لم تبدو عليه آثار التقدم في السن .. ورغم عمره (86 سنة) إلا أنه يبقى وفيا للجزائر خادما لها كما يقول ، ويتعهد بتشريفها عالميا في تظاهرة " عاصمة الثقافة الإسلامية"..إنه العملاق الحاج محمد الطاهر فرقاني الذي استضاف " سيرتا الحدث" للإذاعة الثقافية في بيته .. بيت الفن الأصيل أبا عن جد بقسنطية ..
الحاج محمد الطاهر الفرقاني ، وعد بتشريف الجزائر عالميا وليس عربيا فقط خلال تظاهرة " قسنطينة ..عاصمة الثقافة العربية" العام المقبل ، مقابل التفاتة من وزارة الثقافة لتمكينه من جمع أوركسترا خاصة بولاية قسنطينة يشرف هو شخصيا وأبناءه على لم شتات الموسيقيين ، وتقديم مالوف جد راقي يليق بسمعة الجزائر .
وعاد الحاج محمد الطاهر الفرقاني بجمهور سيرتا الحدث للإذاعة الثقافية ، إلى زمن الفن الأصيل في الجزائر والذي أكد بشأنه العملاق المتواضع أنه لن يزول مادام مدرسة آل فرقاني قائمة بنجليه سليم ومراد وأحفاده ، مشددا على أن فن المالوف القسنطيني لا يوجد مثيل له في العالم ، سيما طبع "الزجول" الذي أبدعته الأنامل الإسبانية في الجبال وسمته " تروبادور" أي " الطرب يدور" لتحتضنه الجزائر وبالضبط قسنطينة وبقي راسخا بها بل علامة وأيقونة لسيرتا .
الحاج الطاهر فرقاني دعا في هذا الصدد إلى المحافظة على هذا المالوف القسنطيني بطبوعه المصدر، الدرج ، المناطحي ، الانصرافات التي لا نظير لها في العالم مثلما أكد ، مشيرا إلى أنه يمتلك 25 مقطوعة لم تسجل بعد وهي للمشايخ دحمان بن عاشور وعبد الكريم دالي سيما، داعيا وزارة الثقافة إلى الإشراف على تسجيليها لتمكين الأجيال القادمة من " الصنعة" .
ووجه مستضيف " سيرتا الحدث" نداء للسلطات بضرورة الإسراع في ترميم " فندق" القنيطرة الصغيرة وهو الفندق الذي تتلمذ فيه ونهل من شيوخه فن المالوف ، مشيرا إلى أن الفندق الذي أصبح خرابا كان يتضمن ثلث طوابق في كل طابق مدرسة ، وكان كل من والده " الحاج حمو فرقاني" وبن علي خوجة وعبد القادر تومي آنذاك أساتذة الفن كل في اختصاصه من حوزي ومدائح، الزجول والمحجوز .
المصدر : الإذاعة الجزائرية