توفيت المطربة نورة هذا الأحد عن عمر يناهز 72 عاما بمستشفى بباريس إثر مرض عضال حسبما علم لدى محيطها الفني بالعاصمة الفرنسية.
وأوضح المصدر أن الراحلة وهي من مواليد سنة 1942 قد دخلت المستشفى منذ 15 يوما في حالة صحية حرجة.
ولدت نورة وإسمها الحقيقي فطيمة باجي بشرشال في عائلة محافظة وكانت منذ صغرها تحب الإستماع للموسيقى عبر الراديو الذي أهداه لها والدها.
وفي الخمسينات اشتغلت في إذاعة الجزائر وقدمت حصصا للأطفال وقد أعجب بصوتها الملحن عماري معمر وكان هو من قدمها للجمهور.
وغنت الفقيدة خلال هذه الفترة خصوصا تحت إشراف مصطفى سكندراني وصارت بسرعة نجمة للأغنية الجزائرية بفضل محمد جاموسي ومحبوب باتي.
وأدت عنيدة الطرب الجزائري الأغاني القديمة للتراث القبائلي والوهراني والأوراسي والأندلسي والصحراوي بمساعدة زوجها الموسيقار كمال حمادي حيث يبلغ رصيدها الغنائي الـ 500 أغنية.
كما أخذت أيضا دورا في أوبيرات "أنا الورقة المسكينة" من تأليف مصطفى كشكول (1913- 1991) ومن تلحين مصطفى سكندراني وهذه الأغنية بالذات تمت إعادة غنائها من طرف ليلي بونيش في فرنسا ومن بعدها حميدو.
كما قام الفنان القدير أحمد وهبي بتأليف أغاني عصرية لها في الطابع الوهراني وفي عام 1965 أصدرت ألبوما كانت كل أغانيه باللغة الفرنسية من بينها "حياة" لميشال برجي و"باريس في محفظتي" لكمال حمادي.
وفي عام 1971 ورفقة عندليب الأغنية القبائلية سليمان عازم حصلت صاحبة "يا ناس أماهو" على "القرص الذهبي" لبيعها أكثرمن مليون قرص لدى شركة "باتي ماركوني" وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها فنانون مغاربيون بجائزة من هذا الحجم.
كما حازت الراحلة أيضا على الوسام الثقافي من رئيس الجمهورية التونسية في 1974 واختيرت نجمة المهرجان للأغنية العربية بليبيا في 1975 كما تم تكريمها في 2003 من قبل وزارة الثقافة الجزائرية ونظم كذلك حفل تكريمي على شرفها في 2012 بالجزائرالعاصمة.
ومن أغانيها التي اشتهرت بها "يا ربي سيدي" و"يا بنات الحومة" و"يا طيارة" و"عميروش" و"يما قوليلي" و"توحشناك" و"إذورار جرجرة عزيزان" وغيرها.
هذا وأعتبر رئيس المجلس الوطني للفنون و الآداب الفنان عبد القادر بن دعماش و في تصريح للقناة الأولى أن الفقيدة نورة سجلت إسمها بحروف من ذهب في سجل التاريخ الثقافي الجزائري.
و من المنتظر أن ينقل جثمان الفقيدة نورة من العاصمة الفرنسية باريس إلى الجزائر في غضون اليومين القادمين على أن يوارى جثمانها الثرى بمقبرة سيدي يحي بالعاصمة و هذا بناء على رغبتها .