اتفق الإعلاميين الذين استجوبهم موقع الإذاعة الجزائرية على أن الصالون الدولي للكتاب أضحى فعلا موعدا مهما ينتظره القارئ الجزائري سواء على المستوى الوطني او الدولي رغم بعض النقائص التي شابته والتي يمكن تداركها في المستقبل وبالتالي جعل منه صالونا بالمفهوم الحقيقي مثل الصالونات التي تعرفها كبريات الدول الغربية.
الإعلامي بيومية "الوطن" فيصل مطاوي: اعتقد أن الصالون الدولي للكتاب يجسد عاما بعد عام طابعه الشعبي ، وقد لامسنا ذلك خلال الطبعة ال19 بحضور مكثف لعائلات بأكملها وهذا مؤشر ايجابي.
كما كانت هناك لقاءات ومحاضرات جد مهمة ولو انه يجب دعم الاتصال الخاص حول هذه النشاطات كما انه لابد من جعل هذه اللقاءات والمحاضرات أكثر انفتاحا للجمهور العريض وذلك من خلال تواجد أجهزة السمعي البصري المناسبة لمثل هذه النشاطات .
ومن الضروري أن يكون الصالون مفتوح إلى ساعة متأخرة من الليل وذلك لتمكين الذين يعملون بالنهار زيارته بعد أوقات العمل خاصة وان جل الإمكانيات متاحة كما أن هنالك طلب من قبل المواطن.
لابد أيضا تحسين المداخل المؤدية لمواقف السيارات كما يجب أيضا تجنب تنظيم صالون الصناعات التقليدية في نفس الفترة و من المهم جدا أن يقوم الصالون بدعوة نجوم الأدب والعلوم لإثراء النقاشات.
أسامة إفراح صحفي جريدة الشعب الجزائرية وباحث جامعي : لعل الرأي الذي كوناه عن صالون الجزائر الدولي للكتاب، جاء بعد استشارة واستخارة كثير من أهل الاختصاص، من كتاب وناشرين ومهتمين.. وقد كانت حوصلة رؤى من التقيناهم تصب في بوتقة الإجماع على أن هذا الحدث الثقافي مكسب للجزائر، حيث صار موعدا يترقبه القراء داخل الجزائر وخارجها، وعادة حميدة لا نكتفي بالمحافظة عليها كما هي فحسب، بل وجب تطويرها وتحسينها لتضاهي، ولم لا، أكبر التظاهرات العالمية المشابهة
ولكن كل عمل مهما كان تشوبه الشوائب وتؤخذ عليه المآخذ.. وهو حال صالون الجزائر للكتاب، الذي أعاب كثير من الناشرين على منظميه عدم إشراكهم في عملية التنظيم، ولو بالنصح والمشورة، فهم أهل الميدان وأقدر على تلمس احتياجات القراء وتحسسها.. كما لمس البعض الآخر نوعا من "البخل" والشح في الإعلام والإشهار بتظاهرة من حجم صالون الجزائر الدولي، الذي يبقى يفتقد لكثير من الحضور الإعلامي، حضور تستفيد منه معارض أقل شأنا وتأثيرا، إلا أنها تلبس لبوس المناسبات الكبرى فقط بفضل ماكينات إعلامية تصنع لها تلك الصورة المبهرجة.. ونبقى نتساءل هنا، لم تهتم بعض وسائل الإعلام الثقيل الغربية بمعرض الجزائر، فيما تعزف عنه مثيلاتها العربية؟ هل هو فقط ضرب من ضروب المفاضلة والتمييز؟ أم أن الأمر أكبر من ذلك وأخطر؟
وإذا كان هنالك زاوية يتوجب عدم التغاضي عنها، فهي الوضع العام الذي تعيشه المنطقة العربية، والمآسي التي ألمت، وتلمّ، بدول شقيقة لطالما كانت الرائدة في صناعة الكتاب وخلق الثقافة والإبداع.. وبتراجع دور هذه الدول، وقع على كاهل الجزائر عبء آخر هو تغطية هذا العجز الثقافي، وتوفير الملاذ الآمن لمحبي الثقافة والكلمة، فالتحية الحارة منا إلى كل من تأبى نفسه التوقف عن الإبداع، مهما قست عليه ظروف القهر أو الحرب أو الخوف أو الاحتلال
الإعلامية بقناة الجزائرية نسيمة غولي : كان الصالون الدولي للكتاب في طبعته الأخيرة موعدا استثنائيا بكل ما حمله من اصدارات جديدة جزائرية رغم قلتها (مقارنة بالسنة الماضية) وندوات ولقاءات مع الناشرين والكتاب والعدد الهائل من الزوار الذي خلق جوا حميميا وانطباعا ايجابيا باهتمامه بالكتاب، ثراء هذه الطبعة كان بعديد اللقاءات الادبية ومواضيعها الهامة التي مست كل من محاور الصحافة والادب والسينما والتاريخ كون الصالون تزامن مع احياء الطبعة الستون لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية الكبرى
وفي الوقت الذي لمعت فيه بعض دور النشر من خلال اصدراتها وحصص البيع بالتوقيع مع كُتاب صنعو الحدث، تأسفت بعض دور النشر عن نقص في الحركية وفي البيع، وهي تفاصيل تصنع المنافسة من أجل تقديم الأفضل
ورغم بعض النقائص الا أن الصالون الدولي للكتاب بات موعدا يحمل في كل طبعة جديدة اضافة ونقلة من حيث التنظيم والتنوع في البرنامج وأشياء أخرى تجعلنا نؤمن فعلا أن هناك اشتغال جديّ لجعله من أكبر التظاهرات الثقافية العالمية.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية