يلقى أزيد من 06 ملايين شخصا في العالم حتفهم سنويا بسبب استهلاكهم التبغ، من بينهم 600ألف شخص من غير المدخنين يموتون بسبب الاستنشاق فقط أو ما يسمى بالتدخين السلبي.
و في الجزائر يهلك 45 شخصا يوميا بسبب التدخين فيما يتعرض الآلاف إلى أمراض فتاكة أخرى في مقدمتها السرطان.
هذه الأرقام المرعبة كشفت عنها منظمة الصحة العالمية بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة التدخين المصادف لآخر يوم من شهر جوان، حيث تحييها دول العالم هذا العام تحت شعار "رفض الضرائب المفروضة على التبغ".
و يؤكد البروفيسور جمال الدين ميبوش مختص في مصلحة أمراض القلب بمستشفى "نفيسة حمودي" بالجزائر، أن 70 بالمائة من المرضى المتوافدين على المصلحة يموتون بسكتة قلبية أو دماغية سببها الرئيس التدخين.
وشدد على ضرورة توعية الموطنين بضرورة الابتعاد عن تدخين السجائر والشيشية والسجائر الالكترونية، واقترح سن قوانين ردعية قاسية للتقليل من عدد المدخنين الذين يؤذون أنفسهم بالدرجة الأولى وكذلك الأشخاص من حولهم بطريقة غير مباشرة، حيث أن عدد المتوفين بسبب التدخين السلبي في الجزائر يعرف ارتفاعا ملحوظا.
و يقول البروفيسور سليم نفطي رئبس اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين ورئيس مصلحة الأمراض النفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى ، إن تزايد عدد المدخنين في الجزائر يعود إلى سببين رئيسين و هما توفر مادة التبغ و تدني سعرها مما يجعلها في متناول الجميع على اختلاف مداخيلهم.
وذكر المتحدث أن الجزائر لم تفرض زيادات على أسعار التبغ منذ خمس سنوات بينما بلد مثل فرنسا يقوم برفع سعره مرتين في السنة الواحدة.
و أكد ان الحل الأمثل لخفض عدد مستعملي التبغ في الجزائر هو رفع سعر هذه المادة وهو ما يستلزم تنسيقا محكما بين وزارتي المالية والتجارة خدمة لصحة المواطن الجزائري التي تتعرض إلى كارثة حقيقية.
و ذكر ان الجزائر من بين البلدان التي سطرت أكبر عدد من القوانين التي تحظر أو تنظم استهلاك التبغ حيث أحصى 76 نص قانوني في هذا المجال غير أنها تبقى غير مطبقة و أعطى مثالا عن قانون حظر التدخين في الأماكن العمومية الذي تم سنه في 2001 و يبقى مجرد حبر على ورق إلى يومنا هذا.
و شدد البروفيسور نفطي على ضرورة الانتقال إلى مرحلة التطبيق الصارم للعقوبات المنصوصة في القانون الخاص بمنع التدخين.