الرئيس بوتفليقة : الجزائر فقدت "قامة من رموز الجهاد والصمود" بوفاة المجاهدة جميلة بوعزة

أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تعزية بعث بها الى أسرة المجاهدة جميلة بوعزة التي وافتها المنية صباح اليوم الجمعة أن الجزائر فقدت "قامة من رموز الجهاد والصمود".

  وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة التعزية إن الجزائر "فقدت اليوم قامة من رموز الجهاد والصمود, هي الأخت العزيزة جميلة بوعزة طهر المولى ثراها, وغمر روحها بأنعام مغفرته ورضوانه وألحقها بعليين في جنات الخلد والنعيم".

وأضاف رئيس الجمهورية قائلا أن جميلة كانت "شامة على جبين الوطن, وظلت في تواضعها وكبريائها قدوة إلى أن دعاها المولى إلى كريم جواره".

وأبرز الرئيس بوتفليقة خصال الفقيدة بقوله أنها كانت من "جيل كبار الهمم, إذ رغم حداثة سنها ركبت خطوب الحرب وأهوال الثورة, تقدمت الصفوف إلى جانب كل جميلات الجزائر في الصحاري والجبال والمدن والقرى, تؤازر الرجال وتقاسمهم قر الشتاء وحر الصيف, على خطوط النار, مؤثرات الموت بعزة على القعود بذلة".

واستطرد رئيس الجمهورية قائلا: "كذلك كانت جميلة بوعزة وهي في فجر الشباب وفي عمر الزهور ممهورة الروح بالثورة على الظلم, مؤمنة بالله وبحق شعبها في الحرية والكرامة والانعتاق. فقد آثرت الخروج في سبيل الله ونصرة الوطن على الدراسة والتحصيل

ضمن مواكب تلاميذ وطلبة الجزائر ممن هبوا كالعاصف المشتعل والتحموا بجيش التحرير وجبهته يدرؤون عنها الطغاة المحتلين, فأبلت إلى جوار أخواتها الشهيدات والمجاهدات أقدس المهمات وأنبل الأعمال كابرت على آلامها واستصغرت القوة الغاشمة أمام فضيلة الحق. كما لاقت فلول الاحتلال وجيوشه الجرارة بثبات, وواجهت السجون وأحكام العسف برباطة جأش وإيمان".

"وبعد أن كتب لها المولى أن تشهد الاستقلال والحرية وتنعم بحصاد جهادها المؤزر بالثواب" --يضيف رئيس الجمهورية-- ظلت بوعزة مثالا للقناعة والعزة والكرامة, ومدادا لقيم لا تنضب وعبر لا تفنى, وقدوة للأجيال تهتدي بهديها".

وخلص الرئيس بوتفليقة في رسالة التعزية الى القول: "فبقلب يعصره الألم لفراق هذه البطلة, ولكن يغمره الإيمان بقضائه وقدره سبحانه وتعالى, أدعوه منيبا أن يكرم وفادتها إلى جواره وينزلها في رحابه مع الأولياء والصديقين وأعرب لأهلها الأكارم وذويها الأبرار ورفيقات ورفقاء السلاح, عن خالص العزاء وصادق الدعاء".

جثمان المجاهدة جميلة بوعزة يوارى الثرى بمقبرة العالية

ووري الثرى عصر الجمعة بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جثمان المجاهدة جميلة بوعزة التي انتقلت الى رحمة الله عن عمر ناهز ال78 سنة.

وقد حضر الجنازة مجاهدون وشخصيات وطنية وجمع غفير من المواطنين.

  وقد كانت المرحومة أول امرأة جزائرية حكم عليها بالإعدام سنة 1957 من قبل المحكمة العسكرية الفرنسية بمعية رفيقة دربها, المجاهدة جميلة بوحيرد.

وفي كلمة تأبينية نوه مدير التراث التاريخي والثقافي بوزارة المجاهدين دهان خالد بخصال الفقيدة وتضحياتها من أجل استقلال الجزائر، مشيرا الى أن اسم جميلة بوعزة أرتبط بالجزائر وقدمت مسيرة نضالية حافلة ستظل "مصدر إلهام للأجيال".

من جانبه أشاد المجاهد ياسف سعدي بمناقب المرحومة التي جاهدت من أجل بلادها دون أن تنتظر --مثلما أضاف-- "أي مقابل".

المصدر : الإذاعة الجزائرية/ وأج

الجزائر