أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، أن المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الجزائر، ليست من نسج الخيال، كما يدعي بعض المشككين، بل هي "حقيقة واقعة" أصبحت ظاهرة للعيان، مبرزا أن الجيش "سيتصدى لها مسنودا في ذلك بالشعب الجزائري الأبي"، حسب ما افاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وقال الفريق شنقريحة في كلمة توجيهية أمام إطارات ومستخدمي الدرك الوطني، بمناسبة إشرافه على تنصيب العميد يحيى علي والحاج قائدا للدرك الوطني: "أود التأكيد، بهذه المناسبة، أن المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الجزائر والمكائد، التي تدبر ضد شعبها، والتي لطالما حذرنا منها في العديد من المناسبات، ليست من نسج الخيال، كما يدعي بعض المشككين، بل هي حقيقة واقعة أصبحت ظاهرة للعيان".
وتابع قائلا أن هذه المؤامرات "يدرك خلفياتها العام والخاص، وما الحملة المسعورة المركزة الموجهة ضد بلادنا وجيشها، على منابر بعض وسائل الإعلام الأجنبية، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، إلا الجزء القليل البارز من هذه الحرب القذرة المعلنة ضد الجزائر، انتقاما منها على مواقفها المبدئية تجاه القضايا العادلة، وغيرتها على سيادتها الوطنية، وقرارها الحر الذي يأبى الخضوع والخنوع".
وبهذا الصدد بالذات --يضيف الفريق شنقريحة-- "أجدد التأكيد أن الجيش الوطني الشعبي، سيعرف كيف يتصدى لكل الذين يكيدون للوطن، ويتربصون به السوء، مسنودا في هذه المهمة السامية بالشعب الجزائري الأبي".
من جهة أخرى، تطرق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمته إلى "الصور الرائعة للتضامن التي رسمها شعبنا هذه الأيام جراء الانتشار المقلق لجائحة كوفيد-19، من خلال تجنده، إلى جانب مؤسسات دولته، لتخفيف تبعات هذا الوباء، ومد يد المساعدة للمصابين ومستخدمي الصحة العمومية".
وقال في هذا الشأن: "وهنا أستحضر معكم بكل فخر واعتزاز تلك الصور الرائعة للتضامن التي رسمها شعبنا هذه الأيام جراء الانتشار المقلق لجائحة كوفيد-19، من خلال تجنده، إلى جانب مؤسسات دولته، لتخفيف تبعات هذا الوباء، ومد يد المساعدة للمصابين ومستخدمي الصحة العمومية، في هبة شعبية عارمة، وخصلة التضامن هذه ليست غريبة عن هذا الشعب الأصيل، الذي فشل الاستعمار الغاشم، طيلة قرن وثلث قرن، بكل قوته وبطشه وجبروته، في إخماد جذوة الثورة في ضميره الجمعي، وطمس مقوماته وهويته الوطنية العريقة، هذا الشعب الصلب الإرادة، القوي العزيمة، الذي لن تتمكن أية جهة، مهما كان مكرها وخبثها، من استغلاله والتحايل عليه ومغالطته وتضليله، لتمرير مشاريعها ومخططاتها الدنيئة".
وتابع قائلا أن "تجند كافة الشرائح من أبناء الوطن، إلى جانب إخوانهم في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، أصبح يقلق الأعداء ويزعجهم، لأنهم يدركون كل الإدراك، أنه لا مجال لنجاح محاولاتهم اليائسة، ما دام الشعب متحدا ومتلاحما مع جيشه، ويقف أفرادهما معا، رجالا ونساء، سدا منيعا في وجه كل المتآمرين، الذين لن يفلحوا أبدا في تدنيس هذه الأرض الطاهرة".
واختتم الفريق شنقريحة كلمته بالتعبير عن "تفاؤله بأن الجزائر الجديدة تشق طريقها، رغم كل شيء، بخطى ثابتة نحو وجهتها الصحيحة والسليمة".
وقال بهذا الخصوص "وانطلاقا مما سبق، لا يسعني إلا أن أقول بكل فخر واعتزاز وتفاؤل بالمستقبل الواعد، بأن الجزائر الجديدة تشق طريقها، تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، بخطى ثابتة نحو وجهتها الصحيحة والسليمة، وذلك بفضل وعي الشعب الجزائري وتكاتفه مع مؤسسات دولته وجيشه، الذي يعرف دوما في الأوقات الحاسمة كيف يحافظ على أمن واستقرار الوطن، ويصون وحدته الترابية والشعبية، وهو واجب مقدس، وأمانة غالية في أعناقنا جميعا، وفاء منا للتضحيات الجسام التي قدمها شهداؤنا الأبرار".
من جهة أخرى، كان الفريق شنقريحة قد أشرف قبل إلقاء هذه الكلمة التوجيهية ب"اسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في أول أوت 2021، على مراسم تسليم السلطة وتنصيب العميد يحيى علي والحاج قائدا للدرك الوطني، خلفا للواء نور الدين قواسمية".
وأوضح بيان وزارة الدفاع الوطني أنه "في البداية، وبعد مراسم الاستقبال، وقف السيد الفريق وقفة ترحم وخشوع على روح الشهيد العربي بن مهيدي، الذي يحمل مقر قيادة الدرك الوطني اسمه، أين وضع باقة من الزهور عند النصب التذكاري المخلد للشهيد، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح قوافل الشهداء الأبرار"، مشيرا إلى أن "مراسم حفل التنصيب استهلت بتفتيش السيد الفريق لمربعات أفراد الدرك الوطني المصطفة بساحة العلم، ليعلن بعدها عن التنصيب الرسمي للقائد الجديد للدرك الوطني".
وقال الفريق شنقريحة في هذا الشأن :"باسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقا للمرسوم الرئاسي المؤرخ في أول أوت 2021، أنصب رسميا العميد يحيى علي والحاج قائدا للدرك الوطني، خلفا للواء نور الدين قواسمية".
وعليه -يضيف الفريق شنقريحة- "آمركم بالعمل تحت سلطته، وطاعة أوامره، وتنفيذ تعليماته بما يمليه صالح الخدمة، تجسيدا للقواعد والنظم العسكرية السارية، وقوانين الجمهورية، ووفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار، وتخليدا لقيم ثورتنا المجيدة"، ليقوم بعدها بـ"تسليم العلم الوطني إلى القائد الجديد والمصادقة على محضر تسليم السلطة".