمه للعالم وللأمة جميعا .

س 9 – كلمة أخيرة للمتابعين ؟

ج 9 – نحن ندعوا الجميع إلى أن يتحلى بالمصلحة الجماعية الوطنية العليا وان يسموا الجميع إلى ما تنشده الأمة والوطن من طموحات ومن تطلعات ومبادئ وكلنا ثقة بان الأمة ستستجيب لان هذا الصوت هو " صوت الوطن " وستكون الاستجابة الشعبية واسعة بكل مبادئها ومقوماتها .   

 

المصدر : ملتميديا الإذاعة الجزائرية    

الجزائر, سياسة