اعتبر المشاركون في "نقاش الساعة" موسوعةَ العلماء والأدباء الجزائريين -الصادرة عن الحضارة- عملا استثنائيا بإمكانه أن يرمم الذاكرة ويعيد الهوية الجزائرية سيرتها الأولى.
وقال مدير دار الحضارة رابح خدوسي لدى حلوله ضيفا على برنامج نقاش الساعة للاذاعة الثقافية، إن أيِّ نهضةٍ ثقافية، وحضارية، ينبغي أن تنطلق من الاحتفاء بالنخب العلمية، والثقافية المبدعة، مؤكدا أن موسوعةَ العلماء والأدباء استغرقت من مؤسسته أكثر من عشر سنوات من البحث والتنقيب، معتبرا إياها عملا استثنائيا غيرَ مسبوق، كاشفا أن هذا الجهد استطاع جمع 3 ألاف عالم وأديب جزائري في مجلدين اثنين على مدار عقد من الزمن من البحث والتنقيب.
ولم ينف خدوسي المغامرةَ في هذا العمل الذي اعتبره ومحفوفا بالالغام، مؤكدا أن فريق العمل سعى لتحاشي الذاتية باعتماد آليات علمية، وموضوعية، دون إقصاء، أو الغاء، كما جاءت الموسوعة حسب المتحدث ذاته محاولة لترميم الذاكرة الجزائرية المشتتة، واصفا إياها بالمصالحة التاريخية مع الذات.
من جهته اعتبر الطاهر الحسيني -عضو هيأة التحرير -هذه الموسوعة ثروةً حقيقية كاشفا اعتماد معايير علمية صارمة، في الترجمة للأسماء والمؤلفات كما اعترف الحسيني أن أكثر من 90 بالمئة ممن ضمت الموسوعة ترجماتهم، هي أسماء علماء لم تكن متداولة وانه شخصيا لم يكن مطلعا عليها.
أما المؤرخ والباحث الدكتور محمد الأمين بلغيث -الذي راجع وقدم للموسوعة - فتطرق في مداخلته الى العمل الموسوعي في العالم العربي مقدما نبذة تاريخية عن الموسوعات بدءا من جهود الدينوري والاوائل من العلماء القدامى وصولا إلى الجهود العربية الحديثة التي ضلت قاصرة حسب بلغيث عن مواكبة المعارف في العالم كاشفا في هذا السياق، أن الدول العربية مجتمعة لم تستطع في المعاجم العربية إكمال الحرفين الاولين (الاف والباء) وأضاف بلغيث ان العمل الموسوعي يحتاج الى ألاف الباحثين والمراجعين والمدققين وفيما يتعلق بموسوعة الأدباء والعلماء الجزائريين اعتبرها جهدا أوليا يفتح الطريق إمام المؤسسات الجامعية والباحثين للتنقيب العميق.
المصدر: موقع الاذاعة الجزائرية/نورالدين باكرية