
أكد مجموعة من الخبراء والباحثين، هذا الخميس، أنّ الاستراتيجية الاقتصادية التي دعا اليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والقائمة على دعم وتطوير عدة قطاعات على غرار الصناعة البترو كيماوية والطاقات المتجددة، كفيلة بإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، وأبرزوا 4 ركائز تتيح الإقلاع بعيدًا عن مداخيل الريع البترولي.
وفي تصريحات خاصة بـ"موقع الإذاعة الجزائرية"، شدّد الباحث بمركز الاقتصاد المطبّق من أجل التنمية، الدكتور هشام بن عميروش على الأهمية البالغة للصناعات البترو كيماوية كركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني قوي بالنظر إلى القيمة المضافة العالية التي ستوفرها باعتبارها ممونًا رئيسيًا للصناعات الأخرى على غرار الصناعات الصيدلانية والالكترونية .
وقال بن عميروش إنّ التوجه لهذه الصناعة كبديل للبترول والغاز، يقتضي عدم الاكتفاء بالمستوى الأول القائم على استخراج وتكرير بعض المركّبات الكيماوية الأولية، بل التوجه نحو منتجات ذات قيمة عالية كما هو الحال في المستوى الثالث الخاص بالمنتج النهائي ذو القيمة المضافة العالية للإقتصاد الوطني.
وأشار في معرض حديثه الى ضرورة ايجاد أسواق عالمية لتصدير المنتجات البتروكيماوية، فالسوق الوطنية صغيرة من حيث الطلب وهذا ما يضرّ بعوائد الاستثمار مقارنة برؤوس الأموال اللازمة لإنتاجها .
رفع تصدير الطاقات المتجددة سيجلب الثروة
في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الجزائري من تبعات تقلبات الأسواق العالمية للبترول، تشكّل الطاقات المتجددة جوهر التنمية المستدامة وأحد الموارد الأساسية الجالبة للثروة، وذلك وفق استراتيجية قائمة على أربع ركائز يقول الدكتور بن عميروش.
ويضيف المتحدث لموقع الإذاعة الجزائرية: "الاندماج في الاقتصاد العالمي للطاقات المتجددة يشكّل التحدي الأساسي الواجب رفعه وذلك بإنتاج تكنولوجيات خاصة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يعتبر أكثر السبل نجاعة لتحقيق المكاسب الضخمة للاقتصاد الوطني".
ودعا الباحث بمركز الاقتصاد المطبّق من أجل التنمية، الدكتور هشام بن عميروش إلى الاستفادة من الخبرات الالمانية من خلال مشروع ديزارتيك للطاقة الشمسية الذي سيمكّن من تطوير الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية بالجزائر، ويسهم في اكتساب مهارات توظيف التكنولوجيات المتطورة في هذا المجال.
من جانب آخر، يقول بن عميروش إنّ تصدير الكهرباء المنتجة من خلال الطاقات المتجددة وبتوظيف التكنولوجيات المقترحة من طرف الشركاء الأجانب على غرار الصين واليابان، سيزداد بشكل كبير، وهو ما سيمكّن من توجيه ما يتم ادخاره من المحروقات التي كانت تستغل في انتاجها نحو التصدير مباشرة، بالإضافة إلى استعمال الطاقات المتجددة في تشغيل مركبات البترول والغاز، على نحو سيسمح بادخار 20 % من طاقتها الانتاجية من المحروقات التي يتم استهلاكها ذاتيا لإمداد تلك المركبات بالطاقة.
سوناطراك لديها إمكانيات لمباشرة استثمارات كبرى خارج الجزائر
من جهته، ثمّن الخبير الدولي في الطاقة والاقتصاد والرئيس السابق للآلة الافريقية للحوكمة، الدكتور مصطفى مقيدش توجه الدولة الجزائرية نحو إيجاد أفاق دولية جديدة للشركة الوطنية سوناطراك من أجل الإستثمار خارج الجزائر لاسيما دول الجوار وافريقيا الغربية في ظل المحيط الايجابي للسوق المشتركة الافريقية.
ودعا الدكتور مقيدش الى ابرام شراكات مع مؤسسات متعددة الجنسيات لمواجهة المنافسة العالمية وتطويرها للصناعات البتروكيماوية، لأنها صناعة شمولية عالمية تقوم عليها غالبية الصناعات الأخرى.
حتمية تثمين الكفاءات الجامعية
من جهتها، شدّدت عضو الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، خميسة علوي الأستاذة في جامعة منتوري بقسنطينة، على ضرورة ربط علاقات وطيدة بين الجامعات الجزائرية والقطاع الاقتصادي من أجل تثمين مخرجات البحث العلمي خدمة للتنمية الوطنية .
وأكدت الأستاذة علوي على ضرورة تطوير التخصصات الجامعية بما يتماشى مع متطلبات السوق العالمية حتى يتمكّن خريجو الجامعات الجزائرية من انشاء مؤسسات منتجة بمعاير جودة عالمية.
وثمنت علوي الدعم القوي الذي تنتهجه حكومة جراد لتثمين الكفاءات والكوادر الشبابية ذات الأفكار الإبتكارية.
المصدر: موقع الاذاعة الجزائرية - إيمان لعجل