أعراج لملتيمديا الإذاعة: الانخراط الجماعي في الحوار حماية للإرادة الشعبية واستقرار الجزائر ومؤسساتها

يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور سليمان أعراج أن نجاح الحوار يتطلب انخراط كل المبادرات والتفافها حول هذا المسعى مع تقديم كل التنازلات لإيجاد تصورات عملية وحلول توافقية تخدم الجميع ولا تخدم مصالح فئوية لحساب مجموعات ضيقة تمتهن الاستثمار في الأزمات وتحقيق المكاسب على حساب الشعب.

وأبرز سليمان أعراج في حوار لملتيمديا الإذاعة الجزائرية أن الجلوس لطاولة الحوار هو المسار الوحيد للخروج من الأزمة من خلال تقريب الرؤى ووجهات النظر بين مختلف الطروحات والأفكار المعبر عنها في الساحة حفاظا على  أمن واستقرار الجزائر ومؤسسات الدولة وحماية للإرادة الشعبية لأغلبية الجزائريين  مؤكدا ضرورة المضي نحو الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال.

تكريس حوار مجتمعي لوضع تصور لجزائر جديدة

ولفت الأستاذ سليمان أعراج إلى أن حوار الجزائريين سيكون له طابعا مجتمعيا لا تكون السلطة فيه طرفا مباشرا كما أن كلّ مؤسسات الدولة ستلتزم بالحياد حيال سيرورته ومخرجاته ما سيسمح بوضع تصور لجزائر جديدة تلبية لأهم مطلب رفعه الحراك.

كل من ينادي بالتفاوض يسعى إلى تحقيق امتيازاته وعلى الشعب سحب دعمه لهذه الفئات

كما اعتبر أعراج أن كل من ينادي بالتفاوض بدل الحوار متعطش للسلطة ويسعى إلى استغلال الحراك لتحقيق امتيازات ومكاسب شخصية على حساب الإرادة الشعبية وهذا الأمر مرفوض لأن الرهان اليوم بناء تصور جامع يحقق مصلحة كل الجزائريين.

وقال ضيف ملتمديا الإذاعة في السياق ذاته "أدعو الشعب الجزائري إلى ان يكون اكثر وعيا وحذرا في التعامل مع مختلف الفعاليات التي تستغل هذا الحراك لتجسيد مطالب سياسية وسحب دعمه لها"،كما أدعو كل من ينادي بالعمل خارج الدستور إلى إمعان العقل والمصلحة الوطنية ووضع الأنانيات السياسية جانبا من اجل مصلحة الوطن

ضرورة  التوجه نحو الانتخابات الرئاسية من اجل إنتاج رئيس كامل الصلاحيات

وأهم خيار يمكن أن يجسد آمال الجزائريين وطموحاتهم في صناعة التغيير وجزائر الغد  –حسب أعراج- المضي إلى الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال من أجل إنتاج رئيس كامل الصلاحيات وكامل الشرعية يحظى بثقة كل الشعب الجزائري الغد.

المرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي والتفاوض مطالب فئوية وغير شعبية

وعن الطروحات المتعلقة بالمجلس التأسيسي والفترة الانتقالية فقد اعتبرها الدكتور سليمان أعراج  طروحات رجعية لا أساس لها وهي مسائل مرفوضة لانها فئوية تخدم مصالح ذاتية لجماعات متعطشة للسلطة ولاتحقق الإجماع لدى الجزائريين .

ولابد على هذه التيارات-يضيف المتحدث ذاته- إعادة النظر في حساباتها ومواقفها التي لاتخدم المصلحة العامة والجلوس على كرسي الحوار الذي هو اهم خيار يجب أن يتم دعمه بالفعاليات المطلوبة.

فرض شروط تتعلق بالأمن والعدالة ليس من مهام هيئة الحوار

كما ابرز أعراج  في معرض حديثه عن مسألة الشروط المسبقة أن ليس من مهام لجنة الحوار التي مهمتها وطنية وتمثيل كل الجزائريين أن تطرح شروطا فهذا يجعلها تنحاز لفئة معينة على حساب باقي الجزائريين.

كما انه ليس من المعقول ان تنادي اللجنة –يقول أعراج- بمن عمل على الحفاظ على سلمية الحراك  بالانسحاب من تأمين المسيرات وليس من المنطقي التدخل في صلاحيات العدالة خصوصا وأن مكافحة الفساد هو أهم عنوان لصناعة التغيير واكبر ضمان بأن المسائل ستمضي بما يخدم مطالب الإرادة الشعبية .

الاعلام تحرر منذ بداية الحراك ولم يمنع أي صوت بما فيه الراديكالية

وبخصوص دور الاعلام في الحراك أكد أن المؤسسات الإعلامية كانت أكثر انفتاحا منذ 22 فيفري حيث تم تقديم كل الطروحات الايجابية والسلبية بكل أريحية وحتى أصحاب الفكر المتطرف تم التسويق لطروحاتهم وتم فتح المجال حتى للصحافة الأجنبية فسلمية الحراك أبهرت كل العالم.

دعاة العصيان المدني هدفهم تحييد الحراك عن سلميته والتفاوض لمصالحهم الضيقة

هذا وحذر سليمان أعراج من دعاة العصيان المدني والتي اعتبرها فئات تريد أن تجني على سلمية الحراك وتحييده عن نهجه السلمي حيث أن هذه الأخيرة-حسبه- لا تؤمن بالإرادة الشعبية وتريد فقط تحقيق مصالحها الذاتية الضيقة من خلال الضغط من أجل التفاوض.

وشدد في السياق ذاته أن المطالب التي أصبحت ترفع في الحراك هي فئوية تحركها بعض الفواعل التي تريد إعادتنا إلى نقطة الصفر وتحقيق مكاسب شخصية على حساب الحراك وطموحات وآمال الجزائيين في التغيير.

 

المصدر:ملتميديا الإذاعة الجزائرية-حنان شارف

 

الجزائر, سياسة