برنامج زوايا الأحداث في حصاد 2014 :الدبلوماسية الجزائرية حاضرة في كل المحطات ومصرة على إسكات لغة السلاح لفتح باب الحوار

تناول عدد اليوم الثلاثاء من برنامج زوايا الأحداث بالنقاش و التحليل أهم الأحداث التي عاشتها الجزائر والمنطقة العربية و بالتحديد الشرق الأوسط و كذا أهم التطورات التي طرأت على الملف المالي و منطقة الساحل ككل حيث  خلص المشاركون في البرنامج إلى أن الدبلوماسية الجزائرية كانت حاضرة في كل المحطات مع الحفاظ على توابثها.

و في هذا الشأن أكد مستشار رئيس الجمهورية عبد الرزاق بارة في تدخله على أن الوضع في الساحل هو الذي استقطب إهتمام الدبلوماسية الجزائرية هذه السنة خاصة التطورات الجديدة في الملف المالي و تونس و ليبيا،و قال "عملت الجزائر على تنسيق الأوضاع في المنطقة من الناحية الأمنية و الجوارية إنطلاقا من مبدأ التحاور و التشاور".

و يرى السيد بارة أن  2014 كانت سنة تقارب الرؤى بين أطراف النزاع في شمال مالي لأنها أسكتت منطق المواجهة المسلحة بين الفرقاء الماليين مبديا اعتقاده أنه في المستقبل القريب ستكون محطة أخرى من المشاورات و النقاش تفضي لمرحلة جديدة من العلاقات السياسية داخل المحيط المالي مضيفا انه رغم إصرار بعض الجهات الدولية ترجيح كفة الحل العسكري رغم نتائجها الوخيمة ليس فقط على مالي بل على كامل المنطقة تصر الجزائر عبر مواقفها المعلنة على إسكات لغة السلاح لتفتح باب الحوار.

و في ذات السياق يؤكد المحلل السياسي إسماعيل دبش على أن موقف الجزائر ليس بجديد بل هو مصنف من التقاليد الراسخة  في السياسة الخارجية التي تبنتها الجزائر منذ الإستقلال لأنها تؤمن بالحل السياسي و السلمي و بعدم التدخل في شؤون الدول مهما كان السبب.

أما المحلل مصطفى قيصر و في عرض تقييمه لمسار الدبلوماسية الجزائرية لسنة 2014 يرى بأن الجزائر تمتلك ثقافة دبلوماسية عالية فرغم محاولات استدراجها للوقوع في مستنقع مالي إلا أنها بقيت متمسكة بمبادئها و أثبتت للجميع أنها على حق.

و من بين الملفات التي نجحت الدبلوماسية الجزائرية في معالجتها مع الحفاظ على مبادئها ملف تحرير الرهائن دون تفاوض مع الإرهابيين أو دفع فدية و هو ما وصفه المتتبعون بالإنجاز الكبير في الدبلوماسية الأمنية.

ضيوف برنامج زوايا الأحداث عقب ملف الدبلوماسية الجزائرية التي حققت العديد من المكاسب هذه السنة تطرقوا إلى أهم الأحداث الدولية على غرار ملف الصحراء الغربية الذي أجمع الضيوف على أنه حقق نجاحا سياسيا و دبلوماسيا كبيرا لكنه لم يحرز أي تقدم في ملف وضعية حقوق الإنسان المنتهكة من قبل الإحتلال المغربي و كدا مسألة إستنزاف الثروات الطبيعية التي تعود ملكيتها للشعب الصحراوي.

كما خلص المحللون إلى أن ما يحدث في العالم العربي سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق يعد مؤامرة و صنع للفوضى من قبل أيادي أجنبية تسعى و بكل الطرق إلى تفكيك العالم العربي و إعادة رسم خارطته بما يخدم مصالحها و مخططاتها. و يصرون على أن الثورات الحقيقية لا تقوم أبدا على تمزيق بلدها.

كما أن تدخل الحلف الأطلسي في العديد من بؤر النزاع كليبيا ساهم إلى حد كبير في تفكيك و تمزيق الدول حيث تضاعفت الميليشيات و تقوت النعرات الطائفية.

 

الجزائر