20 أوت 1955 يلتقي عدد من قادة الثورة ممثلين لمختلف الولايات منهم عبان رمضان ، العربي بن مهيدي ، زيغود يوسف و الأخضر بن طوبال في قرية افري ببجاة و عقدوا لقاءا تاريخيا اشتهر ب"مؤتمر الصومام".و شكل هذا اللقاء منعرجا هاما في مسار الثورة التحريرية ، و أصبح حدثا يخلده الشعب الجزائري كل سنة . فمؤتمر الصومام أعطى بعدا جديدا للثورة التحريرية المباركة و منهجا في مسار استقلال الجزائر . و قد اعتبر الكثير من المؤرخين المؤتمر حلقة رئيسة في عملت على استكمال ما جاء به بيان أول نوفمبر 1954. موقع الإذاعة الجزائرية أجرى بهذه المناسبة حوارا مع الدكتور المؤرخ محمد لحسن زغيدي، الباحث في تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية و الذي أنجز عديد الدراسات حول الثورة الجزائرية كما له عدة مؤلفات تتناول تاريخ الجزائر و منها تحديدا كتاب "مؤتمر الصومام و تطور ثورة التحرير الجزائرية ".
موقع الإذاعة : يعتبر مؤتمر الصومام مرحلة هامة في الثورة التحريرية فيما تكمن أهميته وكيف ساهم في مسار الثورة الفتية؟
محمد لحسن زغيدي : يعتبر مؤتمر الصومام ذو أهمية إستراتيجية و ركيزة أساسية في مسار الثورة التحريرية ، فهو استكمال و توضيح لما جاء به بيان أول نوفمبر 1954، بحيث أصبح للثورة من خلال المؤتمر وثيقة سياسية تعتمدها في توضيح كل المساثل العالقة التي تضمن المسار السليم للثورة التحريرية. هذا ولم يقتصر المؤتمر على معالجة المسائل السياسية فقط و إنما بدا بالأهم وهي المسائل العسكرية التي كان يقودها جيش التحرير الوطني و كذا تحويل هذه الثورة من ثورة مقتصرة على النخبة النضالية والنخبة العسكرية الى ثورة شعبية تشمل الجغرافية الجزائرية أرضا وشعبا ، فقد تمكن مؤتمر الصومام من وضع قانون تنظيمي لجيش التحرير الوطني لإخراجه كجيش عصري منظم ، من فصائل إلى كتائب من حيث تحديد الرتب والمراكز القيادية ، كما أعاد المؤتمر توزيع الخريطة الجزائرية وفقا إلى ما تتطلبه المرحلة المستقبلية ، و تثبيت الحدود الجزائرية الرسمية لإدارة الثورة إدارة محكمة. فمؤتمر الصومام نظم الثورة التحريرية فهو أساسها .
م ا :كبف تعاملت قيادة الثورة الجزائرية مع القرارات التي جاء بها مؤتمر الصومام في مؤتمر القاهرة 1957 ؟
م ل زغيدي : لم يتم إلغاء أي قرار في المؤتمر بل تم تعديل قرارين فقط ، كما تم الغاء مسالة الأولويات ، فيما يتعلق بالجانبين الداخلي و الخارجي وبين الجانب السياسي والعسكري ، ووسع المجلس الوطني للثورة الجزائرية من 14 عضو 17 إضافيين و 17 أساسيين، أي من 34 عضو إلى 54 عضو كلهم أساسيين، ووسع لجنة التنسيق والتنفيذ من 5 أعضاء إلى 9 أعضاء ، فهذا ما تم تعديله فقط في مؤتمر القاهرة 1957 اما بقية قرارات مؤتمر الصومام هي صلب الثورة .
م ا : القرارات التي جاء بها مؤتمر الصومام كثيرة و مهمة ، ما هي المبادئ التي حملتها؟
قرارات المؤتمر هي مشروع مجتمع ثوري بين كيفية الحفاظ على الوحدة الترابية والوحدة الشعبية و كذلك العمل من اجل تعزيز الروح الوطنية ، و لذلك كل دساتير الجمهورية الجزائرية من أول دستور للدولة في 1963 أخر التعديلات للدستور الجزائري كلها تجعل في مرجعياتها مرجعية ثورة نوفمبر 54 و بالتالي ما وحد الشعب من أجل الموت و الشهادة لا يعجز أن يوحده من اجل الحياة و التطور و التنمية.
م ا : في رأيك أستاذ كيف يستفيد الجيل الجديد من هذا الحدث التاريخي؟
زغيدي : لا يمكن لأي جيل مهما كان أن يحقق التطور أو القفزة النوعية دون أن تكون له مرجعية تاريخية يستند إليها وينطلق منها ، لذلك فالمرجعية التاريخية للشخص الجزائري كلها تحثه على على تحقيق ما يراه غيره معجزة يراه الجيل الجديد انطلاقا من مرجعيته انه ممكن و سهل المنال و يمكن تحقيقه في أي وقت و في أي مكان .
حاورته :جعفر امينة