سلطانة خيا تتعرض رفقة مناضلات صحراويات إلى الاعتداء من قبل قوات الاحتلال المغربية

اعتدت عناصر تابعة للأمن المغربي، اليوم الأربعاء، بالضرب على الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا و أختها الواعرة، و مجموعة من المناضلين الصحراويين، قدموا لمنزل عائلتها للتضامن معها، ما خلف إصابات عديدة في صفوفهم.
                                                                                                          
و قالت اللجنة الإعلامية بمدينة بوجدور المحتلة في بيان لها، "أقدمت مجموعة كبيرة تابعة للأجهزة القمعية المغربية على التدخل بشكل وحشي في حق مجموعة من المناضلين والمناضلات الصحراويين أثناء قدومهم لمنزل عائلة المناضلة سلطانة سيد إبراهيم خيا للتضامن والتآزر معها".
 
حيث تعرضوا، يضيف البيان، "للضرب والتعنيف والسحل"، وقد خلف "هذا التدخل الجبان عدة إصابات في صفوفهم، نذكر منهم: زينب أمبارك بابي، فاطمة محمد الحافظ، حسنة دويهي، سلطانة سيد إبراهيم خيا، الواعرة سيد إبراهيم خيا".
 
وأفادت الناشطة الحقوقية الصحراوية، في تصريحات إعلامية، للموقع الإخباري "الشبكة الجزائرية للأخبار"، أن هناك "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، أمام "صمت رهيب" للمجتمع الدولي، الذي لم يحرك ساكنا تجاه الممارسات القمعية لنظام الاحتلال المغربي، مستدلة بما تتعرض له و عائلتها من حصار امني جائر منذ 318 يوما، ناهيك عن "التعذيب النفسي و الجسدي من تنكيل و سحل و اعتداء و تحرش جنسي وصل إلى حد الاغتصاب".
 
وتروي ما تعرضت له في الأيام الأخيرة، قائلة "اقتحمت قوات الاحتلال المغربي يوم 22 أغسطس منزل عائلتي بمدينة بوجدور المحتلة، وقامت برش البيت و كل من فيه بمادة كيميائية سامة تدعى "الضربان" و هي من المواد التي يستعملها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أن هذه المادة تؤثر جسديا و نفسيا على الإنسان، جراء رائحتها الكريهة و مفعولها الخطير.
 
وأبرزت ذات المتحدثة، أن قوات الاحتلال قامت بنقل فيروس كوفيد-19 لها، ما تسبب في فقدانها حاسة الشم و الذوق، لتفقد بعدها القدرة على الحركة، جراء المادة السامة التي تم رشها بها، و ما زاد من خطورة الوضع، حسبها، منعها من العلاج و جلب الدواء، كما تمنع كل الزيارات، بما فيهم إحدى قريباتها التي تشتغل كممرضة، مشيرة إلى أنها لم تستطع استرجاع القدرة على الحركة إلا بعد شهر من الألم الذي كادت أن تفقد فيه حياتها لولا مساعدة عائلتها.
 
ولفتت سلطانة خيا، إلى أن قوات الأمن المغربية تسعى بكل الطرق إلى محاولة تصفيتها جسديا، بسبب مواقفها السياسية، و نضالها في سبيل تمكين شعبها من حقه في الحرية و الاستقلال.
 
وتناشد عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، أحرار العالم من أجل إنقاذ حياتها و حياة الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ 1975 إلى يومنا من مختلف الممارسات الدنيئة الحاطة بالكرامة الإنسانية، و حرمانه من حقه في التعبير.
 
كما تناشد مجلس الأمن الدولي، للتدخل العاجل من أجل حماية الشعب الصحراوي، الذي يعيش في حالة حرب، مطالبة بالضغط على الاحتلال المغربي من أجل توفير الحماية المدنية سلامة الشعب الصحراوي في المدن المحتلة.
 
جدير بالذكر، أن المناضلة الصحراوية سلطانة خيا، تعرضت عدة مرات لمحاولة تصفيتها، على يد "بلطجية" الاحتلال المغربي عن طريق استهدافها ب"مادة خطيرة".
 
كما تم رميها خلال هجوم على منزل عائلتها بداية شهر مارس الماضي، بخشبة بها آلة حادة لاصطياد الحوت، إلا أنها نجت من محاولة التصفية، كما تتعرض ذات المناضلة إلى "اعتداءات متكررة" منذ الهجوم على منزلها في 13 فبراير الفائت، ما تسبب لها في إصابة بليغة على مستوى العين اليمنى والوجه.
 
وكانت سلطانة خيا، قد وجهت رسالة إلى منظمة الأمم المتحدة، تدعوها فيها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه "الانتهاكات المغربية الخطيرة" ضد الصحراويين العزل بالمناطق المحتلة و "اتخاذ موقف حاسم و ملموس بشأنها، بدل الوقوف موقف المتفرج".
 
وأبرزت سلطانة خيا - التي تفرض عليها قوات الاحتلال المغربي الإقامة الجبرية في مدينة بوجدور المحتلة - أنه "لم يعد مستساغا القبول بهذا الموقف السلبي للأمم المتحدة وأصبح من الحاجة الملحة اتخاذ موقف حاسم عوض الوقوف موقف المتفرج والشاهد الحاضر ميدانيا، الغائب فعليا بتغاضيه على الممارسات المقيتة لنظام استعماري مستحكم يعتبر نفسه فوق القانون وفوق الجميع".