أكد وزير الطاقة يوسف يوسفي هذا الأحد بوهران أن الإنتاج الوطني للمحروقات "بدأ يرتفع من جديد".
ولدى تدخله في افتتاح أشغال الندوة الدولية حول الصناعة الغازية في الجزائر التي يحتضنها مركز الاتفاقيات لوهران، أكد الوزير ردا على الانشغال المتعلق بتراجع إنتاج المحروقات بالجزائر أن "إنتاجنا بدأ في الارتفاع من جديد بفضل استغلال حقول جديدة". وأضاف قائلا "نتوقع رفع إنتاج الغاز الطبيعي ب 40 بالمائة في الخمس السنوات القادمة ومضاعفته في غضون حوالي عشر سنوات" مشيرا إلى أن المجال المنجمي في الجزائر يعد جد شاسع ويبقى نسبيا قليل الاستكشاف.
وقال إننا "نعمل على توسيع قاعدة إحتياطتنا المنجمية بتكثيف الاستكشاف بجميع مناطق البلاد" مبرزا أن قطاعه يسهر على تحسين نسب الاسترجاع في الحقول".
ومن جهة أخرى أكد يوسفي أن قطاعه يواصل أداء مهمته المزدوجة والتي تتعلق "بتلبية على المدى الطويل للطلب الوطني في مجال الطاقة الذي يعرف نموا" ومن جهة ثانية "المساهمة بشكل دائم في تمويل الإقتصاد الذي يشهد تحولا".
تراكم المخزون والمضاربة والوضعية الجيوسياسية في العالم وراء إنخفاض أسعار البترول
كما صرح وزير الطاقة أن "الانخفاض في أسعار البترول في السوق العالمية مرتبط بالعديد من العوامل منها خصوصا الوضعية الجيوسياسية السائدة في العالم المتميزة بالتوترات والنزاعات في عدة بلدان منتجة للنفط".
وأضاف "كما أن هذا الانخفاض راجع أيضا إلى تراكم المخزون والمضاربة " مشيرا إلى أن بعض البلدان المستثمرة "تمارس المضاربة من خلال حركات تجارية كثيفة على الورق مما يؤدي حتما إلى تراجع الأسعار".
وقال الوزير "إن ضعف النمو الاقتصادي العالمي وكذا الطلب الضعيف على البترول والزيادة في إنتاج البترول الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية تشكل عوامل أخرى تفسر هذا الانخفاض في الأسعار".
وذكر أن هذا الوضع ينجم أيضا عن العقوبات المفروضة على بعض البلدان المنتجة للنفط مشيرا أن قطاعه "يقوم بتحليل ومتابعة مستمرة وبهدوء لتطورات الوضع".
سيكون للجزائر أول محطة للطاقة النووية قبل 2029
كما كشف يوسفي أنه سيكون للجزائر أول محطة للطاقة النووية قبل سنة 2029 موصحا أن "النووي لن يكون غدا ولكن لا يمكننا إنكار أنه مجال طاقوي حيوي على غرار المصادر الأخرى المكرسة لفعالياتنا الطاقوية وتنميتنا الاقتصادية".
وأضاف إننا بصدد إعداد مفاعلات تجريبية والاستثمار في تكوين الكفاءات البشرية تحسبا لهذا الهدف" .
ومن جهة أخرى تأسف بخصوص مشكلة تبذير الطاقة الكهربائية معلنا عن برنامج طموح لتقليص إستهلاك هذه الطاقة "سواء على مستوى البيوت أو في القطاع الصناعي".
ولدى تطرقه إلى مسألة تطوير الطاقات المتجددة أكد الوزير أن البرنامج الوطني سيسمح بإكتساب قاعدة للألواح الضوئية "إحدى الأفضل بالمنطقة وعلى الصعيد الإفريقي".
سوناطراك أنتجت حوالي 5ر2 مليار برميل بترول مكافئ خلال ال9 أشهرالأولى من 2014
كما أكد الوزير من جهة أخرى أن المجمع البترولي " سوناطراك" حقق خلال ال 9 أشهر الأولى من السنة الجارية حوالي 5ر2 مليار برميل بترول مكافئ في مجال إنتاج المحروقات. وأفاد بأن "هذه الجهود تقوم بها سوناطراك وأيضا تتم في إطار الشراكة التي نحرص على ترقيتها لا سيما من خلال التعديلات التي أدخلت على القانون المتعلق بالمحروقات".
وبخصوص المناقصة الأخيرة لوكالة النفط و التي أعلن عنها مجمع سوناطراك في إطار استثماراته أوضح الوزير قائلا "لقد عبرت خمس شركات عن عزمها لمرافقتنا في هذا المجهود".
كما أوضح يوسف يوسفي أن سوناطراك وعلى غرار العديد من الشركات البترولية في العالم تتهيأ بشكل حثيث لاستخدام تقنيات تسمح ببلوغ المحروقات المتواجدة في الطبقات الجيولوجية المتراسة أو جد متراسة مثل صخور النضيد".
المدير العام لسوناطراك :توقع الانطلاق في انتاج الغاز الصخري بالجزائر في 2022
من جانبه أعلن الرئيس المدير العام لسوناطراك السيد سعيد سحنون اليوم في تصريح صحفي على هامش الندوة الدولية حول الصناعة الغازية في الجزائر أنه "قد يمكن للجزائر الشروع في إنتاج الغاز الصخري في 2022 إذا تم تجسيد في ظروف حسنة المخطط المسطر".
وقال نفس المسؤول "في آفاق 2025 يمكننا بلوغ مستوى للإنتاج يقدر ب 10 ملايير متر مكعب من الغاز الصخري".
واشنطن مستعدة لتعزيز تعاونها مع الجزائر في مجال استغلال الغاز الصخري
هذا وصرح نائب كاتب الدولة الأمريكي للطاقة كريستوفر سميث اليوم الأحد بوهران أن الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز وسائل التعاون مع الجزائر في مجال إستغلال الغاز الصخري موضحا أن استغلال هذا المورد غير التقليدي يتطلب تكنولوجيا متطورة وتتطلع الولايات المتحدة إلى تعزيز أكثر وسائل التعاون مع الجزائر في هذا المجال".
وقال كريستوفر "تتوفر الجزائر على مؤهلات هامة في مجال الموارد غير التقليدية وإستغلالها يتطلب تكنولوجيا متطورة والتي يمكن أن نتقاسمها مع بلدان أخرى منها الجزائر طبعا"مضيفا "إننا نطمح إلى تحديد السبل والوسائل لتعزيز التعاون القائم مع هذا البلد".
من جهته كان مدير الهندسة والتطوير بالشركة الوطنية للمحروقات" سوناطراك" محي الدين توامي، قد أكد للقناة الإذاعية الأولى، أن الجزائر توفد خبرائها و مهندسيها عبر العالم استعدادا لإطلاق الاستغلال الميداني في مجال الغاز الصخري سنة 2020 .
و أضاف محي الدين توامي أن استغلال الغاز الصخري يجب أن يستعد له خمس سنوات من قبل على الأقل حتى نكون في الموعد ، وهذا النوع من الطاقة متطور في أمريكا و الشركات الأوروبية قامت بالشراكة معها وأخذت الخبرة.
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي في مجال النفط عبد المجيد عطار، للقناة الأولى، أن شركة سوناطراك بالجزائر ستستغل بعض آبار الغاز الصخري لتقييم حجم الاحتياطي منه مع دراسة للمردودية واحتياط الاستغلال.
المصدر: الإذاعة الجزائرية