من أهم النقاط التي أسفرت عنها اللقاءات التي جمعت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريط بممثلي نقابات قطاع التربية القضاء نهائيا عن المناصب الآيلة للزوال التي لم تكن من هيئة التدريس .
وفي هذا الصدد يؤكد الصادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن هذه النقطة تعد من أهم المقترحات التي كان يلح عليها الاتحاد معبرا عن تفاؤله في السياق خصوصا ما تعلق باعتماد الامتحان الخاص بالتسجيل على قوائم التأهيل دون الاعتماد على الامتحان مع التحويل الآلي للمناصب".
كما تمنى المتحدث أن تكون هناك استجابة من طرف الوزارة الوصية للمطالب المتبقية استقرارا لقطاع التربية – على حد تعبيره-.
من جانبه كشف نوار العربي المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني أن الهيئة التي ينتمي إليها تجدد تمسكها بمطالبها التي لم يتم الفصل فيها بعد خاصة ما تعلق بملف طب العمل.
أما امزيان مريان عن النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني فثمن الاستجابة لبعض المطالب على إثر لقاء الوزيرة مثل السماح للأستاذ الرئيسي للمشاركة في المسابقات ، الأمر الذي لم يكن من المسموح به سالفاً متمنيا أن تلقى المشاكل التي تعترض السير الحسن لقطاع التربية حلولا نهائية.
الوزيرة تدعو إلى تسيير "تشاركي" لقطاع التربية في إطار نظام للحكامة
إلى ذلك، دعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت هذا السبت إلى إتباع نظام للحكامة على جميع مستويات قطاعها من خلال تسيير "تشاركي" يهدف إلى تحسين نوعية النتائج المدرسية لكل الأطوار التعليمية في ظل ميثاق للأخلاق.
وأوضحت بن غبريت في كلمتها الافتتاحية للملتقى التكويني لمديري التربية لولايات الوطن ترقبا للدخول المدرسي 2014- 2015 المقرر يوم 7 سبتمبر القادم، أن كل أهداف ونوايا تحسين المنظومة التربوية "لا يمكن تحقيقها في غياب نظام تسييري محكم"، مشيرة إلى أن الحل يكمن في اتباع نظام للحكامة يتمحور حول توفير مجموعة من العوامل.
وحسب بن غبريت، فإن هذه الحكامة تتطلب قبل كل شيء توفير ظروف حياة وعمل "لائقة" من حيث التنظيم وتكوين الأساتذة والإطارات من أجل تنمية الكفاءات وتحقيق النتائج المسطرة لهذا الغرض.
وضمن هذا المنطلق، يندرج تنظيم هذا الملتقى "الإعلامي والتبادلي" الذي أريد له --حسب المنظمين-- أن يكون "فاتحة" للدخول المدرسي لهذه السنة الذي يستقبل أكثر من 8 ملايين و 600 ألف تلميذ، والتي دعي إليها مديرو وإطارات التربية لولايات الوطن.
وتهدف هذه الدورة التكوينية إلى التحكم في استراتيجية القطاع في مجال تسيير المنظومة التربوية والتعرف على سيرورة وتسيير مشروع مديرية التربية على مستوى الولاية وكذا تسيير الموارد الضرورية لإعداد المشروع وتجسيده ميدانيا.
لدى تطرقها إلى الأهمية التي تتوخاها الوزارة من وراء سعيها إلى تحقيق مقاربة نسقية تسمح بتصحيح الإختلالات المسجلة في المنظومة التربوية الوطنية، أكدت الوزيرة أن هذا المسعى يعتمد على ثلاث ركائز "هامة" تتمثل في "التحوير البيداغوجي والتكوين من أجل التمهين والحكامة".
وأوضحت أن "تسيير عملية اصلاح المنظومة التربوية بضخامتها وتحدياتها، يحتم علينا إتباع مقاربة من شأنها السماح بتعديل وتصحيح الإختلالات المسجلة كما تسمح في المستقبل بتجنب تفتيت الجهود وضياعها".
وأبرزت السيدة بن غبريت في هذا الشأن أن القائمين على القطاع "إختاروا وفضلوا مقاربة نسقية لتجسيد الإصلاح من حيث المضمون، تسمح بمعالجة متزامنة لثلاث ركائز هامة هي التحوير البيداغوجي والتكوين من أجل التمهين والحكامة".
وركزت في هذا الصدد على أن "حتمية إعادة إعطاء معنى عملي لإجراءات تحسين السير الشامل للمنظومة التربوية أدى بنا من خلال تطبيق القانون التوجيهي للتربية الوطنية ولقرارات الحكومة المتعلقة بالإصلاح وكذا لنتائج التقييم المرحلي للطور الإلزامي من التعليم إلى تحديد مجال التدخل الذي يجب أن يحظى بالأولوية والفئة المستهدفة ومختلف الأجهزة التي يجب توظيفها لتحقيق أهداف الإصلاح".
وفي معرض حديثها عن مرحلة التعليم الإبتدائي باعتبارها "مرحلة قاعدية هامة ترهن المستقبل الدراسي لكل تلميذ"، أكدت الوزيرة بأن وزارة التربية الوطنية "أعطت كل الأولوية للتعليم الإبتدائي من حيث العناية والتكفل به طول السنة الدراسية".
ولأن التكوين بمختلف صيغه وجوانبه يشكل النمط العملياتي المفضل لتحسين أداء المدرس وبالتالي تحقيق النوعية في التدريس، أوضحت الوزيرة أنه "من الضروري تجسيد مخطط تكويني لتلبية النقائص المسجلة يكون مبنيا على هندسة تكوينية يتوخى منها أساسا تجسيد كفاءات مهنية تكون لها آثارها المباشرة على تحسين نوعية التعليم".
المصدر: الإذاعــــة الجزائرية