توتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية على خلفية تجربة طهران الصاروخية

عادت العلاقات الأمريكية-الإيرانية لتشهد مرحلة جديدة من التوتر، بعد التجربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي تعتبرها طهران "دفاعية" وتراها واشنطن "تحديا" لقرارات مجلس الأمن الدولي و الاتفاق النووي.

وبلغت حدة التوتر بين الجانبين الأمريكي و الإيراني إلى حد تقييد منح التأشيرات من كلا البلدين والتهديد بفرض عقوبات متبادلة، وذلك بعد أيام قليلة من قيام إيران باختبار صاروخ باليستي قال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، إنه "لا يتناقض مع الاتفاق النووي الإيراني أو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231". 

وتم تبني القرار الأممي رقم" 2231 " في 20 جويلية 2015 ، من أجل تأييد "الاتفاق النووي" بين إيران و مجموعة 5+1 الدولية التي تترأسها الولايات المتحدة و هو الاتفاق المعروف أمميا بـ"خطة العمل المشتركة الشاملة".

فبعد أقل من أسبوع على التجربة الصاروخية الإيرانية، أعلنت واشنطن يوم الثلاثاء فرض عقوبات على طهران شملت 13 فردا و12 كيانا إيرانيا.

أكثر من ذلك لم يستبعد الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب في مقابلة تليفزيونية يوم الخميس الماضي "الخيار العسكري في التعامل مع التحديات الإيرانية"، قائلا إنه "لا توجد خيارات مستبعدة للرد على التجربة الصاروخية الأخيرة".

ووجه  البيت الأبيض "تحذيرا رسميا" لإيران إثر اختبارها صاروخا باليستيا الأحد الماضي، حيث قال مايكل فلين مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي  إن بلاده وجهت تحذيرا لإيران بشأن "نشاط زعزعة الاستقرار" إثر اختبار صاروخ باليستي، معتبرا أن هذه التجربة تمثل "تحديا" لقرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إيران إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية.

إلى ذلك وبطلب من الولايات المتحدة، عقد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي جلسة مغلقة لبحث التجربة الصاروخية التي أجرتها إيران مؤخرا، حيث قرر تحويل هذا الموضوع إلى لجنة العقوبات التي تشكلت وفقا للقرار الدولي رقم "2231 " الخاص باتفاق البرنامج النووي الإيراني "للمزيد من المناقشة".

بالمقابل، اعتبرت إيران أن هذه الإجراءات الأمريكية "تتناقض" مع التزامات واشنطن وروح ونص القرار الأممي رقم "2231"، مؤكدة أنها "ستقوم، وفقا لمبدأ الرد بالمثل  بفرض بعض القيود القانونية على أفراد وكيانات أمريكية ساهمت في تشكيل أو دعم الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة أو تورطت في قتل وقمع العزل فيها"، حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد  جواد ظريف، الجمعة الماضي بأن تهديدات الولايات المتحدة "لن تؤثر على  عزم الإيرانيين على الدفاع عن أنفسهم" و أن "إيران لا تهتز أمام مثل هذه التهديدات لأننا  نستمد أمننا من شعبنا"، قائلا "لن نبادر أبدا بالحرب، لكننا نستطيع الاعتماد على الطرق الدفاعية، لن نستخدم أسلحتنا ضد أي طرف سوى في حالة الدفاع عن النفس".

وحول التجربة الصاروخية، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن "الاختبار الصاروخي الإيراني لا يتعارض مع  قرار مجلس الأمن"، مشددا على أن "سياسة الردع الإيرانية ليست مطروحة للتفاوض على الإطلاق". 

العالم, أمريكا