تركيا ترمي بثقلها الاقتصادي في القارة الإفريقية..الرهان على 75 مليار دولار
تركيا : نورالدين مراح
يضع الرئيس التركي ركائز ثابتة لاقتصاد بلاده في القارة الإفريقية من خلال سياسة إستراتيجية تعتمد على الشراكة والصداقة، مما يحقق توازنا ونفوذا لتركيا في القارة السمراء .
ويترجم ذلك على الأرض إذ تكللت جولته الإفريقية الأسبوع الماضي والتي شملت أنغولا وتوغو ونيجيريا، بتوقيع 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الاقتصاد والثقافة.
وهاهو أردوغان يؤكد أن بلاده ستواصل بناء مستقبل مشترك مع أصدقائها الأفارقة، وبالتالي إزعاج المستعمرين، جاء ذلك في خطاب ألقاه للشعب التركي، عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وقال" كل خطوة تتخذها تركيا في إفريقيا تزعج المستعمرين السابقين، الذين يرون القارة على أنها حديقة خلفية لهم، وهذا من أسباب الحملات التي يقوم بها الغرب ضد بلادنا ".
وأوضح أن تركيا لا تنظر إلى القارة الإفريقية على أنها سوق لتصريف المنتجات، بل تنظر إليها على أنها شريك وصديق .
من 25 مليار الى 50 مليار دولار
اقتصاديا ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول القارة الإفريقية العام الماضي إلى 25 مليار دولار وتسعى الى رفع حجم تجارتها مع القارة الإفريقية إلى 50 مليار دولار سنويا في المرحلة الأولى
وخلال عام 2020 ، بلغت صادرات تركيا إلى إفريقيا 15.2 مليار دولار، ووارداتها منها 10 مليارات دولار في حين وصلت قيمة
الاستثمارات التركية في بلدان القارة السمراء إلى 6 مليارات دولار خلال العام الماضي
وحظيت قارة إفريقيا خلال السنوات الأخيرة باهتمام كبير من قبل تركيا، سواء على صعيد الإدارة السياسية أو على مستوى رجال الأعمال والمستثمرين الذين باتوا يشكلون جسر تواصل بين بلادهم والقارة السمراء.
وخلال "المنتدى الاقتصادي التركي الإفريقي الثالث" الأسبوع الماضي، أعلنت تركيا أنها تهدف لرفع حجم تجارتها مع إفريقيا إلى 50 مليار دولار سنويا في المرحلة الأولى، ومن ثم إلى 75 مليار دولار في المرحلة التالية.
وخلال فعاليات منتدى الأعمال في مدينة إسطنبول التي حضرها الرئيس رجب طيب أردوغان، تبين أن حجم التبادل التجاري سجل في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، زيادة بمعدل 27.2 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من 2020، بواقع 20.7 مليار دولار.
شركة "حياة" والاستثمار في الجزائر
وتتوزع الاستثمارات التركية على العديد من دول القارة، بدءاً من إثيوبيا ومروراً بنيجيريا وجنوب إفريقيا وليس انتهاءً برواندا.
وتنشط الشركات التركية في هذه البلدان، لدى العديد من القطاعات وفي مقدمتها المواد الغذائية، وأنظمة الطاقة، والبناء والزراعة، فضلاً عن الانشطة التجارية .
وتعتبر شركة "حياة "التركية للمنتجات الكيماوية، إحدى الشركات النشطة بشكل واسع في القارة الإفريقية، وتختص في إنتاج المنظفات، والمنتجات الكيماوية الخاصة بالمنازل والعناية الشخصية.
الشركة التي تملكها "مجموعة الحياة القابضة"، لديها استثمارات في كل من الجزائر ونيجيريا ومصر، لتساهم بذلك في تعزيز العلاقات التجارية بين تركيا والبلدان الإفريقية التي تنشط فيها.
وخلال "المنتدى الاقتصادي التركي الإفريقي الثالث" الذي انعقد في إسطنبول الأسبوع الماضي وحظي بمشاركة نحو 3 آلاف رجل أعمال تركي وإفريقي أكد عثمان آقصوي، الأمين العام لـ"مجموعة حياة القابضة أنه في الوقت الذي تواصل فيه شركة حياة للمنتجات الكيماوية، استثماراتها في 3 دول إفريقية، فإنها تستعد حالياً لإطلاق استثمارات أخرى لها في كينيا وجنوب السودان.
التحرُّك التركي في أفريقيا وفق مراقبين يحمل طابعاً جيواستراتيجياً، وفق حسابات الرئيس أردوغان السياسية والعقائدية، ليساعده ذلك على تحقيق تفوُّق على أعدائه الإقليميين والدوليِّين، و ذلك عبر كسب مزيد من المواقع الإستراتيجية القريبة من ممرّات الطاقة العالمية في الخليج (قطر)، والبحر الأحمر (الصومال وقبلها السودان)، والأبيض المتوسط (قبرص وليبيا)، ومضيق جبل طارق (المغرب)، وبحر قزوين (أذربيجان)، والبحرين الأسود وإيجه، وتطلّ عليهما تركيا.