يقدم علي هارون، عضو فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، و السياسي و المحامي، في عمله الأخير بعنوان "الجبهة الثانية، كتابات ووثائق فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا 1954-1962"، وثائق غير منشورة تعبر عن تضحية الهجرة الجزائرية في أوروبا والتزام شبكات الدعم من أجل استعادة استقلال الجزائر.
ويقترح الكتاب العديد من النشرات الداخلية لجبهة التحرير الوطني، ونداءات للجزائريين المقيمين في فرنسا لإضرابات مختلفة، وبيانات صحفية، ومراسلات دبلوماسية، وتقارير عن الأصداء الدولية حول ثورة التحرير الوطنية، أو حتى حملات تنديد بمختلف ممارسات التهدئة والسياسات التي اعتمدتها السلطات الاستعمارية.
وابتداء من عام 1960، تم إرسال العديد من الوثائق إلى مختلف رؤساء الدول من قبل "القسم الجامعي" أو "القسم النسوي" ومن 'الودادية العامة للعمال الجزائريين".
كما تظهر العديد من المراسلات وتقارير المؤتمرات خلال هذه الفترة.
وتتعلق وثائق أخرى بالتنظيم والتسلسل الهرمي داخل فدرالية فرنسا وكذلك آخر الأخبار من جبهة التحرير الوطني مثل إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، وإعلان الاستقلال، والأخبار السياسية خلال الأشهر الأولى من الاستقلال حتى حل الفدرالية في 14 سبتمبر 1962.
كما يقدم الكتاب قسما مخصصا لتحليل الوثائق المقدمة وتعليقات المؤلف بالإضافة إلى ملحق ثري بالوثائق والصور.
ويوضح علي هارون في كتابه أن هذا العمل لم يكن ممكنا إلا بفضل مساهمة شبكة الدعم و بعض أعضائها الذين احتفظوا بكمية هائلة من التقارير والمراسلات، وبمساعدة محامي "المجموعة البلجيكية" الذين احتفظوا بالعديد من الوثائق المتعلقة بالدفاع عن المناضلين الجزائريين أمام المحاكم.
ولد علي هارون عام 1927 في الجزائر العاصمة، ودرس القانون في فرنسا حيث حصل في النهاية على شهادة الدكتوراه.
أمضى فترة تربصه في نقابة المحامين بباريس قبل أن يلتحق بالجزائر العاصمة وينتخب السكرتير الأول لمجلس النقابة.
وفي عام 1954 التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني ونُقل إلى فدرالية فرنسا حيث كلف بقطاع الصحافة والإعلام وملفات المناضلين المعتقلين في فرنسا.
كما شغل عدة مناصب سياسية رفيعة بعد الاستقلال ونشر كتاب "الولاية السابعة، ثورة جبهة التحرير الوطني في فرنسا (1954-1962)" في سنة 1986، و "صيف الفتنة" عام 2000، و"الصفاء"عام 2011، و "الحاجز" في عام 2014.