كلّف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الوزير الأول عبد المالك سلال بتمثيله في قمة الولايات المتحدة-إفريقيا المزمع عقدها بواشنطن ابتداء من يوم الغد الاثنين وعلى مدار 4 أيام.
القمة التي ستجمع نحو خمسين رئيس دولة و حكومة افريقية ستتناول عديد المواضيع سيما منها المسائل المتعلقة بالحكامة و التنمية و الأمن، و سيسبقها منتدى اقتصادي يجمع عديد المتعاملين الاقتصاديين الهامين.
و سيكون الوزير الأول عبد المالك سلال مرفوقا بكل من وزير الطاقة يوسف يوسفي و وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل.
هذا ويلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الاثنين، وبعد ست سنوات على وصوله إلى البيت الأبيض، عددا من القادة الأفارقة في قمة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى تعزيز
العلاقات الاقتصادية مع قارة عرفت الصين كيف تجد منافذ إليها..أكثر تفاصيل في سياق التقرير التالي للقناة الأولى:
ويرى المحلل الاقتصادي ورئيس النادي الاقتصادي الجزائري، عبد القادر سماري، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى من خلال هذه القمة إلى تحسين علاقاتها مع القارة الإفريقية خاصة في الشق الاقتصادي بحكم الإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها القارة
أربعون رئيس دولة في القمة
يشارك حوالي أربعون زعيما أفريقيا في القمة الأولى "أفريقيا-الولايات المتحدة" والتي تستضيفها واشنطن يومي 5 و6 أغسطس بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يرغب في تقوية العلاقات لاسيما الاقتصادية مع القارة في ظل هيمنة الاستثمارات الصينية فيها.
وينتظر أن تكون هذه القمة غير المسبوقة مصبوغة أساسا بطابع اقتصادي مع برنامج يرتكز حول التجارة والاستثمار في أفريقيا لكنها ستتناول أيضا المسائل المتعلقة بالديمقراطية والأمن في القارة وسط تصاعد للشبكات الإرهابية التي تهدد المنطقة.
واعتبر جيري كارني الناطق باسم الرئيس أوباما أن هذا اللقاء التاريخي "سيمكن من تعزيز أهداف الإدارة الأمريكية في مجال التجارة والاستثمار في افريقيا ويؤكد التزام الولايات المتحدة تجاه الأمن والتنمية والديمقراطية في إفريقيا".
ووسط هيمنة الاستثمارات القادمة من الصين وغيرها ومن الدول الصاعدة تجد الولايات المتحدة نفسها أمام ضرورة تعزيز وجودها في القارة السمراء التي تسجل أعلى نسب النمو في العالم بالرغم من الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي.
ووفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي ستحافظ أفريقيا على المدى المتوسط على حركية التنمية التي تعرفها مع معدل نمو إجمالي متوقع عند 4ر5% في 2014 و 8ر5 %
في 2015.
في مواجهة الوجود الصيني بأفريقيا
ومع أن الرئيس الأمريكي قلل من حدة المنافسة بين المستثمرين في أفريقيا بعدما نفى خلال جولته الإفريقية في يونيو 2013 وجود أي "حرب باردة" فإنه لم يخف طموحات الولايات المتحدة في غزو أسواق القارة.
وأكد البيت الأبيض أنه "ينبغي على التعاون مع أفريقيا أن يتوج باستثمارات طويلة الأمد في القارة, استثمارات لا تستفيد منها إفريقيا فقط بل الولايات المتحدة ولصالح الشعوب الأمريكية والإفريقية معا".
وتحاول الولايات المتحدة التي تتخبط في أزمة اقتصادية حادة منذ 2008 برصد كل المخارج التنموية الممكنة. وقد يكون المخرج هو افريقيا حسب المحللين.
و في هذا الإطار سيتم عقد منتدى أعمال يوم الثلاثاء تماما بعد اليوم الأول المخصص للقضايا المتعلقة بالمجتمع المدني و الصحة و الأمن الغذائي حيث سيضم 300 مشارك يمثلون عالم الأعمال و رؤساء الدول و الحكومات الإفريقية و مسؤولي الهيئات الفيدرالية الأمريكية و أعضاء من الكونغرس الأمريكي.
و بغرض تحقيق فعالية أكبر لم يدع المنظمون لهذا المنتدى الذي سيعرف حضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون سوى الشركات التي استثمرت فعليا في إفريقيا أو تلك التي تعتزم خلق فرص تجارية و استثمارية في المنطقة.
كما سيتم في نفس اليوم بالموازاة مع هذا اللقاء عقد منتدى "قانون النمو و الفرص في إفريقيا". و سيتطرق هذا اللقاء الوزاري الذي سيترأسه ممثل الولايات المتحدة الأمريكية للتجارة مايكل فرومان إلى تمديد إلى ما بعد 2015 هذا البرنامج الأمريكي (قانون النمو و الفرص في إفريقيا) الذي يمنح مزايا تجارية لبعض المنتجات الإفريقية.
ولتوجيه أفضل لأشغال القمة نحو نقاشات استشرافية و قضايا رئيسية متعلقة بالانشغالات المتبادلة اقترح البيت الأبيض على الدول المشاركة تقديم بيانات وطنية مختصرة مكتوبة.
وفي هذا الخصوص أوضحت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية ليندا توماس أن فلسفة القمة تهدف إلى تمكين الرئيس أوباما من أكبر قدر ممكن من المناقشات و المبادلات مع نظرائه.
وسيخصص جزء كبير من جلسات اللقاء الذي سيشهد غياب إفريقيا الوسطى وإريتريا و السودان و زيمبابوي إلى نقاش مفتوح للجميع و تبادل الأفكار حسب المنظمين.
ولن يكون للرئيس الأمريكي أي لقاءات ثنائية خلال هذه القمة.
ومن المقرر أن يبلغ عدد الاجتماعات حوالي 50 اجتماعا مع ثلاثة اجتماعات موضوعاتية سيحضرها الرئيس أوباما كلها حسب السيد توماس.
المصدر: الإذاعة الجزائرية +وكالات