لقي دعوة أكثر من 15 جمعية مهتمة بحماية المستهلك بالجزائر المتعلقة بمقاطعة المواد الاستهلاكية الأساسية هذا السبت تحت شعار "يوم بدون تسوق" استجابة محتشمة من قبل مواطني العاصمة فيما أكد زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك أن المواطنين استجابوا بنسبة 90 بالمائة لنداء مقاطعة التسوق
و من خلال جولة عبر مختلف الأسواق الشعبية و المحالات التجارية بباش جراح وساحة أول ماي ومحمد بلوزداد و باب الوادي و الجزائر الوسطى لوحظ توافد كبير للمواطنين لاقتناء مختلف المشتريات من خضر و فواكه و لحوم و غيرها من المواد الاستهلاكية الأساسية.
و كانت شوارع العاصمة و خاصة بباش جراح و ساحة أول ماي ومحمد بلوزداد و
باب الوادي و الجزائر الوسطى مملوءة بالمواطنين إذ لا يكاد محل تجاري يخلو من المستهلكين الذين كانوا يقتنون مختلف المشتريات.
وأرجع بعض المواطنين سبب عدم استجابتهم للمقاطعة إلى عدم إيمانهم بجدوى هذا اليوم الاحتجاجي لتخفيض الأسعار مضفين أن "تخفيض الأسعار لن يتأتى إلا بإجراءات صارمة ".
إلا أن بعض المواطنين حاولوا تبرير عدم استجابتهم لهذا النداء ببعض المبررات مثل قول مسعود 70 سنة انه اقتنى اليوم السبت الخضر و الفواكه لأنه سيستقبل ضيوفا بمنزله هذه الظهيرة.
و مريم 30 سنة أم لطفلين ساكنة بباب الوادي التي أكدت من جهتها أنها استجابت لنداء المقاطعة و لم تقتني شيئا اليوم السبت سوى الخبز معتبرة أن مثل هذه المبادرات من شأنها المساهمة في تخفيض الأسعار.
لكن السيدة وردية 60 سنة و الساكنة بالقرب من ساحة أول ماي قالت أنها اتجهت هذه الصبيحة إلى سوق علي ملاح كي تشتري فقط المواد الضرورية التي تحتاجها مثل الزيت و الملح و الطماطم المصبرة مضيفة أنها تؤمن تماما أن مقاطعة المواد الاستهلاكية الأساسية ليوم واحد فقط لا يمكن أن يؤدي إلى تخفيض الأسعار.
و عند التقرب من مختلف بائعي الخضر و الفواكه و اللحوم لمعرفة مدى توافد المستهلكين عليهم هذا اليوم أكدوا أن عدد الزبائن هو نفسه كل سبت لأنه يوم عطلة أسبوعية فيكون عددهم أكبر.
من جانبه أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية "حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه " صاحبة المبادرة أكد ان المواطنين قد استجابوا بنسبة 70 بالمائة لطلب المقاطعة على مستوى الوطني.
و أضاف أن الولاية الرائدة التي عرفت أكبر نسبة استجابة هي ولاية تيبازة مثمنا هذه المبادرة التي تجعل من مقاطعة المواد الاستهلاكية الأساسية أداة يتمرن عليها المستهلك من أجل تخفيض الأسعار.
وقال ان نسبة الاستجابة بلغت بولاية الجزائر بين 40 و 50 بالمائة و ذلك من خلال عمل ميداني قام به متطوعون في مختلف شوارع الجزائر العاصمة.
وكانت الجمعية الوطنية لحماية وترقية المستهلك الجزائري قد دعت في بيان لها الجزائيين إلى الوقوف وقفة واحدة من علماء ومفكرين، وتنظيمات وأحزاب وكذا عمال ورجال الأعمال والبرلمانيين وحتى وزراء، إلى أن أسعار السلع عرفت ارتفاعا قياسيا بلغ 3 إلى 4 أضعاف سعرها الحقيقي رغم أن هذه السلع مدعمة، منبهة إلى ضرورة تهذيب السلوك الاستهلاكي الذي زاد الطين بلة وساهم هو الآخر في هذا الارتفاع الجهنمي.
وأشارت الجمعية إلى أنه وبعد مشاورات عدة وواسعة، قررت بمعية جمعيات أخرى، تنظيم “يوم وطني بلا تسوق” ، سيكون بمثابة وقفة لمحاسبة الذات، ورسالة قوية للتعبير عن الرفض لواقع الأسواق المتذبذب، ووقفة للتأمل حول دور المستهلك في استقرار الأسعار ومحاربة المضاربة.
المصدر : الإذاعة الجزائرية