استحضار القيم الثمينة من مسيرة العلامة سيدي محمد بلكبير في ندوة بادرار

 احتضنت دار الثقافة لمدينة أدرار هذا الأربعاء فعاليات الندوة الفكرية الـ 15في ذكرى وفاة العلامة الشيخ سيدي محمد بلكبير بحضور جمع غفير من الأئمة والشيوخ القادمين من مختلف مناطق الوطن.

وجرت الندوة التي تنظمها سنويا لجنة المسجد الكبير وبلدية ادرار بحضور إطارات من وزارة الشؤون الدينية وتناقش من خلال جلسات علمية يؤطرها شيوخ وأساتذة باحثين مفاهيم الأمن الفكري وجهود الشيخ في نشر المناهج الوسطية و الاعتدال فضلا عن إسهاماته العلمية والسلوكية.

واعتبر رئيس اللجنة العلمية الدكتور بن جعفر مختار ان هذه الندوة اريد لها ان تتناغم مع ما تعرفه الامة اليوم من انتشار للتيارات المتطرفةوالهزات التي يعرفها الامن الفكري محليا ودوليا.

وخلال الندوة دعا المشاركون إلى ضرورة استلهام قيم دينية واجتماعية وإنسانية ثمينة من المسيرة العلمية الحافلة للعلامة.

وأبرز متدخلون من أكاديميين وباحثين ومشائخ وأئمة ما تركه الشيخ من بصمات جليلة طيلة مسيرته العلمية التي أفناها في خدمة الأمة الإسلامية و التنوير الفكري وتكريس المرجعية الدينية الوسطية ومحاربة الجهل و مختلف الآفات الاجتماعية و إصلاح ذات البين بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأشار ممثل وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف البروفيسور محند أويدير مشنان أن هذه الجهود التنويرية للشيخ الراحل قبل و بعد الاستقلال أنتجت للجزائر "جيلا ذهبيا" من الأئمة و المشايخ الذي ساهموا إلى حد كبير في صون الأمن الفكري و المرجعية الدينية للوطن المبنية على قيم الصفاء الروحي و التسامح و الخير و الاستقرار الاجتماعي و السلم و المحبة.

ومن جانبه أكد رئيس المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بأدرار الشيخ عبد الكريم الدباغي أن تعزيز دور القدوة و النموذج يعد الحلقة الأقوى في صون و حماية الأمن الفكري حتى لا يصاب المجتمع في انسجامه و أمنه واستقراره بدوافع عقائدية أو دينية أو مذهبية.

وذكر أن الشيخ الراحل كان يراعي مختلف هذه الجوانب في صون الأمن الفكري للأمة من خلال الاهتمام بالسلوك والتطبيق العملي للمضامين الدينية الصحيحة في الحياة الاجتماعية.

وبدوره أبرز الإمام أحمد بن حسان دور المسجد في صون و حماية الأمن الفكري  معتبرا أن مؤسسة المسجد تعد حصنا قويا و منيعا لأمن المجتمع من مختلف الآفات  داعيا إلى ضرورة اضطلاع الإمام بوظيفته في استغلال المسجد استغلالا إيجابيا لصالح الأمة و المجتمع و الارتقاء به لأداء رسالته على الوجه الصحيح.

كما نوه المتدخل بدور المنبر الذي يعد أداة فاعلة ومؤثرة في صناعة الأفكار والتوجهات وبناء العقول والنفوس إلى جانب تفعيل حلقات الذكر و الدروس العلمية بالمساجد نظرا لدورها الهام في التربية و التعليم و الإصلاح  وتعزيز اندماج الأئمة و المشايخ في الحياة الاجتماعية. 

  وتم التأكيد بالمناسبة على أن المسيرة العلمية للشيخ العلامة بلكبير تكرس المنهج الوسطي المعتدل حيث تأتي مثل المبادرات الفكرية التنويرية في صميم حماية المرجعية الدينية للوطن و صون الأمن الفكري الجزائري خاصة و أنها تتناول جهود علم من أعلام الجزائر و الأمة الإسلامية و الإنسانية في هذا العصر الحديث.

و يهدف اللقاء الذي بادر بتنظيمه المجلس الشعبي لبلدية أدرار بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف إلى التعريف بالمسيرة العلمية للشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير للإقتداء بها في تكريس المنهج الوسطي المعتدل في ظل ما يتعرض له الدين الإسلامي الحنيف من تحديات خطيرة التي يغذيها دعاة التطرف و الغلو   من أجل حماية النشئ و الشباب من هذه التداعيات  مثلما أشار إليه ممثل المجلس الشعبي البلدي بن زيطة مصطفى.

و عرض خلال أشغال هذه الندوة العلمية شريط مصورا لمسيرة الشيخ الراحل منذ مراحله الأولى في طلب العلم مرورا بمرحلته التعليمية و رحلاته العلمية إلى أن استقر به المقام في مدرسته القرآنية التي وافته بها المنية.

كما تم بالمناسبة منح تكريم شرفي لرئيس جمعية الأبحاث و الدراسات التاريخية نظير دورها الكبير في التعريف بجهود علماء و مشايخ المنطقة.

و تعرف مدينة أدرار هذه الأيام توافدا كبيرا للزوار من مختلف جهات الوطن لحضور مراسم إحياء للذكرى السنوية لوفاة الشيخ الراحل  حيث ستنظم حلقات ختم القرآن الكريم و قراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة.

تجدر الاشارة ان الشيخ سيدي محمد بلكبير(1911-2000) ترك اثرا جليلا في التعليم القرآني بالمنطقة من خلال مناهجه التربوية جعلت ادرار خزانا للائمة على المستوى الوطني.

المصدر: لحسن حرمة -إذاعة الجزائر من أدرار/ واج

وسوم:

ثقافة وفنون, تراث