بسكرة.. عبـق التـاريخ وجـمال الطبـيعة

نظمت الجمعية الوطنية للأسفار والسياحة التربوية للشباب اياما إعلامية للسياحة الصحراوية بعروس الزيبان بسكرة،وذلك بقافلة شبانية متكونة من 50شابا وشابة من مختلف ولايات الوطن.

المبادرة جاءت تزامنا والذكرى ال65 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة وبالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب لولاية بسكرة حيث حطت الرحال ببيت الشباب 19مارس ببسكرة أين أقامت القافلة.

 وكانت البداية بندوة حول السياحة الشبانية عبر شبكة بيوت الشباب والتنمية المستدامة لها وشرح أنواع السياحة، كالسياحة الجبلية والصحراوية والبيئية والحموية والدينية.

 وتجاوب الحضور مع المداخلات التي كانت بمثابة التأشيرة لجواز سفر في عمق الصحراء الجزائرية.

وعمل المشاركون في التظاهرة على ابراز دور السياحة في الجزائر وما تزخر به من معالم وآثار وأماكن سياحية تشجيعا للمنتوج المحلي وتشجيع الشباب على ممارسة السياحة الداخلية حتى وصلت الساعة الصفر من غرة الفاتح نوفمبر2018 تم الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء ممزوجة بالنشيد الوطني الخالد.

 و تم في نهاية الندوة تقديم برنامج التنقلات عبر المناطق السياحية والأثرية ببسكرة والممتدة إلى منطقة آريس بتراب ولاية باتنة وما شاهدته من بطولات وتضحيات إبان الثورة المسلحة.
فكانت الانطلاقة من مقر ديوان مؤسسات الشباب ببسكرة بحضور السلطات الولائية للقافلة المشتركة بين فوج بسكرة للشباب وفوج الجمعية الوطنية للأسفار والسياحة الشبانية وجمعية تاريخ وأثار لولاية البويرة وبرفقة مرشدين.

 وكانت الوجهة إلى أول مكان تم فيه توزيع الأسلحة بدار مصطفى بن بولعيد بدشرة أولاد موسى آشمول ليلة ال30أكتوبر1954 بحسب عثماني عمار مجاهد شاهد عن الثورة الذي فصل في حديثه عن كل صغيرة وكبيرة حول مجريات انطلاق الثورة من عمق الأوراس،

كما زارت القافلة متحف المجاهد بالمنطقة الزاخر بالصور الشهداء والمنشورات الثورية .

 شرفات الغوفي.. مناظر تسلب الالباب

و بعدها تنقلت القافلة إلى شرفات غوفي وما صنعته الطبيعة ويد الإنسان من جمال بين الوديان وأشجار النخيل، حيث استمتع المشاركون بالمناظر الخلابة وأخذ الصور التذكارية.

وتقع غوفي جنوب ولاية بسكرة وتتميز بوجود سلاسل صخرية شامخة غاية في الرونق والجمال وتنتشر بالغوفي منازل اوراسية بنيت على النمط الشاوي الاصيل تتخللها واحات النخيل الغناء وواد اغزر املال وزادها جمالا وجود اثار قديمة تضرب بتاريخها في أعماق التاريخ.

منطقة الغوفي الفريدة من نوعها في شكلها وهندستها باتت اليوم قبلة للعديد من الزوار والسواح من داخل وخارج الوطن يتوافدون عليها باستمرار وبعد التمتع بمناظرها لا ضير من اخذ تذكار اوتحفة تقليدية يعرضها الباعة على جوانب الطريق.

وتبقى الغوفي تحفة اوراسية بامتياز وكنز ومعلم سياحي غاية في الروعة والجمال كما تبقى تنتظر من يميط عنها اللثام ليبرز مفاتنها للعالم اجمع فالغوفي تستحق ذلك بكل جدارة واستحقاق.

 وفي نهاية الجولة في يومها الأول ابدى رئيس الجمعية يعقوب دايري إعجابه بهذا النشاط وحركية الشباب ومعرفة عمق الجزائر وتضحيات شبابها الشهداء.كما عبر لنا الشاب المشارك شلالي مراد من عين بوسيف بقوله" أنه يزور هذه المناطق للمرة الأولى وانبهر بجمال الطبيعة وكرم أهل المنطقة وتمنى زيارته لها لمرة قادمة".كما عبرت السيدة زواوية من سيدي بلعباس عن"فرحتها وهي تزور عروس الزيبان ومنطقتي الغوفي وآريس".

وقال عبد الله شنان رئيس جمعية نشاطات الترفيه وتبادل الشباب بصور الغزلان" إن الرحلة كانت هادفة ومثمرة كما كانت فرصة لالتقاء الشباب من مختلف مناطق الوطن الذين اكتشفوا مناطق ومعالم سياحية نالت إعجابهم وترسخت في ذاكرتهم كما أعطتهم هذه الرحلة دفعا قويا لاكتشاف المزيد من جمال هذا البلد الشاسع". 

  سيدي عقبة ..الضريح الشاهد على التاريخ

أما اليوم الثاني فكانت الوجهة إلى منطقة سيدي عقبة ببسكرة في إطار سياحة دينية للمدينة وجامع عقبة بن نافع وتاريخ وجوده بالمنطقة وكيفية بناء المسجد بالجبس والجريد وأعمدة العرعار.وفي الأخير تم برمجة استراحة استجمامية للقافلة الى حمام الصالحين ببسكرة .

 وأضاف رئيس الجمعية الوطنية" أن هذا النشا ط يهدف إلى مد جسور الصداقة و التواصل بين الشباب الجزائري كما يساهم أيضا في بلورة أفكار و تصورات جديدة للدفع بالسياحة التربوية للشباب".

وتبقى مثل هذه المبادرات والنشطات والخرجات بمثابة المحفز والدافع القوي لتشجيع السياحة الداخلية لاسيما في موسمي الخريف والشتاء كما أنها تطلع الشباب وغيرهم على مكنوزات الجزائر السياحية ناهيك على أنها تساهم في إنعاش الحركة التجارية والاقتصادية بالمناطق السياحية.

موقع الإذاعة الجزائرية / توفيق بوسكين