نجا المنتخب الألماني في الدقائق الأخيرة من عاصفة محاربي الصحراء وتأهل لدور الثمانية من بطولة كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل، بعد فوزه بهدفين لهدف في مباراة امتدت للشوطين الإضافيين بعد التعادل في الوقت الأصلي بدون أهداف.
وسجل شورلي هدف التقدم الألماني في الدقيقة 92 بالشوط الإضافي الأول ومسعود أوزيل في الدقيقة لتعود الجزائر بعدها بدقيقة وتقلّص الفارق عبر جابو وبذلك تضرب ألمانيا موعداً كروياً كبيراً مع فرنسا يوم الجمعة القادم في ريو دي جانيرو.
وكانت المباراة ندّية على أعلى مستوى من الفريقين وأظهر أشبال خاليلوزيتش مستوى فنيا وبدنيا وتكتيكيا عاليا المستوى وهددوا المرمى الألماني كثيراً لولا قلة التركيز وتألق الحارس مانويل نوير الذي غطّى كثيراً على بطء دفاع الماكينات التي تعطلت خلال الشوط الأول وأنقذهم في عديد الهجمات الخطيرة.
و فاجأ المنتخب الوطني الألمان بسرعة هجومية وتنظيم هجمات خاطفة في العمق الدفاعي للألمان.
وكانت أولى التهديدات الجزائرية في الدقيقة التاسعة حينما استغل سليماني تمريرة خاطئة من الظهير الألماني شكوردان مصطفى لينطلق خلف الكرة نحو مرمى نيوير الذي لعب دور الليبرو وأبعد الكرة، ليرد شفاينشتايغر بتسديدة صاروخية صدها الحارس مبولحي (ق 13), ويأتي الرد الجزائري مرة أخرى بعدها بدقيقة من سفيان فيغولي الذي راوغ الدفاع الألماني ولكن سدد الكرى فوق مرمى نيوير.
وألغى الحكم البرازيلي ريكي في الدقيقة 16 هدفاً سجله سليماني بداعي التسلل، وبعدها بدقيقة واصل الجزائريون إهدار الفرص بعدما انفرد فوزي غلام بالحارس نيوير لكن سددها على خارج المرمى.
وفي الدقيقة 39 أطلق مهدي مصطفى تسديدة بعيدة كانت في طريقها للمرمى لولا اصطدامها بالمدافع بواتينغ ليرد عليه توني كروس بتسديدة قوية تصدى لها مبولحي بصعوبة لترتد لغوتزه الذي يسددها وينقذها مبولحي مرة أخرى ويمنع هدف ألماني محقق.
في الشوط الثاني واصل رفقاء المتألق رايس وهاب مبولحي تقديم أداء تكتيكي وفني قوي, استطاع من خلاله إيقاف الخطورة الألمانية.
و واصل مبولحي تألقه وصد رأسية للألماني مصطفي، وتصدى مرة أخرى لتسديدة قوية من فيليب لام ويمنع هدفاً محققا (د 54).
وواصلت الجزائر هجماتها على مرمى ألمانيا بالهجمات المعاكسة والتسديدات لكن تألق الحارس نيوير والذي لعب كثيراً بدور الليبرو في الدفاع الألماني منع الجزائريين من التهديف.
وعاد مولر في الدقيق 78 ليهدد دفاعات الجزائريين ويرسل عرضية سددها شفاينشتايغر برأسه لتمر بجوار القائم الأيمن.
في الدقيقة 80 منع مبولحي أخطر فرصة ألمانية في اللقاء بعدما تصدى لرأسية مولر لتعود لشورليه الذي يسددها في المرمى ويبعدها رفيق حليش.
وعاد مولر بعدها بدقيقة ليتسلم كرة بمهارة عالية في منطقة جزاء الجزائر ويسدد الكرة نحو مرمى مبولحي لكن تمر بجوار القائم وتضيع فرصة أخرى للألمان.
وفي الدقيقة 88 انفرد فيغولي بالحارس نيوير الذي لعب خرج مجدداً من مرماه ليلعب دور الليبرو, ليرد عليه مبولحي بتألق آخر ويتصدى لرأسية شفاينشتايغر الخطيرة لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي.
وفي الدقائق الأولى من الشوط الإضافي الأول أنهى شورلي الصيام التهديفي للمباراة بتسجيله هدفاً بالكعب بعد عرضية من مولر.
وكاد مهدي مصطفى يعادل النتيجة بتسديدة قوية من داخل منطقة جزاء الألمان لكن تمر الكرة بجوار القائم ( د 98 ).وتراجعت الجزائر بدنياً ليستغل الألمان ذلك بفرض سيطرة نسبية على الملعب وينخفض نسق المباراة بشكل ملحوظ.
وفي الدقيقة 117 أنقذ مبولحي فريقه من انفراد للبديل الألماني كرامر ليرد سليمان بانفراد في عمق الدفاع الألماني لولا تدخل بواتينغ في اللحظة الأخيرة. وشهدت الدقائق الأخيرة إثارة كبيرة شهدت تسجيل هدفاً لكلا الفريقين.حيث استغل الألمان في الدقيقة 119 مرتدة تجاه مرمى مبولحي الذي شهد مساحات واسعة ليسجل أوزيل الهدف الثاني.
ويرد عليه جابو بهدف بتسديدة قوية أسكنها مرمى الجزائر بعدما استلم عرضية متقنة من سفيان فيغولي وكادت الجزائر تصنع المعجزة وتسجل الثاني في الثواني الأخيرة إلا أن رأسية مجيد بوقرة كانت ضعيفة ليطلق الحكم صافرة النهاية ونهاية الحلم الجزائري في المونديال البرازيلي ولعلامة الكاملة لكتيبة خاليلوزيتش.
جابو: مباراة ألمانيا كانت درسا لنا
وأشار عبد المؤمن جابو إلى أن المنتخب الوطني قدم مباراة كبيرة أمام المنتخب الألماني، قائلاً: "قدمنا مباراة كبيرة مع فريق قوي، الحمد لله على الأداء، لقد قمنا بمشوار طويل".
وأضاف: "خرجنا من البطولة بشرف، القادم أفضل، كنا قادرين على تسجيل الأهداف، ولكن لم يكن الحظ حليفنا، تلك هي كرة القدم".وأنهى حديثه قائلاً: "تلك المباراة درس لنا، من أجل مستقبل أفضل"
وبدوره عبر القائد مجيد بوقرة ، عن فخره بالأداء الراقي للنخبة الوطنية،وأظهرنا للعالم أن الجزائر تملك منتخبا قويا ويجب احترامها ، معتبرا المشاركة في بطولة كأس العالم بالبرازيل أكثر من إيجابية معبرا عن شكره لكل من ناصر الجزائر في البرازيل والعالم ككل.
الخضر الأطول بقاء عربيا في المونديال
وأصبح منتخب الجزائر رسمياً أكثر منتخب عربي يخوض دقائق لعب في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم، وذلك بعد أن تعادل سلبياً مع ألمانيا في الشوطين الأول والثاني.
وكان المنتخب المغربي والسعودي قد تأهلا إلى دور الستة عشر أعوام 1986 و1994 على الترتيب، لكن الأول خسر في الوقت الأصلي مع ألمانيا الغربية 1-0، وكذلك الحال بالنسبة للأخضر السعودي أمام السويد 3-1.
وضمن المنتخب الوطني من خلال تعادله السلبي في الوقت الأصلي رفع عدد دقائق لعبه إلى 390 دقيقة، ليتفوق على حاجز الـ 360 دقيقة التي توقف عنده العرب مرتين في الماضي.
وتلقى المنتخب الوطني إشادة كبيرة على مستواه المميز في المباراة، حيث كان الأخطر في الشوط الأول، في حين قدم تضحيات واستمات في الشوط الثاني، لتقول صحيفة الميرور "لقد أثبتوا خطأ كل من قال عنهم مجرد محطة عبور."
بطاقة الفنية:
ملعب خوسي بينهيرو برودا بـ بورتو أليغري، طقس بارد (14°)، جمهور غفير، تنظيم محكم، ثلاثي التحكيم بقيادة ساندرو ريكي البرازيلي.
الجزائر: مبولحي، ماندي، حليش، بلكالام، غلام، تايدر، لحسن، مهدي مصطفى، فغولي، سليماني سوداني.
المدرب : وحيد خاليلوزيتش
ألمانيا: نوير، بواتينغ، مارتيساكر، مصطفاي، هوفيدس، لام، شفاينشتايغر، أوزيل، كروس، غوتزه، مولر.
المدرب: يواكيم لوف
الأهداف :
الإنذارات : رفيق حليش (د 42) ، فيليب لام ( د 107 )
المصدر : موقع الإذاعة الجزائرية