يحتفي سجل الشهداء في الجزائر بالكثير من الأسماء المخلدة لبطولات الوفاء والكفاح من اجل الوطن ، ويحق للجزائر أن تفخر بهذا السجل الذي أصبحت مضرب المثل في العالم ببطولات من وقعوا أسماءهم بحروف من ذهب.
ومن بين ابرز القصص التي تستوقف متصفح تاريخ الثورة التحريرية المجيدة قصة الشهيدة يامنة الشايب المعروفة باسم زليخة عدي، رمز المراة المناضلة التي دوخت الادارة الاستدمارية بذكائها وناضلت بشجاعة ألف رجل .
ولدت الشهيدة في 7 ماي 1911 بحجوط ونشات وكبرت في مدينة شرشال وهي من عائلة مناضلة قدمت قوافل من الشهداء ابان الثورة التحريرية ، عاشت الشهيدة طفولتها كغيرها من الشباب الجزائري في الظلم والفقر والاضطهاد والتعسف والجهل والمرض ما جعلها تختار عن قناعة وايمان درب الجهاد .
كانت الشهيدة زليخة عدي رمزا للمرأة المناضلة والوطنية ، اتسمت بصفات الثورية والذكاء ، و تمكنت الشهيدة من ان تساهم بفاعلية في تشكيل خلايا جديدة في هذه الفترة، ولم يقتصر نشاطها على مدينة شرشال وحدها بل استطاعت ان تكون خلايا مقاومة في القرى مكونة من المناضلات ، ولكثرة نشاطها كانت محل ملاحقة واهتمام من طرف رجال الامن الفرنسيين ،غير ان شدة كتمانها لاسرار الثورة وحنكتها جعلاهم يعجزون عن كشف المهام التي كانت تقوم بها ماأهلها لأن تتمتع بثقة كبيرة لدى المجاهدين .
كان لدى الشهيدة دور ريادي في نشر الوعي الوطني وافشال مخططات "لاصاص" - sections administratives spécialisées - التي كانت تقوم على أسلوب الأرض المحروقة وتهدف لكسر شوكة الثورة وعزلها عن الشعب لا سيما في الارياف المجاورة لمدينة شرشال وغيرها من المدن الجزائرية.
في 15 اكتوبر 1957 سقطت زليخة في ايدي قوات الاستعمار الفرنسي اثر عملية تمشيط واسعة استهدفت جبال شرشال ، وتعرضت لابشع اساليب التعذيب والاستنطاق الا انها قاومت لمدة 10 ايام، وبغرض تثبيط عزيمة مواطني المنطقة تم ربطها إلى شاحنة عسكرية وجرها وتعذيبها أمام الملأ، غير انها قاومت لاخر لحظة وكانت اخر كلماتها " اخواني كونوا شهداء على ضعف الكيان الاستعماري الذي سلط جنوده واسلحته ضد امراة واحدة .. لا تستسلموا وواصلوا كفاحكم حتى يرفرف العلم الوطني ".
التحقت يامنة الشايب في 25 اكتوبر على الساعة الثالثة زوالا بركب الشهداء الطاهرين بعد أن ألقي بها حية من على طائرة عسكرية مروحية .. وتركت بذلك ملحمة نضال خالدة لاجيال الاستقلال عنونها التضحة والوفاء .
وفي سنة 1984 وبعد 27 عاما من التحاق الشهيدة يامنة بالرفيق الأعلى واختفاء جثتها طيلة قرابة العقود الثلاثة من الزمن، تذكر أحد فلاحي المنطقة أنه دفن جثة امرأة عثر عليها مهشمة على قارعة الطريق في شهر أكتوبر من سنة 1957، وبالتنقيب عن رفاتها في المكان الذي دل عليه، تم العثور على بقايا عظامها وبقايا ثوبها الذي أعدمت فيه.
الشهيدة يامنة الشايب أو المعروفة باسم زوليخة عدي إسم لإمرأة من طراز خاص دوخت المستدمر الفرنسي بذكائها وخبرتها ، للمزيد عن هذه القامة الكبيرة تابعوا هذا البورتري من اذاعة القران الكريم