الإرهاب الدولي الجديد موضوع لقاء بالجزائر العاصمة

 تم اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة تنظيم لقاء حول "الإرهاب الدولي الجديد: قواعد و آليات" بمبادرة من المجلس الشعبي الوطني حضره عدة أعضاء من الحكومة و مختصين عسكريين و مدنيين في مكافحة هذه الآفة العابرة للأوطان.
و في كلمة لدى افتتاح اللقاء أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة على ضرورة متابعة مكافحة الإرهاب من خلال توحيد الجهود موضحا أن سياسة الجزائر تدعو إلى مكافحة شاملة و متعددة الأبعاد للقضاء على الإرهاب الدولي.
 
 ولد خليفة يشيد بقدرة الجزائر في التغلب على همجية الإرهاب
 و أشاد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة بقدرة الجزائر في التغلب لوحدها على همجية الإرهاب "بينما كانت بلدان العالم القريبة والبعيدة تتفرج".
و قال السيد ولد خليفة أن الجزائر "استطاعت لوحدها التغلب على همجية الإرهاب بينما كانت بلدان العالم القريبة والبعيدة تتفرج" مضيفا ان "البعض كان يقول سنرى ما سيسفر عنه مخبر الجزائر ويتساءل آخرون ويقولون نحن لا نعرف من يقتل من ".
و أكد ان الفضل في تغلب الجزائر على الإرهاب الوحشي يعود الى "تضحيات الجيش الوطني الشعبي أفرادا وقيادات ومتطوعين من المجاهدين ومنظمات المجتمع المدني الذين دفعوا كلهم ثمنا باهظا للوقوف صفا واحدا لهزيمة إرهاب خلف عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وخسائر باهظة في الهياكل القاعدية ومؤسسات الدولة".

و استطرد قائلا : "لقد صمدت القوى الوطنية الحية أمام هذه المحنة ومكافحتها في إطار القانون ورفضت قطعيا التدخل الأجنبي الذي لم يحدث أبدا أن قدم مساعدات مجانية وهذا حرصا على السيادة الوطنية وثقة من الجيش وقوات الأمن في قدراتها على هزيمة الإرهاب".
كما وصف السيد ولد خليفة المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ب"طوق النجاة الذي صوت عليه الشعب في استفتاء حر ونزيه" مضيفا ان تلك المصالحة "قد أصبحت نموذجا يطلبه الكثير من دول العالم التي تعاني من آفة الإرهاب".
و ذكر ذات المسؤول انه بالاضافة الى المعالجة الأمنية, عملت الجزائر على "تطوير تشريعاتها الوطنية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال وتجريم دفع الفدية" مذكرا بان "للجزائر ثوابت قوية كوحدة شعبها والتجانس بين كل فئاته".
و أوضح ان الجيش الوطني الشعبي "الذي لا يعتدي على أحد, هو الحارس الأوفى للوطن و ويل لمن يبيت المس بسيادة الجزائر وحدودها".

عيسى يحذر من الإيديولوجية الإرهابية وأفكار التطرف التي تبث عبر الإنترنت

من جهته، حذر وزير الشؤون الدينية و الأوقاف, محمد عيسى, الشباب الجزائري من الإيديولوجية الإرهابية وأفكار التطرف العنيف التي تبث عبر شبكة الإنترنت.
و أوضح السيد عيسى  ان الانترنت "هو أكبر معبر لدخول الإيديولوجية الإرهابية وأفكار التطرف العنيف إلى الجزائر", مؤكدا على ان الجزائر ليست "مفرغة عمومية" لمثل تلك الأفكار.
و اضاف أن تلك الإيديولوجية والفلسفة الإرهابية هي "صنيعة دوائر تنشط ببعض الدول التي ليست بالضرورة صديقة للجزائر".
كما حذر السيد عيسى من "التحول السريع لبعض المدارس الخاصة, التي أنشئت من طرف جمعيات, من مراكز لتعليم القرآن الى مدارس لبث عقيدة التطرف" و كذا من "الترويج لفكرة تكفير المذهب الإباضي بهدف زرع الفتنة و التفرقة بين أهل السنة و الإباضيين لا سيما في منطقة غرداية".

و استطرد قائلا ان الإرهاب الجديد يعتمد على "تكفير أنظمة الحكم و المجالس المنتخبة وإحباط معنويات المجتمع, مع العمل على إخفاء الانجازات المسجلة على المستويات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية".
و أوضح السيد عيسى ان الجزائر "عانت لوحدها ولسنوات طويلة من ويلات إرهاب مارسه أشخاص جهال".

محاربة الجزائر للارهاب تتم في ظل احترام حقوق الانسان
 هذا و أكد خبراء عسكريون و مدنيون اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة خلال لقاء حول مكافحة "الإرهاب الدولي الجديد" أن محاربة الجزائر للإرهاب تتم في ظل احترام حقوق الإنسان و مبادئ دولة القانون.
و في هذا الصدد أكد كمال رزاق بارة مستشار برئاسة الجمهورية في مداخلة بعنوان "الآليات الوطنية و الدولية" أن الجزائر قد تبنت سياسة المصالحة الوطنية في مكافحتها للإرهاب فضلا عن المحاربة العسكرية.
كما أشار رزاق بارة إلى جهود الجزائر من اجل ترقية السلم و الاستقرار في المنطقة مذكرا في هذا السياق بدورها "الحاسم" في بحثها عن حل سياسي للازمتين في مالي و ليبيا.
و أضاف أن الجزائر كانت قد صدقت على 13 اتفاقية و بروتوكولين دوليين في مجال مكافحة الإرهاب في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز الإطار القانوني لهذه المكافحة سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
و أكد مستشار رئاسة الجمهورية على جهود الجزائر من اجل تحسيس المجتمع الدولي بضرورة تجريم دفع الفديات و ذلك بهدف تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.  
من جانبه أشار ممثل وزارة الدفاع الوطني اللواء محمد قايدي إلى أن الجزائر لم تغفل يوما مسالة احترام حقوق الإنسان في مكافحتها للإرهاب الذي بدا منذ التسعينات.

و أوضح اللواء قايدي في تدخل له بعنوان "التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب" أن الاعتداءات التي جرت في 11 سبتمبر 2011 بنيويورك (الولايات المتحدة) قد شكلت "حافزا" من اجل عودة الوعي بالتهديد الإرهابي الشامل الذي لا يخص فقط بلدانا مثل الجزائر.
و اعتبر أن المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب تتطلب اللجوء إلى وسائل أمنية و كذلك أيضا سياسية و اقتصادية و قانونية و ثقافية تسمح بانسجام اجتماعي و تحسين ظروف حياة المواطنين.
كما ابرز أن الإستراتيجية الجزائرية لمكافحة هذه الآفة العابرة للاوطان عرفت دفعا جديدا ابتداء من 2005 بفضل تجسيد ميثاق السلم و المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
و تابع قوله أن هذا الميثاق قد شجع "17000 إرهابي من بين 30000 كانوا ينشطون خلال سنوات التسعينات على وضع السلاح لإعادة ادماجهم في المجتمع".
بالموازاة مع ذلك سعت الجزائر إلى تعزيز إمكانياتها الدفاعية من خلال تكوين قوات خاصة (برية و جوية و بحرية) قادرة على القيام بمكافحة فعالة للإرهاب  و حماية التراب  الوطني من كل التهديدات.

 

 

 

الجزائر