تحرير آخر الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين بشمال مالي

جاء في برقية عاجلة لوكالة الأنباء الجزائرية هذا السبت أنه تم تحرير آخر الرهائن المختطفين بمدينة غاو (شمال مالي) نقلا عن بيان لوزارة الخارجية .

وجاء في البيان المقتضب لوزارة الشؤون الخارجية  إنه تم إطلاق سراح 2 من بين ثلاثة دبلوماسيين، اختطفتهم جماعة مسلحة في مالي منذ شهر إبريل 2012.

ووفق ذات المصدر فإنه تم“تحرير كل من الدبلوماسيين مراد غسّاس وقدّور ميــلود، فيما  توفي القنصل العام بوعلام سايس إثر مرض مزمن حسب معلومات استقتها السلطات الجزائرية من مالي”ويفيد ذات البيان مقتل نائب القنصل العام طاهر تواتي على يد المختطفين من الجماعة الارهابية

يذكر أن“الدبلوماسيين المحررين” كانا في قبضة ما يعرف بــ"جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"وأنه تم تحويل “المحررين فجر السبت من مطار برج باجي مختار (2200 كم جنوب العاصمة) إلى مطار العاصمة الجزائر”.

وكانت الجماعة التي تسمي نفسها“التوحيد والجهاد” اختطفت سبعة دبلوماسيين جزائريين من القنصلية الجزائرية بمدينة غاو منتصف أبريل 2012، قبل أن تطلق سراح ثلاثة منهم فيما أعلنت أنها أعدمت نائب القنصل العام طاهر تواتي، واحتفظت بثلاثة آخرين بينهم القنصل العام، هذا ويشار إلى أن الجزائر رفضت مرارا تسليم فدى للخاطفين من أجل تحرير ديبلوماسييها.

سلال يقوم بزيارة الرهينتين الجزائريتين المحررتين

قام الوزير الأول عبد المالك سلال ظهيرة هذا السبت بزيارة الرهينتين الجزائريتين الأخيرتين المتواجدتين بالمستشفى العسكري محمد صغير نقاش بعين النعجة (الجزائر العاصمة) واللتين اختطفتا في أبريل 2012 بغاو (شمال مالي) ، وتم تحريرهما اليوم السبت ، وكان سلال مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل.

وأشار سلال خلال لقائه مع الرهينتين مراد قساس وقدور ميلودي إلى أن السلطات الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "بذلت كل ما بوسعها من أجل تحرير الرهائن" متأسفا لوفاة اثنين من بين الرهائن.

وتقدم سلال بتعازيه الصادقة لعائلتي الدبلوماسيين المتوفيين القنصل بوعلام سايس الذي توفي إثر مرض مزمن و طاهر تواتي الذي تم اغتياله.

مراد قساس الذي كان يبدو جد متأثر اثر تحريره  أكد أمام الوزير الأول انه "لم يفقد الأمل قط" وانه كان مقتنعا بان الدولة الجزائرية " لا تتخلى أبدا عن أبنائها".

وأبت زوجته التي جاءت لملاقاته بعد غياب دام أكثر من عامين ، إلا أن تتقدم ببالغ شكرها للسلطات الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على العمل الذي تم القيام به والذي سمح بتحرير الرهينتين ، هذا وقد  أعرب قدور ميلودي عن شكره لكل من ساهم في تحريرهما بعد أوقات عصيبة مرا بها خلال فترة احتجازهما.

المحلل السياسي محمد طايبي : الإفراج عن أخر رهينتين مختطفتين بشمال مالي يترجم الصبر الذي تحلت به دبلوماسيتنا

ويرى المحلل السياسي محمد طايبي أن الإفراج عن أخر رهينتين مختطفتين بشمال مالي اليوم يترجم الصبر والمواكبة الذي تحلت به الدبلوماسية الجزائرية وكل مصالح الدولة وجهودها من أجل تحرير الرهائن دون التخلي في مبادئها في التعامل مع الإرهابيين.

ويضف قائلا " راية الجزائر رفعت ومنهجها وفي التعامل مع الأزمة في مالي قد سيثمر وينجز أشياء مستقبلية وهذا ما نفتخر به كمواطنين ، وأيضا نثمنه كنخب في هذه البلاد".

الخبير العسكري عمر بن جانة : أن الجزائر تمسكت بمبدأ عدم دفع الفدية للإرهابيين

ومن جهته أكد الخبير العسكري عمر بن جانة أن الجزائر تمسكت بمبدأ عدم دفع الفدية للإرهابيين حتى أخر لحظة ، معتبرا هذه الخطوة انجازا كبيرا للدبلوماسية الجزائرية .

ويضيف -بن جانة - "أن عودة المختطفين إلى أهاليهم خطوة نهنأ بها الجزائر ، خاصة الدبلوماسية الجزائرية التي كانت دائما هادئة وراجحة في تعاملاتها مع مثل هذه الأزمات" ، كذلك لا ننسى أن للجزائر التزامات دولية تناضل من أجلها وهي عدم دفع الفدية وكذلك عدم الحوار مع المجموعات التي تقوم باختطاف مواطنين أبرياء .

 مدير التحرير مجلة أفريك ماجد نعمة : تحرير أخر الرهائن المختطفين بشمال مالي تم وفق السياسة الثابتة التي تنتهجها الجزائر

في الأخير يشاطر الرأي مدير التحرير مجلة أفريك أزي الصادرة بباريس ماجد نعمة الذي اعتبر "أن تحرير أخر الرهائن المختطفين بشمال مالي تم وفق السياسة الثابتة التي تنتهجها الجزائر بعدم دفع الفدية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب ، مبرزا أيضا توقيت هذه الخطوة التي تأتي قبيل استئناف المفاوضات حول تسوية الأزمة المالية، وأن عملية التحرير هذه خاصة وأنها تمت حسب المبادئ الجزائرية الثابتة" .      

المصدر : الاذاعة الجزائرية

 

الجزائر