وقعت تنسيقية حركات الأزواد هذا الخميس بالجزائر العاصمة بالأحرف الأولى على اتفاق السلام و المصالحة في مالي بحضور أعضاء الوساطة الدولية برئاسة الجزائر و تم التوقيع على الإتفاق من قبل رئيس تنسيقية حركات الأزواد بلال آغ شريف ،و سيتم التوقيع الرسمي على اتفاق السلام و المصالحة بين الماليين غدا الجمعة 15 مايو بباماكو.
و كانت الاطراف المالية المعنية بالحوار من أجل تسوية الأزمة بمنطقة شمال مالي قد وقعت بالأحرف الاولى يوم الفاتح مارس المنصرم بالجزائر العاصمة على اتفاق سلام و مصالحة تحت اشراف الوساطة الدولية برئاسة الجزائر.
و وقعت على الوثيقة كل من الحكومة و الحركات الملتزمة بأرضية الجزائر و هي الحركة العربية للأزواد (منشقة) و التنسيقية من أجل شعب الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات القومية للمقاومة.
غير أن تنسيقية حركات الأزواد التي تضم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لتوحيد الازواد و الحركة العربية للأزواد كانت قد طلبت "مهلة" لاستشارة قاعدتها النضالية قبل التوقيع بالأحرف الاولى على الوثيقة.
و يضم فريق الوساطة الموسع برئاسة الجزائر المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا و الإتحاد الإفريقي و الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي و منظمة التعاون الإسلامي و بوركينا فاسو و موريتانيا و النيجر و التشاد و الولايات المتحدة و فرنسا.
تنسيقية حركات الأزواد تشيد بجهود الجزائر لاستتباب السلم بمالي
وأشاد رئيس تنسيقية حركات الازواد نبيل آغ شريف بالجهود "الجبارة" التي بذلتها الجزائر و الوساطة الدولية من أجل استتباب السلم و الأمن في مالي.
و في مداخلة له خلال ندوة صحفية نظمت بعد توقيعه على اتفاق السلام و المصالحة في مالي اشاد السيد آغ شريف خصوصا بالجزائر و الوساطة الدولية على العمل الجبار الذي قاما به طيلة سنة من أجل تحقيق سلام "عادل و مستديم" بمالي.
و بهذه المناسبة وصف ذات المسؤول بـ "الالتزام السياسي" اتفاق السلام و المصالحة الموقع عليه بالأحرف الأولى في مارس المنصرم من طرف كل من الحكومة و الحركات الملتزمة بأرضية الجزائر و هي الحركة العربية للأزواد (المنشقة) و التنسيقية من أجل شعب الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات القومية للمقاومة.
و ردا عن سؤال نية تنسيقية حركات الازواد في الانضمام إلى الأطراف الموقعة غدا الجمعة بباماكو على اتفاق السلام و المصالحة النهائي أكد السيد آغ شريف أن التنسيقية عرضت مجموعة من النقاط و الملاحظات "تم أخذ أغلبيتها بعين الاعتبار".
غير أنه أوضح أنه "يجب تلبية النقاط المتبقية حتى توقع تنسيقية حركات الأزواد على الاتفاق الختامي".
و أوضح أمام ممثلي الوساطة الدولية برئاسة الجزائر أن "اتفاق نهائي يعني أن مطالب كل الأطراف المشاركة تم التكفل بها وتبقى بعض النقاط قدمتها تنسيقية حركة الازواد لم تؤخذ بعد بعين الاعتبار".
و أكد قائلا "نحن (تنسيقية حركات الازواد) نساند الإطار العام للاتفاق الذي وقع بالجزائر و لكن بعض النقاط تستحق المناقشة".
لعمامرة: الرئيس المالي دعا تنسيقية حركات الازواد الى التوقيع على اتفاق السلم
و صرح وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة خلال ندوة صحفية عقب توقيع تنسيقية حركات الأزواد بالأحرف الأولى على اتفاق السلم و المصالحة في مالي أن الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا قد دعا ممثلي تنسيقية حركات الأزواد إلى الانضمام لحفل التوقيع على اتفاق السلم و المصالحة في مالي الذي سيتم غدا الجمعة بباماكو.
وقال لعمامرة إن "الرئيس المالي قد طلب مني في مكالمة هاتفية القول لممثلي التنسيقية (حركات الأزواد) انه إذا أمكنهم الالتحاق يوم غد الجمعة بحفل التوقيع على اتفاق باماكو فانه سيكون مسرورا بلقائهم".
كما أشار لعمامرة إلى أن رئيس الدولة المالية قد أعرب له عن "تقديره الكبير" للعمل الذي قام به فريق الوساطة الدولية معبرا عن "شكره" نظير "الجهود التي بذلت و النتائج التي حققت".
و تابع السيد لعمامرة قوله أن "الرئيس كايتا قد أكد أن الحكومة المالية لن تدخر جهدا من اجل تجسيد اتفاق السلم و المصالحة المنبثق عن مسار الجزائر" مضيفا انه (الرئيس المالي) "يمد يده لقادة تنسيقية حركات الأزواد و انه مستعد لاستقبالهم شخصيا في أي وقت و الحديث معهم عن مستقبل البلاد و مناطق شمال مالي".
التأكيد على أهمية المرحلة المستقبلية في تاريخ مالي
و على هامش هذا التوقيع أكدت أطراف الأزمة المالية على أهمية المرحلة المستقبلية في تاريخ دولة مالي وعلى ضرورة مواصلة العمل بنفس الوتيرة بهدف استكمال جهود إرساء السلم و الأمن و التنمية في كل مناطق البلاد.
فقد أكد موسى آغ آشاراتومان مكلف بالإعلام على مستوى الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و عضو خلية الاتصال لدى تنسيقية الحركات الأزوادية لوكالة الأنباء الجزائرية أن اتفاق الجزائر يعتبر"قاعدة صلبة للعمل" من شأنها تحقيق سلام في المنطقة معربا عن رغبة التنسيقية في العمل أكثر من أجل التكفل بانشغالات و تطلعات قاطنة الشمال المالي.
وأضاف أن قرار التنسيقية بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق هو عربون ثقة و حسن نية يؤكد التزامنا بالعمل على تحقيق السلم و الإستقرار و تلبية طموحات الشعوب الأزوادية.
و تشمل تنسيقية حركات الأزواد كل من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد, الحركة العربية للأزواد و المجلس الأعلى لوحدة الأزواد.
وأكد آغ آشاراتومان أنه من أجل تجسيد هذا الاتفاق على أرض الواقع يجب أن تتظافر جهود الجميع و أن يثبتوا التزامهم من أجل الحل النهائي للأزمة.
وحول الإعتداءات المتكررة في شمال مالي و التي أودى آخرها بحياة تسعة جنود ماليين قال آغ آشاراتومان أن "الجميع في مالي هم ضحية العنف سواء في صفوف الجيش المالي أو القوات الدولية و كذلك الشعوب الأزوادية عانت طويلا من ظاهرة الإرهاب و الجريمة المنظمة وعليه فإنه لابد من معالجة هذه الظاهرة من خلال تحقيق الإستقرار و التنمية المستدامة ".
وفي ذات السياق اعتبر المتحدث أنه في إطار مسار الجزائر لابد من الأخذ بعين الاعتبار كل هذه المعطيات و حشد الجهود لها موضحا أن "الإرهاب و العنف يمكن له أن يستفيد من أي ثغرات يمكن أن توجد بين أطراف الأزمة و من ثمة زعزعة الإستقرار و إجهاض جهود السلم و الأمن " .
من جانبه اعتبر ممثل الحركات المنضوية تحت "أرضية الجزائر" مايغا فيرهون ممثلا شخصيا عن رئيس الأرضية هارونا آتوري أن هذا اليوم له معان عديدة على إعتبار "أننا الماليون إخوة و مالي لنا جميعا باختلافاتنا" داعيا التنسيقية إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل استكمال مسار السلام و التنمية في البلاد وطي صفحة الأزمة.
وأعرب مايغا عن شكره العميق لفريق الوساطة وعلى رأسها الجزائر على كل الجهود المبذولة و التي أفضت إلى اتفاق من هذا النوع.
وبدوره أكد ممثل الحكومة المالية السفير سيسي ديكو أن التوقيع النهائي المرتقب غدا بباماكو على اتفاق السلم و المصالحة يشكل نتيجة إيجابية تكلل الجهود المبذولة على أكثر من مستوى كما يعتبر تتويجا للإرادة الحية التي يتحلى الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا و حكومته من اجل حل سياسي للأزمة في الشمال عن طريق الحوار كأنجع طريق لإنهاء المعاناة و الشروع في مرحلة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في ربوع دولة مالي.
وأعرب الدبلوماسي المالي عن امتنانه العميق للشعب الجزائري و حكومته على دعمها المتواصل لدولة مالي في أصعب المراحل دون أن تدخر أي جهد للوصول إلى هذه النتيجة معتبرا أن انضمام التنسيقية إلى اتفاق السلم هو "خطوة هامة" في مسار حل الأزمة المالية التي دامت طويلا والتي عانت منها الشعوب المالية على اختلافها.
(واج)