
غادر رئيس جمهورية البنين توماس بوني يايي هذا الأربعاء وهران في ختام زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر لمدة ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
و كان في توديع رئيس البنين بالمطار الدولي "أحمد بن بلة" لوهران وزير الطاقة يوسف يوسفي.
وخلال زيارته لولاية وهران توجه الرئيس بوني يايي إلى المنطقة البتروكيميائية لأرزيو حيث زار مركب تمييع الغاز الطبيعي "جي أن أل3 زاد" لأرزيو وتابع عرضا حول أنشطة الشركة الوطنية للمحروقات سوناطاراك.
وقد أجرى رئيس جمهورية البنين الذي حل بالجزائر يوم الإثنين الماضي محادثات على انفراد مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء قبل أن تتوسع إلى أعضاء وفدي البلدين.
كما استقبل الرئيس توماس بوني يايي في نفس اليوم بإقامة الدولة بزرالدة (الجزائر العاصمة) الوزير الأول عبد المالك سلال بحضور عدة أعضاء من الحكومة.
وحضر الرئيس البنيني أيضا منتدى اقتصادي جزائري-بنيني الذي انتظم بمناسبة زيارة الدولة إلى الجزائر. وقد تم في هذا الإطار إبراز فرص الاستثمار المتاحة أمام المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين لا سيما من القطاع الخاص في البنين.
بيان مشترك يتوج زيارة الرئيس البنيني للجزائر
وعقب زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية بنين توماس بوني يايي إلى الجزائر صدر بيان مشترك. فيما يلي نصه الكامل:
" بدعوة من فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أجرى فخامة الدكتور توماس بوني يايي رئيس جمهورية بنين بزيارة دولة إلى الجزائر من 2 إلى 4 فبراير 2015.
تجسد هذه الزيارة الاهتمام الذي يوليه رئيسا الدولتين لتعزيز أواصر الصداقة و التضامن و التعاون التي تربط بين البلدين كما أنها تؤكد إرادتهما المشتركة في إعطاء دفع جديد للعلاقات الجزائرية-البينينية.
و خلال هذه الزيارة أجرى رئيسا البلدين لقاءات على انفراد و مشاورات تم توسيعها فيما بعد لتشمل وفدي البلدين.
كما شكل هذا اللقاء فرصة بالنسبة للبلدين لاستعراض وضعية التعاون في العديد من المجالات و تأكيد عزمهما على تعزيزه من خلال وضع برامج تعاون تعود بالفائدة على البلدين.
التطابق التام في المواقف و التحاليل السياسية للبلدين
و قد أكد رئيسا الدولتين على التطابق التام في المواقف و التحاليل السياسية للبلدين حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك حيث جددا التزامهما المشترك في العمل من أجل تدعيم علاقات التعاون في جميع المجالات بهدف بناء شراكة تعود بالمنفعة على الطرفين.
من جهة أخرى تبادل الرئيسان المعلومات المتعلقة بالإصلاحات السياسية و الاقتصادية التي باشرها البلدان كما استعرضا وضعية التعاون الثنائي من خلال بحث سبل و وسائل تعزيزه خدمة للشعبين الشقيقين.
و بخصوص العلاقات الثنائية أكد رئيسا الدولتين التزامهما بالعمل على تدعيمها و تنويعها من أجل استغلال كل الطاقات و الفرص التي يزخر بها اقتصاد البلدين.
اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري-البينيني خلال سنة 2015
في هذا الصدد قرر الرئيسان عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري-البينيني خلال سنة 2015 .
و قد أعرب رئيس جمهورية بنين توماس بوني يايي عن شكره و امتنانه لفخامة السيد عيد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لتضامن الجزائر الفعال مع بلده لاسيما من خلال المساهمة في تكوين الإطارات البينينية.
و فيما يخص القضايا الإقليمية و الدولية أبدى الرئيسان ارتياحهما لتوافق تحاليلهما السياسية و وجهات نظرهما حول مختلف المواضيع المتناولة.
في هذا الشأن أكد الطرفان إرادتها في تعزيز التشاور و الحوار الثنائي على جميع المستويات لاسيما مع اقتراب الاستحقاقات الإقليمية و الدولية الهامة و كذا على مستوى المحافل.
كما أكد الرئيسان مجددا تمسكهما بأهداف الاتحاد الإفريقي و التزامهما بتظافر جهودهما من أجل ترقية السلم والأمن والاستقرار والتنمية بالقارة. كما أكدا دعمهما لجهود الاتحاد الإفريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات و النزاعات بإفريقيا.
من جهة أخرى أعرب الرئيسان اللذان أبديا ارتياحهما لدور الاتحاد الإفريقي في التسوية السلمية للنزاعات بالقارة عن انشغالهما لاستفحال بعض بؤر التوتر بإفريقيا و التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية.
كما أعرب رئيسا الدولتين عن ارتياحهما للتعاون الواعد الذي ما فتئ يتطور و يتعزز في المجال الأمني على مستوى المنطقة حيث أعربا في هذا الصدد عن دعمهما لمسار نواقشط الرامي إلى تجسيد هندسة السلم و الأمن بمنطقة الساحل.
التأكيد على الاستمرار في مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان
في نفس السياق أكد القائدان أن مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان يجب أن تستمر بكل حزم على مستوى كل بلد و باستغلال جميع الفرص التي يمنحها التعاون الإقليمي و الدولي في إطار إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
من جهة أخرى أشاد الرئيسان باللائحة المتعلقة بمكافحة الجماعة الإرهابية بوكو حرام التي اتخذتها قمة الاتحاد الإفريقي الـ 24 المجتمعة باديس أبابا يوم 31 يناير المنصرم لاسيما بتشكيل قوة عسكرية إقليمية افريقية و إخطار مجلس الأمن الأممي من أجل تجنيد كل المجتمع الدولي. كما ذكر الرئيسان بالقرارات السديدة التي اتخذها الاتحاد الإفريقي حول منع دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن حيث أدانا هذه الممارسة التي تساهم في تمويل الإرهاب.
كما أعرب الرئيسان اللذان دعيا إلى دعم جهود البلدان الأعضاء في لجنة حوض بحيرة التشاد زائد بنين في مجال السلم و الأمن و تنمية المنطقة عن انشغالهما بخصوص الوضع بجمهورية إفريقيا الوسطى حيث جددا ارتياحهما للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي و المجتمع الدولي من أجل عودة السلم و الأمن و تحقيق المصالحة بهذا البلد.
اشادة بجهود الوساطة الدولية بقيادة الجزائر من أجل التوصل الى تسوية للأزمة في مالي
و فيما يتعلق بالوضع في مالي أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لجهود الوساطة الدولية بقيادة الجزائر بهدف التوصل إلى تسوية نهائية و دائمة للأزمة المالية في إطار احترام وحدة هذا البلد و سلامته الترابية. كما أكدا على ضرورة مرافقة المجتمع الدولي لمالي في جهودها المتمثلة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية.
تأييد حل سياسي من أجل تسوية الأزمة في ليبيا
و بخصوص الوضع في ليبيا أعرب الرئيسان عن انشغالهما العميق للوضع السائد في هذا البلد والذي يهدد الأمة الليبية في مقوماتها إضافة إلى الاستقرار و الأمن بالمنطقة.
كما أكدا على ضرورة احترام وقف إطلاق النار عبر كامل التراب الليبي إذ شجعا الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية التي عرفتها الأمم المتحدة بهذه الصفة إلى الدخول بنزاهة و حسن نية في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بليبيا السيد برناردينو ليون من أجل التوصل إلى حل سياسي يحافظ على وحدة البلد و سلامته الترابية و استقراره و تماسك شعبه.
الجزائر و بنين تدعمان تقرير مصير الشعب الصحراوي
و فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية أكد رئيسا الدولتين دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون و مبعوثه الخاص السيد كريستوفر روس الرامية إلى إيجاد حل سياسي يقبله الطرفان و يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للوائح مجلس الأمن و الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
و عن الوضع بمنطقة الشرق الأوسط جدد الرئيسان دعمهما لصالح تسوية عادلة و دائمة للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تكرس حق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولة مستقلة بعاصمتها القدس.
كما دعا الطرفان إلى إصلاح معمق لمنظومة الأمم المتحدة و جددا تمسكهما باتفاق ايزولويني من أجل مشاركة أوسع و أكثر فعالية للبلدان الإفريقية في مسار اتخاذ القرار على مستوى هذه المنظمة.
و قد جرت المحادثات بين الطرفين في جو ودي و أخوي طبعه التفاهم المتبادل.
و قد قدم الرئيس البينيني فخامة الدكتور توماس بوني يايي بجزيل الشكر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستقبال الحار و حسن الضيافة اللذين حظي بهما و الوفد المرافق له. كما وجه له دعوة للقيام بزيارة رسمية لجمهورية بنين و قد تم قبول هذه الدعوة على أن يحدد تاريخها باتفاق مشترك عن طريق الدبلوماسية.