إلتئــام الفرقاء الليبيين بالجزائر هذا الثلاثاء لبحث إعادة بعث الخيار السلمي في حل الأزمة

يجتمع عدد من الفرقاء الليبيين هذا الثلاثاء بالجزائر في إطار الحوار الوطني الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة و يحظى بدعم المجتمع الدولي  في محاولة لرأب الصدع الذي تعيشه البلاد و إعادة بعث الخيار السلمي في حل هذه الأزمة التي تهدد وجود الدولة خاصة مع تواصل الإشتباكات المسلحة في أكثر من بؤرة للتوتر.

وبعد تعليق جلسات الحوار الوطني الليبي قبل أسبوع (25 فبراير) أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) الثلاثاء 03 مارس أن اجتماعا لممثلين عن قادة و مناضلين سياسيين ليبيين سيعقد خلال الأسبوع المقبل بالجزائر في إطار مسار الحوار في ليبيا.
وبعد لقاء الجزائر سيعقد لقاء آخر ببروكسل يجمع ممثلي بعض البلديات الليبية في حين دعت بعثة الأونسميل إلى عقد إجتماع ثالث يخص زعماء القبائل و مسؤولين آخرين عن المجتمع المدني الليبي داعية إلى وقف إطلاق النار و مباشرة مسار الحوار ب"شكل بناء".

وقال الوزير المنتدب الكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل من القاهرة أين يقود الوفد الجزائري في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب غدا الإثنين، أن اجتماع الثلاثاء بالجزائر  يضم رؤساء الأحزاب والناشطين السياسيين الليبيين ويدخل في إطار الجهود المبذولة والمساعي التي قامت بها الجزائر خلال الأشهر الماضية لحل الأزمة الليبية في إطار سلمي بالتنسيق مع الأمم المتحدة

وفي الصدد، يرى محمد ميزاب الخبير الامني ورئيس الاتحادية الإفريقية للسلم والمصالحة  بأن اللقاء المرتقب تعد خطوة تضاف إلى مساعي الجزائر الرامية إلى تسوية الأزمات بالمنطقة لكن المسار المتعلق بالقضية الليبية لا يمر حتاما عبر المالات التي بلغتها المفاوضات الخاصة بالملف المالي لأن هناك معاليير أخرى خاصة بهذا البلد الجار

 فضيل الأمين : لا بديل للفرقاء الليبيين عن التوافق والاستفادة من التجربة الجزائرية

وفيما يخصه: أكد فضيل الأمين ،رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الليبي على دور الجزائر الهام في التقريب بين الفرقاء الليبيين، بحكم تجربتها في مجال المصالحة الوطنية مشيرا إلى أنه لا بديل للتوافق الوطني في ليبيا.

وشدد فضيل الأمين في تصريح للقناة الأولى على ضرورة مواصلة الدور الجزائري لأنه سيساعد في تأصيل ثقافة الحوار و ثقافة التوافق والضغط على الأطراف من اجل الوصول إلى صيغة توافقية تقود ليبيا إلى الأمان، مؤكدا على دعم المبادرة الجزائرية ودعا إلى مساندتها لتكون سندا لبقية المبادرات الأخرى وعلى رأسها تلك التي يقودها المبعوث الأممي إلى ليبيا.

ودعا الأمين كافة الفرقاء الليبيين إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية المتميزة  في مجال مكافحة الإرهاب والمصالحة الوطنية ، لأنه بحسب رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الليبي لا يوجد حل أو بديل عن الحوار والتوافق لإخراج ليبيا من محنتها الحالية.


وصف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل  هذا الإجتماع "بالخطوة البالغة الأهمية" خاصة وأن "الجزائر ربطت إتصالات مع كل الأطراف في البلاد وإستقبلت حوالي 200 من الشخصيات الفاعلة في البلاد دون تمييز بإستثناء المجموعات المصنفة إمميا على أنها إرهابية" موضحا ان كل دول الجوار مدعوة للمشاركة في هذا الحوار علما أن ألية التشاور لدول الجوار الليبي عقدت عدة إجتماعات في هذا الصدد.


وكان وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة قد أعرب مطلع الاسبوع  الحالي عن إستعداد الجزائر لتقديم إسهامها "باعتماد سبيل المصالحة والسلم والاستقرار"  و البحث عن "حلول مستدامة" من أجل السلم في ليبيا.
       
إلى ذلك، أبدت العديد من الأطراف الليبية إستعدادها للإنخراط في مسار  الحوار كسبيل أوحد للخروج من الأزمة التي تعرفها البلاد   حيث أكد المؤتمر الوطني  العام الليبي مشاركته في الجولة الجديدة من الحوار الوطني مطالبا "الأطراف الأخرى  المشاركة في الحوار بألا تجعل من الظروف الأمنية عائقا أمام مشاركتها في الحوار  كونه جاء لحل الأزمة الليبية ومن ضمنها الجانب الأمني".
و يحظى مسار الحوار الوطني الليبي بدعم المجتمع الدولي  حيث أكد المبعوث  الخاص للجامعة العربية من أجل ليبيا ناصر القدوة أمس الثلاثاء بالجزائر أن الحل  السياسي ضروري في ليبيا "تفاديا لمزيد من التطور السلبي" للاوضاع في هذا البلد.
وأكد القدوة على تطابق وجهات النظر بين الجامعة العربية و الجزائر  في ما يتعلق بالأزمة الليبية قائلا "نحن متفقون مع الجزائر على مبدأ ضرورة الحل  السياسي للازمة الليبية و على تفادي مزيد من التطور السلبي من خلال التسليح او  الدفع باي اتجاهات خاطئة".
و اشار الى انه جاء الى الجزائر للبحث في تفاصيل الاوضاع الليبية "خاصة  على ضوء الدور الهام و المركزي الذي تلعبه الجزائر في هذا الملف الذي ينطوي على  درجة عالية جدا من الاهمية لكل المنطقة العربية".


 لقي الإستعداد الجزائري بشأن الأزمة الليبية إشادة الولايات المتحدة  الأمريكية التي أكدت على لسان مساعدة كاتب الدولة الامريكي لشؤون الشرق الاوسط  السيدة آن باترسون بالجزائر أن واشنطن "تشيد بريادة الجزائر و الجهود التي تبذلها  من أجل التوصل إلى حل للأزمة الليبية من خلال انشاء حكومة وحدة وطنية".


وفي ذات السياق سيكون الوضع في ليبيا على رأس أجندة جدول أعمال اجتماعات  وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الجمعة والسبت المقبلين في ريغا عاصمة لاتفيا حيث  أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني استعداد جميع الدول الأعضاء ال 28 في الاتحاد الأوروبي لدعم الجهود لمعالجة الأزمة.

 

المـــــــصدر : الإذاعــــــة الجــــزائرية

 

الجزائر, سياسة