"نقاش الساعة" البرنامج الثقافي الذي تبثه الإذاعة الثقافية كل يوم أحد، تطرق في عدده الأخير إلى موضوع الأمن الروحي في الجزائر و ذلك من خلال استضافة الدكتور محمد بن بريكة أستاذ الدراسات العليا بجامعة الجزائر و عضو بأكاديمة الدولية للتصوف بالقاهرة و الدكتور مسعد زيان الباحث في علم الاجتماع من جامعة الجزائر.
و أكد محمد بن بريكة أن المرجعيات الدينية لسكان المغرب العربي كانت ثابتة و معروفة، يغلبها المذهب المالكي و العقيدة الأشعرية و التربية الروحية بالمنهج السني، و ذلك منذ مئات السنين، قبل أن تتعرض للهزات العديدة غداة الثورة الإيرانية . حيث أوضح بن بريكة أن بعض من الشباب الجزائري تأثر بأفكار جديدة تلقاها من قراءة كتب مستوردة أو دراسته في أقطار أخرى أو مشاركته في حروب، ليأتي ليمارس ما يعتبره حقا في الجزائر بما يتنافي و يناقض المرجعيات الجزائرية.
كما أوضح بن بريكة أن البرامج العلمية التي وضعت لمعاهد الحضارة الإسلامية و أصول الدين و الشريعة و القانون كانت قد وضعت في فوضى و تحمل كثيرا من التناقضات ما أثر سلبا على أفكار الطلبة. إذ أشار إلى أن تلك البرامج لم تكن برامج دولة بل كانت لأشخاص تتصادم أفكارهم مع المرجعيات الدينية الوطنية.
من جهته، أوضح الأستاذ مسعد زيان أن الجزائر تشهد صراعا لجملة من الأفكار و التوجهات المعينة. و دعا في هذا الصدد إلى أخذ الأمور بجدية للعودة إلى تثبيت و ترسيخ الأمن الروحي الذي يشكل جزءا من الثقافة و التراث الوطني.
و التربية الروحية في نظر الدكتور مسعد مزيان تجسد من خلال رد الاعتبار لعلم التصوف و تعليمه من قبل أناس قادرون على فهم هذا العلم.
من جهة أخرى تأسف مسعد زيان لكون أن الكثير من الرؤى الإسلامية المقدمة للشباب الجزائري، تقدم دينا ميكانيكيا تطبيقيا آليا في حين أن عبادة الله هي محبة الله قبل كل شيء، بالإضافة إلى انتهاج سلوك غير عدواني و سلوك لمراقبة الذات.