شكل موضوع "رهانات الإذاعة المحلية" محور نقاش ندوة إطارات الاذاعة التي تم تنظيمها بقاعة المحاضرات بولاية تيبازة هذا الأحد حيث تم التأكيد على أهمية دور شبكات الإذاعات الجوارية في خدمة التنمية في ظل عصر الانفتاح والتعددية .
وفي هذا الجانب أكد وزير الاتصال حميد قرين في كلمته الإفتتاحية على أهمية العمل الجواري الذي تقوم به الإذاعات الجهوية وقال إن الجوارية والاحترافية عملان متلازمان لأداء الإذاعات الجوارية.
ودعا وزير الاتصال إلى ضرورة التحلي بثقافة التفاؤل وحب الوطن وخلق أفكار جديدة وعدم تقديم المعلومات بطريقة سلبية في إشارة منه إلى بعض الصحف الخاصة مؤكدا على التزام الحرص أثناء المعالجة الإعلامية لمختلف المشاكل الموجودة في مجتمعنا حتى تكون لدينا صحافة محترفة بعيدة عن السب والشتم وذات مصداقية.
هذا وأشاد وزير الاتصال بمركز التدريب الإذاعي الذي اعتبره كافيا لتكوين الصحفيين مضيفا انه سيتم خلق مركز للتكوين بالجنوب وبشرق الوطن مستقبلا إذا أقتضت الضرورة.
وبخصوص العراقيل التي تعترض عمل الإذاعة منها عدم وجود قانون أساسي وهيكل تنظيمي أشار الوزير إلى أن هذه الصعوبات موجودة منذ 62 وسنعمل على تجاوزها ، و في هذا الصدد أعلن الوزير أن مصالحه تعمل من أجل إعداد دفتر شروط و قانون أساسي و هيكل تنظيمي في القريب العاجل لفائدة الإذاعات المحلية و أفاد بأن " افتقاد الإذاعات الجهوية لقانون أساسي و هيكل تنظيمي ليس بالإشكال الذي يحول دون أداء مسيري تلك المحطات عملهم بكل تفاني و اجتهاد و إبداع" و ذكر بالمناسبة صحفيي الإذاعة و مدراء المحطات الجهوية و باقي صحفيي القطاعين العام و الخاص أن التحدي الوحيد الذي يجب رفعه هو" تحدي الاحتراف " الذي يتماشى مع " مشروع بطاقة الصحفي المحترف"، و صرح أن موضوع ندوة الإذاعة الوطنية يصب في إطار " إستراتيجية الحكومة الرامية إلى جعل الإذاعات الجوارية منارة لزرع التفاؤل و ثقافة الحب و التآخي من خلال إبراز الطاقات الحية المحلية و المواهب الشابة و تثمين الإنجازات و القدرات التي تتوفر عليها كل ربوع البلاد".
كما حث مدراء المحطات الجهوية على " الابتعاد عن النظرة المركزية و التركيز على العمل الجواري و الحديث بكل صراحة عن انشغالات المواطنين و النقائص بصفة موضوعية"
و نوه السيد قرين بالمناسبة بالمبادرات التي تنظمها سنويا الإذاعة الوطنية لمحاربة المساس بالبيئة كمنظفي الشواطئ و سنة البيئة و الوقاية من حوادث المرور إلى غيرها من المبادرات و البرامج التي تساهم في التماسك و الانسجام الاجتماعيين.
كما كشف حميد قرين عن انه سيتم تنصيب قريبا لجنة موقنة مكونة من 10 أعضاء من ذوي الاختصاص والخبرة يترأسها إطار سام من وزارة الإتصال مهني محض وغير سياسي و تتمثل مهمة هذه اللجنة المهنية البحتة في فرز وإحصاء الصحفيين المحترفين وتصنيف الصحفي المحترف وغير المحترف على أن تقدم اللجنة نتائج عملها في ظرف لا يتعدى السنة على أكثر تقدير، مضيفا أن عمل هذه اللجنة يتم بالتنسيق مع وزارة العمل والتشغيل الضمان الاجتماعي .
من جهته تطرق المدير العام للإذاعة الوطنية شعبان لوناكل إلى المكانة الهامة التي أصبحت تحظى بها شبكة الإذاعات الجهوية خاصة بعد تعميمها عبر كل ولايات الوطن والاهتمام الذي أولته الحكومة للإعلام الجواري مضيفا بالقول "ان الإذاعة الجوارية في الجزائر لديها مستوى معتبر من ناحية العدد وحجم البث الساعي اليومي مقارنة بدول شمال إفريقيا وحتى بعض دول اوروبا".
وأبرز لوناكل أن محور اهتمام الإذاعة تدعيم الاستقرار والوحدة الوطنية من خلال ما تخصصه مختلف الإذاعات الجهوية من فضاءات للتعبير عن الرأي الآخر في ظل الانفتاح والتعددية.
وفي معرض حديثه عن أهم الصعوبات التي تواجهها مختلف الإذاعات الجوارية التي تعمل بدون وجود قانون أساسي ودفتر شروط وهيكل تنظيمي ،دعا شعبان لوناكل إلى ضرورة تحرير هذا القطاع من هذه العراقيل ودعم شبكة الإذاعات الجهوية .
كما تخلل هذه الندوة محاضرات هامة أبرزها الإذاعة الجوارية في خدمة التنمية التي كانت عنوان مداخلة مساعد المدير العام محمد شلوش الذي أوضح أنه من أهم مميزات الإذاعة المحلية أنها تلعب دور الوسيط الاجتماعي بامتياز نظرا لمعالجتها المواضيع التي تهم المواطن وإطلاعه على مختلف برامج التنمية وكذا إشراكه في فضاءات النقاش عبر منبرها الأثيري .
المصدر:موقع الإذاعة الجزائرية -حنان شارف