عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية هولاند يصف اللقاء "بالهام و العلاقات الثنائية بالممتازة"

أنهى الرئيس الفرنسي امس الاثنين زيارة العمل و الصداقة التي  قام بها الى بلادنا بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وشكلت الزيارة فرصة لتقييم التعاون الثنائي و التباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

و في السياق جمعت أمس محادثات بين الرئيسين بوتفليقة و هولاند تم التطرق فيها الى عدة قضايا منها العلاقات الثنائية و الشراكة الاقتصادية و التنمية و المبادلات البشرية. كما تناولت المحادثات الوضع في ليبيا و الساحل و مكافحة الارهاب .

و جرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح  و الوزير الاول عبد المالك سلال و وزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد اويحيى و وزير الدولة وزير الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة، وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب. أما عن الجانب الفرنسي فقد حضر وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي لوران فابيوس. 

و قد وصف الرئيس الفرنسي المحادثات بالهامة و الودية و قال ان العلاقة بين الرئيسين تميزها الثقة  و ثمن النظرة السديدة و نصائح رئيس الجمهورية فيما تعلق بالملفات الكبرى و القضايا الدولية مثل الساحل و ليبيا.

كما أكد أن "العلاقة الشخصية" التي تربطه بالرئيس بوتفليقة ستعزز العلاقات الجزائرية الفرنسية في مختلف المجالات. و قال السيد هولاند عقب المحادثات التي جمعته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "هذا أمر بالغ الأهمية.مضيفا انّ "العلاقة التي تمكنت من إقامتها مع الرئيس بوتفليقة ستسمح لنا بتعزيز علاقاتنا على الصعيد الإقتصادي و الثقافي و البشري".
و أوضح الرئيس الفرنسي أن هذه "العلاقة الشخصية" ستسمح كذلك للبلدين بتقديم "نفس الإقتراحات" بشأن "تسوية الأزمات و استتباب الأمن و السلم في المنطقة و في العالم".
و بعد أن وصف لقاءه مع الرئيس بوتفليقة ب"الهام" و "الودي" أكد السيد هولاند أنه تطرق إلى المسائل المتعلقة ب"العلاقات الثنائية و الشراكة الإقتصادية و التنمية و المبادلات البشرية".
و أضاف أنه تم التطرق كذلك خلال هذا اللقاء إلى الوضع في ليبيا و الساحل و مكافحة الإرهاب.
و كان  الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أكّد انّ  الشعبين الجزائري و الفرنسي "يربطهما التاريخ" معتبرا بأن هذا التاريخ كان "أليما" و لكن "اليوم بإمكاننا المضي قدما في علاقاتنا الثنائية".

وفي تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين، أوضح الرئيس الفرنسي: "لقد قمنا بتهدئة عدة أمور خلال زيارة الدولة التي قمت بها (ديسمبر 2012) و اليوم تربطنا شراكة حقيقية تم من خلالها تحقيق عدة مشاريع إلى جانب شراكات لنتوجه معا نحو إفريقيا".

وأضاف:" أأنّه لا يجب أن ننسى اي شيء من التاريخ و أن نقوم بعمل الذاكرة هذا و التوجه في نفس الوقت نحو المستقبل".

من جانب آخر أكد هولاند أن الجزائر و فرنسا بحاجة إلى "عمل مشترك" بالنظر إلى الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل. 

وأوضح هولاند أن "هذا هو المغزى" من زيارتي إلى الجزائر بالإضافة إلى الجانب الإقتصادي و الثقافي.وأضاف: "مع الرئيس بوتفليقة أقمنا علاقة ثقة  ونصائحه وتصوره للأمور بالغة الأهمية".

وتابع: " لقد عملنا كثيرا بوتفليقة و أنا خلال الأشهر الماضية من أجل تحقيق المزيد من التقارب بين البلدين و الوفاء بالالتزامات التي تعهدنا بها". و أضاف : "أن هذه الزيارة الثانية التي أقوم بها الى الجزائر ستشكل فرصة لتعميق" العلاقات الثنائية في مختلف الميادين.

وفي سياق ذي صلة كان الرئيس الفرنسي أوضح  في رسالة ليوميتي "لو كوتيديان دورون" و الخبر اليوم الاثنين عشية زيارته للجزائر:"أنا أقدر  عشية زيارتي الثانية إلى الجزائر  مدى التقدم الذي تم إحرازه. فبلدانا تحذوهما نفس الإرادة في إقامة شراكة متساوية بين الطرفين  متجهة نحو التنمية والشباب".

هولاند يشيد بجهود الجزائر  في استتباب السلم في مالي

وأشاد الرئيس الفرنسي  بالعمل المنجز من طرف الجزائر لاسيما في مجال استتباب السلم في مالي.

وقال هولاند لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي "أحيي العمل الذي قامت به السلطات الجزائرية لاسيما بخصوص السلم في مالي" مشيرا إلى "الكفاح المشترك" ضد الإرهاب.

في هذا الصدد أعرب هولاند عن "امتنانه" للحكومة الجزائرية التي "بذلت كل ما في وسعها لإيجاد مرتكبي عملية اغتيال هيرفي غورديل" الرعية الفرنسي الذي اغتيل من طرف جماعة إرهابية خلال السنة الماضية في منطقة جبلية تقع بين البويرة و تيزي وزو. 

وبعدها توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة حيث ترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة. 

وكان الرئيس الفرنسي مرفوقا برئيس مجلس الأمة, عبد القادر بن صالح, وعدد من أعضاء الحكومة حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء.

فرنسا تأمل في تطوير شراكتها الاقتصادية أكثر مع الجزائر

من جانب آخر شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على أن فرنسا هي الشريك الاقتصادي الاول للجزائر معربا عن أمله في أن تتطور هذه الشراكة أكثر.

و لدى وصوله الى مطار هواري بومدين، صرح هولاند يقول "أذكر أن فرنسا هي أول شريك اقتصادي و تعتزم أن تبقى كذلك بل و أن تعزز وجودها أكثر علما أن مؤسسات هامة متواجدة ( بالجزائر) على غرار رينو و سانوفي و ألستون و قريبا بيجو".

في نفس الخصوص أوضح الرئيس الفرنسي أن هدف هذه المؤسسات يكمن في " تطوير التشغيل بالجزائر و فرنسا لاسيما لصالح الشباب الجزائري".

و اذ أعرب عن أمله في الالتقاء خلال زيارة العمل التي يقوم بها ، بالشركاء الاقتصاديين الذين " يرغبون في العمل مع فرنسا" فقد أعرب هولاند عن الإرادة في " تسهيل تنقل" المواطنين و المتعاملين الاقتصاديين بين البلدين.

كما تابع يقول "لقد أظهرنا أننا قادرون على ذلك لاسيما من خلال منح التأشيرة. تلكم هي أهم المواضيع التي تجسد أهمية هذه الزيارة و آفاق العلاقة فرنسا-الجزائر".

كما أشاد هولاند بالجزائر لمساهمتها في إنجاح الندوة الدولية حول المناخ المقررة في ديسمبر المقبل بباريس.

وكان فرانسوا هولاند حل ظهر هذا الاثنين بالجزائر في اطار زيارة صداقة و عمل بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

لعمامرة: آفاق واعدة لشراكة "مميزة" بين الجزائر و فرنسا

 صرح وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة هذا الثلاثاء أن الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي يوم الاثنين بالجزائر سمحت لرئيسي الدولتين ب"تقييم الأشواط التي تم قطعها و المكاسب المحققة وإعطاء دفع متجدد لمسار تجديد العلاقات الجزائرية الفرنسية و تطويرها".

و أكد  وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة  أن "زيارة الصداقة و العمل التي أجراها رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند شكلت  بعد سنتين و نصف تحديدا من انطلاق ورشات   في ديسمبر 2012 بالجزائر العاصمة  لبناء شراكة متميزة بين الجزائر وفرنسا  سانحة لرئيسي الدولتين لتقييم الأشواط التي تم قطعها و المكاسب المحققة و إعطاء دفع متجدد لمسار تجديد العلاقات الجزائرية الفرنسية و تطويرها".

وأضاف لعمامرة أنه تم الإعداد لزيارة الصداقة هذه والتحضير لها ليس فقط كتتويج لمرحلة نوعية هامة تم خلالها  و بشكل منهجي  وضع أسس شراكة متميزة بل وكذلك على أنها نقطة انطلاق جديدة لا تقل أهمية لتعزيز التعاون وتنويعه و توسيعه ليشمل طموحات متنامية في إطار توازن المصالح و تثمين امثل للمزايا المقارنة و التكامل".

وأوضح لعمامرة أن "الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أجرى محادثات مكثفة وواسعة المدى مع نظيره الفرنسي فتحت آفاقا جديدة لشراكة متميزة بين الجزائر و فرنسا". وأن "الرئيسين تمكنا من ملاحظة أن أدوات القيادة التي تتمثل في اللجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى التي يرأسها مناصفة الوزيران الأولان للبلدين و اللجنة المختلطة الاقتصادية الجزائرية-الفرنسية تعملان بصفة جيدة".

واسترسل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي أن "الأمر سواء فيما يخص الأطر الأخرى الخاصة بتحضير القرارات وإنضاج المشاريع و المتابعة و تسوية المنازعات و العمل الدؤوب على معالجة المسائل الحساسة فيما يخص الذاكرة و كذا البعد البشري في تعابيره الماضية و الحاضرة و المستقبلية للعلاقة الجزائرية الفرنسية".

" كما حدد الرئيسان توجهات ذات بعد استراتيجي لعمل الحكومتين المستقبلي في كافة مجالات التعاون".

و أفاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن "رئيسي الدولتين سجلا بإرتياح التطابقات المعتبرة في عمل بلديهما على جميع أصعدة العلاقات الدولية إلى جانب تشابه كبير في مقاربات البلدين حول تحديات معاصرة هامة سواء كانت سياسية أو أمنية أو إقتصادية أو بيئية. وعلى ضوء هذا التوجه  ستعمل دبلوماسيتا البلدين على تسطير أعمال في مجال التعاون السياسي في ظل أهداف الحوار الإستراتيجي الذي تقيمه الجزائر وفرنسا بما حقق رضا الجانبين  والإشراف عليها.

وذكر لعمامرة أن الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة و فرانسوا هولاند  -وعلاوة عن تظافر الجهود في إطار تعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب و في سبيل إيجاد حل سلمي للأزمات في ليبيا والشرق الأوسط ومالي وبباقي البلدان في القارة الإفريقية- قد أعربا عن رغبتهما في المزيد من التنسيق للمساهمة معا في إنجاح الاستحقاقات الدولية الكبرى المتمثلة في ندوة أديس أبابا المرتقبة شهر يوليو حول تمويل التنمية و ندوة نيويورك في سبتمبر حول أهداف التنمية المستدامة (2015-2030) و كذا ندوة باريس حول التغيرات المناخية المنتظر عقدها في نهاية السنة.

ولاحظ لعمامرة أن  "زيارة الصداقة و العمل التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسي إلى الجزائر أفضت إلى إثراء حقيقي للأفكار الإستراتيجية التي ينبني عليها مسعى تشييد الشراكة المتميزة بين البلدين كما أنها سمحت بتحيين التصور العام حول المصالح المشتركة و المختلفة التي تتقاسمها الجزائر وفرنسا.

و خلص لعمامرة للقول أن " كلا من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس فرانسوا هولاند "قد جعلا من هذا اللقاء الجديد الذي جمعهما بالجزائر محطة متميزة للاحتفاء بالصداقة بين الشعبين الجزائري و الفرنسي ولإعطاء مزيد من القوام و المعنى للعلاقات المتعددة الأشكال بين البلدين. كما أضفيا مزيدا من الثقة و المودة على العلاقة الشخصية المتينة التي تربط رئيسي دولتين محنكين يحددان معا تصورا واضحا لمستقبل واعد".