Green Bike.. عندما تكون "الدراجة الخضراء" في خدمة البيئة!

هم مجموعة من الشباب التقوا مع صديقهم عبدالحكيم  نعشيشي لتنفيذ مبادرته التي تعني أولا وأخيرا بتنظيف البيئة وحمايتها من الأخطار المحدقة بها.

 

وأوضح حكيم نعشيشي أن الفكرة جاءته حين تناهى إلى سمعه قبل سنتين بأن مواطنا سويديا يقوم يوميا بحملة تنظيف بشوارع مدينته ثم يقوم بإلإشهار لعمله بصور سيلفي وصلت أًصداؤها لاحقا، يقول، إلى مؤسس فيسبوك الذي أتصل هاتفيا بالرجل مستحسنا الفكرة وتبنى مبادرته واحتضنه كسفير للبيئة.

أضاف في تصريحه لموقع الإذاعة خلال الصالون الدولي لاسترجاع وتثمين النفايات، بالجزائر العاصمة،: "عندها اجتمعت  مع عدد من أصدقائي واقترحت عليهم القيام بمبادرة مماثلة بمدينتنا من خلال تنظيف شوارعها وشواطئها باستعمال "الدراجة خضراء"، و أطلقنا عليها تسمية "Green Bike". شرعنا في البداية في العمل ضمن مجموعة تضم نحو 20 فردا بتنظيف شواطئ المدينة التي ظلت لسنوات مرتعا للنفايات ومختلف أنواع القاذورات خصوصا خلال فصل الصيف شأنها في ذلك شأن جميع الشواطئ الجزائرية، قبل أن يتكثف نشاطنا ويزداد ظهورنا الميداني لتلقى تجاوبا كبيرا من المواطنين".

ولفت المتحدث إلى أن  اسم "الدراجة الخضراء" باتت على لسان غالبية مواطني مدينة عنابة "حيث لا يصادفنا أحد منهم إلا ونادانا به. كما أن أي حديث عن البيئة أو نشاط بييء بالمدينة بات مرادفا لجمعيتنا، وهذا أمر جميل ويشعرنا بالفخر والمسؤولية أيضا ".

 

 أشار رئيس "Green Bike"  إلى أن الفكرة لاقت في البداية بعض البرودة بسبب الجو العام الرافض لكل تغيير نحو الأفضل، لكن "ذلك لم يثن عزيمتنا وقمنا على قلتنا بمبادرة تنظيف الشواطئ  مرة، والأحياء السكنية مرة ثانية، وأخرى في المدارس والملاعب فأعجبت سلطات الولاية بها وطلبت منا المضي في المبادرة وانتقلت صداها إلى العاصمة حيث رحب بها مسؤولو وزارة البيئة، و قبل ذلك احتضننا المواطنون بقوة فصاروا يشاركوننا العمل البيئي ومنهم من يأتينا يبدي رغبته بالمشاركة لكنه يبدي أسفا على عدم امتلاكه دراجة تمكنه من المشاركة في رفع النفايات، لكننا نسعى إلى تطمينه بأن الأهم هو العزم على المشاركة في العملية ولا تهم الوسيلة".

1400 كيس نفايات في "تحدي رمضان"

 في المحصلة شارك أعضاء جمعية "الدراجة الخضراء" وأشركوا معهم كثيرا من الفاعلين المحليين والمهتمين بالشأن البيئي في عمليات تنظيف لشواطيء عنابة وقاعاتها الرياضية وملعبها الجميل 19 مايو 1956 وبعض الأحياء، لافتا إلى أن أكبر عملية تنظيف للأحياء تم خلالها أكثر من 800 كيس من النفايات. 

 سمحت عمليات التنظيف للمحيط بالولاية وإقبال المواطنين على المشاركة فيها بتنظيم، يضيف المتحدث، ما أطلق عليه بـ "تحدي رمضان" لعام 2017، وهي العملية التي نجح فيها، يقول، أعضاء الجمعية ومتطوعون ، ما بين العصر والمغرب، على رفع أزيد من 1000 كيس من القمامات، واستمرت العملية خلال رمضان الماضي وتوجت برفع أزيد من 1400 كيس من النفايات من مختلف أحياء المدينة الساحلية بحسب المتحدث.

وتواصلت مبادرات جمعية "Green Bike" لاحقا ليتم تنظيم مبادرات أخرى أهمها تنظيم "يوم بلا سيارة في عنابة"، وهي المبادرة التي عرفت مشاركة شعبية ورسمية كبيرتين يضيف المتحدث.

 

كيس بلاستيكي وقفازات.. فقط!

رغم أن فكرة الاهتمام بالمحيط والبيئة بدأت تأخذ حيزا لها في الإهتمام الجمعي لسكان ولاية عنابة، وإهتمامهم بالدراجة الخضراء لا ينقطع، إلا أن ما يقلق صاحب المبادرة وأعضاء الجمعية غياب المساعدة الرسمية للجمعية.

يقول صاحب "الدراجة الخضراء" لموقع الإذاعة الجزائرية:" ما نطلبه مساعدتنا بتقديم أكياس بلاستيكية وقفازات تسمح لأعضاء الجمعية وبقية المتطوعين بأداء مهمتهم النبيلة"، مضيفا أنه تلقى دعما معنويا مهما من الوالي السابق للولاية الذي طلب من الجمعية الإستمرار في نشاطها النبيل " لكن عدم حصولنا حينها على الإعتماد الرسمي صعب علينا المهمة بعض الشيء.  لكن بعد حصولنا رسميا على الإعتماد الرسمي بتنا جاهزين لأي نشاط بيئي في أي مكان من الوطن، وما نطلبه فقط هو الدعم لا غير".

 

الجميل في الأمر أن أعضاء الجمعية لا يترددون في عرض نشاطهم بالصورة والفيديو عبر صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، ذات الـ 35 ألف معجب.

وتتجه الجمعية بعد حصولها رسميا على الإعتماد على تنظيم مبادرات أخرى من بينها فتح مدرسة لتعليم أطفال من بين 2 و 5 سنوات قيادة الدراجات بدون دواسات. كما أنها تتجه لنقل تجربتها إلى ولايات بعد أن طلب مسؤولوها منهم القيام بمبادرات مماثلة بولاياتهم لاستنهاض همم الغيورين على البيئة فيها على حد تعبيره.

 

المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية