كريستيان غوركوف: نشعر بخيبة أمل وسنسعى لإحداث تغييرات في المنتخب الوطني

أكد مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم الفرنسي كريستيان غوركوف،هذا الثلاثاء، أنه يشعر بخيبة الأمل بعد الإقصاء في الدور ربع النهائي  لكأس إفريقيا للأمم.

وأوضح غوركوف خلال ندو صحفية بمركب محمد بوضياف بالجزائر العاصمة أن "النتائج لم تتماش مع الأهداف المسطرة. نشعر بخيبة الأمل لتوقف مشوارنا في ربع النهائي. تأسفنا كثيرا على الهدف الذي تلقيناه أمام غانا لأننا لو لم نخسر تلك المباراة ما كنا واجهنا كوت ديفوار في ربع النهائي".

وأضاف:" بالنسبة لطريقة لعب المنتخب فقد تأثرت كثيرا بالظروف الصعبة في مونغومو خاصة أرضية الميدان، ولذلك سارع الكاف إلى تغيير الملعب. لقاؤنا أمام جنوب أفريقيا كان الاضعف قبل أن يرتفع نسق المستوى للمنتخب خصوصا أمام السنغال وكوت ديفوار، لكن الفعالية خانتنا أمام المنتخب الإيفواري ولو أعدنا المباراة عشر مرات ما تغلبوا علينا".

 وكشف المدرب الفرنسي أن هناك توجها لإحداث تغييرات على المنتخب الوطني بضم لاعبين جدد لتعويض اللاعبين المستغنى عنهم لكنه رفض تقديم الأسماء.

واضاف:"يجب البحث عن لاعبين هنا في الجزائر والناشطين في الخارج خصوصا في أوربا وانتقاء أفضل اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة. كما سنغير مناصب البعض إذا اقتضت الضرورة".

وصرح غوركوف "سيتم إحداث تغييرات في صفوف الخضر. بعض اللاعبين وصلوا الى سن الثلاثين وهم يحضرون لمغادرة الفريق. وعليه سنكون مجبرين لاستدعاء لاعبين شباب".

وكان المدرب الفرنسي الذي وقع عقد هدف مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) يهدف الى الوصول على الأقل إلى المربع الذهبي لكأس إفريقيا للأمم 2015.

ورغم اخفاقه في تحقيق هذا المسعى, إلا أنه تم تجديد الثقة فيه وإبقائه على راس العارضة الفنية للخضر. 

وأوضح المدرب السابق لنادي لوريون (الرابطة الفرنسية الأولى) " لدينا نواة فريق تتألف من لاعبين جيدين وعليها سيبنى المنتخب الوطني المستقبلي. و أفكر بالخصوص في براهيمي و فيغولي و بن طالب  و غولام وغيرهم. وما علينا سوى تدعيم بعض الخطوط بلاعبين قادرين على تقديم الغضافة المنتظرة, تحسبا للمواعيد المقبلة, سيما كاس إفريقيا 2017 و مونديال 2018". 

ورفض غوركوف الكشف عن اسماء اللاعبين الذين يحظون باهتمامه وعن أولئك الذين سيغادرون المنتخب الوطني, غلى جانب مجيد بوقرة الذي اكد قرر اعتزاله اللعب الدولي بعد اللقاء الذي خسرته الجزائر في الدور ربع النهائي لكاس إفريقيا للأمم,  أمام كوت ديفوار (3-1) يوم الأحد الماضي 

ويضم تعدادا الـ 23 للخضر المشاركين في موعد غينيا الاستوائية, العديد من اللاعبين الذين بلغوا الثلاثينات أو على مشارفها, وهم فؤاد قادير و جمال مصباح و كارل مجاني و رفيق حليش و الحارس رايس مبولحي. 

و أكد المدرب الوطني, أيضا, بأنه مطالب "بقيادة حملة تفتيش واسعة, أملا في العثور على العصافير النادرة" التي تستجيب للمعايير المطلوبة سواء في البطولات الأجنبية أو في البطولة الوطنية".

وسيكون اهتمام الناخب الوطني مركزا على إعادة تشكيل محور الدفاع الذي عرف بعض النقائص في كأس إفريقيا, مثلما اعترف به, قبل أن يشير إلى ان بعض اللاعبين سيغيرون مناصبهم "حتى يكونوا أكثر مردودية" .

بالمقابل, أوضح غوركوف, أنه لن يتم إجراء اي تغيير في تركيبة الطاقم الفني الوطني, مشيدا بالعمل الذي قام به كل مساعديه قبل واثناء المنافسة القارية, حيث خص بالذكر القائد السابق للخضر, يزيد منصوري "الذي كان تواجده مفيد في جانب العلاقات مع اللاعبين ". كما قال عن لاعبه السابق في نادي لوريان بأنه "كان حقا ساعده الايمن".

وأثنى التقني الفرنسي أيضا, على مساعده الثاني, نبيل نغيز, واصفا تواجد مدرب محلي إلى جانبه ب"المفيد جدا". كما توقع  للمدرب السابق لأولمبي المدية (الرابطة الجزائرية الثانية) مشوارا زاخرا في مجال التدريب مستقبلا".

كان بالإمكان التتويج باللقب لو كان براهيمي و فغولي في أحسن لياقتهما

واعتبر الناخب الوطني كريستيان غوركوف  بأن الخضر كانوا بمقدورهم التتويج بالطبعة الثلاثين لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم, الجارية حاليا بغينيا الاستوائية, لو كان اللاعبان "براهيمي وفغولي" في أحسن لياقتهما.

وصرح التقني الفرنسي خلال الندوة الصحفيةقائلا:" لقد تنقلنا إلى غينيا الاستوائية بهدف التتويج بالكأس, مع الأسف, طرأت عدة عوامل لم تكن في صالحنا, منها سوء لياقة الثنائي براهيمي وفغولي اللذين يعتبران محركا الفريق و اللذين كنت أعتمد عليهما كثيرا".

لكن غوركوف أبى إلا أن يدافع عن اللاعبين اللذين كانا يتحسنان على مر المقابلات, في المقابل عبر عن استيائه من حكم المباراة الذي لم يدافع, على حد قوله, عن صانع ألعاب الخضر براهيمي.

"لو أشهر الحكم بطاقة في وجه اللاعب سيري داي الذي كلف بمراقبة براهيمي, لتغيرت المعطيات. لقد شاهدنا جميعا بأن لاعبنا كان محل مراقبة لصيقة جدا منذ انطلاق الدورة, لكن أمام كوت ديفوار, فقد استعملت ضده كل وسائل العنف دون أن يحرك الحكم ساكنا".

ودافع المدرب السابق لنادي لوريان (فرنسا) الذي جدد فيه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم, محمد راوراوة الثقة, بخصوص المنصب الذي أوكله للاعب نادي بورتو كمهاجم ثاني, في الوقت الذي كان فيه متعودا على اللعب في الرواق الأيسر مع ناديه البرتغالي.

"أبقى مقتنعا بأنه المنصب الذي يناسبه. والدليل على ذلك, أقحمته في هذا المنصب خلال التصفيات دون أن يؤثر على فعاليته. ففي موعد غينيا الاستوائية لم يكن في أحسن لياقته".

من جهة أخرى أعيب على المدرب الوطني عدم أخراجه للاعب فغولي في كل مبارياته الأربعة التي خاضها مع الخضر, في الوقت الذي لم يكن في أحسن لياقته. هذا الخيار برره قوكوف بالوزن الذي يحظى به وسط ميدان نادي فالنسيا على رقعة الخضر.

"بالنسبة لي, أحبذ البراعة, و فغولي يملك براعة كبيرة تسمح له بصنع الفارق لوحده. فحضوره فقط فوق الميدان له تأثير بسيكولوجي كبير على رفاقه, وهو السبب الذي جعلني أحتفظ به في الميدان, رغم الصعوبات الكبيرة التي كان يعاني منها للظهور بوجهه الحقيقي في هذه المنافسة".

  المونديال هو الذي يناسب فريقنا       

 حتى ولو لم يبلغ المنتخب الجزائري الهدف المسطر المتمثل في بلوغ المربع الأخير, إلا أن غوركوف يرى بأن "لاعبيه ليس لهم ما يخجلهم" بعد مشوارهم بغينيا الاستوائية, حيث منحهم الظروف المخففة, نتيجة "الظروف الصعبة" التي جرت فيها المنافسة,خاصة بمدينة مونقومو في المباراتين الأولتين لمرحلة المجموعات.

"كنت أدرك منذ البداية بأنه لا بد من الإقامة لمدة أسبوعين على الأقل, لكن لم يكن بالإمكان التنقل مبكرا إلى مكان المنافسة, بسبب النقص الفادح في المرافق المتوفرة بمونقومو, وهم ما اتضح لنا في عين المكان, والذي أثر علينا كثيرا".

وأضاف غوركوف يقول:" كان لا بد الخروج من مجموعة صعبة للغاية بتواجد منتخبات جنوب إفريقيا و غانا و السنيغال, وأظن أنه رغم العراقيل التي واجهتنا,  فقد فاز المنتخب الجزائري بمباراتين أمام جنوب إفريقيا (3-1) و السنيغال (2-0) مقابل تعثر واحد أمام غانا  (0-1) حيث احتللنا المركز الثاني للمجموعة الثالثة وراء غانا".

فبعد أن عاش مغامرته الأولى في إفريقيا, أكد غوركوف أنه استخلص عبرا كثيرة سيوظفها في المستقبل. لكنه يبقى مقتنعا بأنه من الصعب جدا على الخضر فرض وجودهم في مثل هذه المنافسة في أدغال إفريقيا التي لا تكون الظروف فيها مناسبة للاعبين الجزائريين.

ونصح التقني الفرنسي قائلا: " إني مقتنع بأن كأس العالم هي التي تناسب لاعبينا أكثر, لذا من الضروري أن نستعد من الآن لمونديال-2018 بروسيا, خاصة وأن فريقنا صنع له شهرة كبيرة بعد بلوغه الدور ثمن النهائي في مونديال-2014 بالبرازيل".

من جهة أخرى, عبر غوركوف عن أمله في أن تحظى الجزائر بتنظيم كأس إفريقيا-2017, مشيرا بأن مثل هذا القرار, سيشكل حافزا قويا للاعبين من أجل التتويج باللقب الإفريقي.

وكانت الجزائر قد قدمت ترشيحها لتنظيم الطبعة ال 31 لكأس إفريقيا للامم, لكنها ستكون في مواجهة ستة بلدان أخرى طلبت تنظيم هذه المنافسة. وستعلن الكنفيديرالية الإفريقية عن قرارها يوم 8 أبريل المقبل".

سوداني أساء التصرف, لكن الأمور عادت إلى مجراها الطبيعي

من جهة أخرى تأسف مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم, كريستيان غوركوف اليوم الثلاثاء, "للتصرف السيء" للمهاجم هلال سوداني بعد تعويضه خلال اللقاء ضد كوت ديفوار (هزيمة: 1-3) يوم الأحد الماضي في الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم-2015 الجارية بغينيا الاستوائية (17 يناير- 8 فبراير).

وأوضح المدرب  في هذه الندوة التي عقدها غداة عودة الخضر من مالابو, بأنه تحادث مع لاعب دينامو زغرب الكرواتي, وأن "كل الأمور عادت إلى نصابها".

اللاعب سوداني الذي تمكن من تعديل النتيجة لصالح الخضر, عوض من طرف إسلام سلمياني مباشرة بعد تسجيل كوت ديفوار للهدف الثاني. لدى خروجه من الميدان, لم يخف غضبه إلى درجة أنه لم يصافح مدربه.

عن هذه الحادثة, يقول التقني الفرنسي:" لم أفهم مثل هذا التصرف خاصة من طرف لاعب لم يمر عبر مدارس كرة القدم المحترفة حيث يتعلم اللاعبون منذ صغرهم متطلبات التنافس الشريف".

في المقابل, عبر التقني الفرنسي عن "رضاه التام" بالسيرة الحسنة لكل التعداد خلال تواجده بغينيا الاستوائية, وهو ما لم يكن في نظره ضرورة حتمية.

ويقول غوركوف في هذا السياق:"من الصعب جدا ضمان سيرة حسنة للفوج الذي يعيش سويا منذ مدة طويلة و في ظروف صعبة للغاية. رغم ذلك, فانا راض عن تصرف اللاعبين, خاصة منهم الاحتياطيون الراغبون في اللعب و الذين تحلوا بالانضباط كونهم قبلوا بخيارات الطاقم الفني".

وذكر المدرب السابق لنادي لوريان الفرنسي (الرابطة الأولى) على سبيل المثال عبد المؤمن جابو الذي لم يلعب و لو دقيقة واحدة خلال المباريات الأربعة للمنتخب الجزائري في غينيا الاستوائية, لكنه بقي مثاليا", معترفا بالمناسبة بأن صانع ألعاب النادي الإفريقي التونسي لا زال بعيدا عن المستوى العالي رغم إمكانياته الفنية والأخلاقية.

 

رياضة, كرة القدم