
تنطلق هذا الأحد بجوهانسبورغ( جنوب إفريقيا)، اجتماعات الدورة العادية الخامسة و العشرون لرؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي تحت شعار" تمكين المرأة و التنمية باتجاه تحقيق الأجندة الإفريقية لعام 2063 "، بمشاركة وفد جزائري يرأسه الوزير الأول عبد المالك سلال ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
وفي كلمة ألقاها أمس السبت خلال أشغال الدورة العادية ال 23 لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، أكد الوزير الأول عبد المالك سلال ضرورة تعزيز العمل الإفريقي المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، داعيا إلى تجفيف منابعه و هو محور رئيسي آخر في مكافحة هذه الآفة.
و قال السيد سلال أنه بالرغم من الردود الصارمة لا تزال العديد من المناطق الإفريقية عرضة للإرهاب خاصة بمنطقة الساحل الصحراوي مما لا يزال يخلف ضحايا و يضر بالاستقرار و التنمية بقارتنا. و لهذا يجب تعزيز عملنا المشترك على جميع المستويات و في جميع المجالات من أجل القضاء على هذه الآفة الغربية عن مجتمعاتنا و ثقافاتنا و دياناتنا".
و أكد الوزير الأول على ضرورة أن تعمل الحكومات الإفريقية على تحسين قدراتها في الردع و كذا وسائل الوقاية و كشف مصادر تمويل الإرهاب و ضمان مكافحة أنجع ضد الأفكار المتطرفة من خلال وضع سياسات ملائمة لمحاربة التطرف.
كما يتعلق العمل الإفريقي المشترك الذي تدعو إليه الجزائر حسب السيد سلال ب"تقديم الدعم للبلدان الإفريقية في جهودها في التكوين و تحسين الأداء" سواء تعلق الأمر بمجال الدفاع أو بمجال امتصاص العجز في الخبرة في مختلف الجوانب ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
و بالموازاة مع العمل الردعي ميدانيا يشكل "تجفيف مصادر تمويل الإرهاب يضيف الوزير الأول "محورا رئيسيا آخرا" في مجال مكافحة هذه الآفة العالمية.
و اعتبر في هذا السياق أن العلاقة المباشرة للمجموعات الإرهابية في المتاجرة بالمخدرات و كذا دفع الفديات للمختطفين قد تزيد من قدرات هذه المجموعات من خلال عمليات تجنيد جديدة و اقتناء الأسلحة و الأجهزة خاصة المتعلقة منها بالإتصالات.
و أكد في هذا الشأن على ضررة أن تعمل إفريقيا على ترقية تعاون دولي أكثر فعالية من أجل مكافحة المتاجرة بالمخدرات التي تعمل "أهم مصادر تمويل الإرهاب".
و ذكر السيد سلال بالمناسبة بأن الجزائر ستحتضن شهر يوليو المقبل ندوة رفيعة المستوى حول هذه المسألة من أجل تبني استراتيجية مشتركة في هذا المجال.
الجزائر ستقدم تقريرا حول مشروع الطريق العابر للصحراء في اجتماع النيباد
بدوره أعلن وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أمس السبت بجوهنسبورغ أن الجزائر ستقدم خلال اجتماع النيباد في دورته الـ 33 تقريرا حول مشروع الطريق العابر للصحراء.
وقال مساهل في تصريح صحفي على هامش افتتاح أشغال القمة الـ 33 لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) أن الجزائر التي تعتبر من مؤسسي مبادرة النيباد ستقوم بتقديم "تقرير حول مشروع الطريق العابر للصحراء وهو المشروع الذي كلف به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من قبل نظرائه الأفارقة".
وأضاف أن "المسافة التي تربط الجزائر ولاغوس تفوق 4200 كم و لم يتبق من إنجازها إلا 200 كم في النيجر" مشيرا إلى "توفر الغلاف المالي المخصص لهذا المشروع" و الذي يضمنه "البنك الإفريقي للتنمية و البنك الإسلامي للتنمية والبنك العربي الإفريقي".
وأفاد مساهل أن هناك "شركة جزائرية تعمل الآن في النيجر" معبرا عن أمله في أن تتم تكملة ما تبقى من أشغال هذا المشروع الذي "يربط الجزائر و جنوب الصحراء و يربط كذلك المغرب العربي أو شمال إفريقيا بغرب إفريقيا".
و أشار إلى أن قمة النيباد في دورتها الـ 33 تعطي "أولوية للبنية التحتية".
و فيما يتعلق باجتماع لجنة التقييم من قبل النظراء والذي سيعقد أيضا اليوم السبت أوضح مساهل أنه سيتم "تقديم قرارين خلالها و يتعلقان بسيراليون و أوغندا" مشيرا إلى أنه "سيتم انتخاب الجزائري مصطفى مكيداش كرئيس مجموعة الحكماء".
وعلى صعيد آخر قال الوزير أن اجتماع مجلس الأمن والسلم الذي ستشارك فيه الجزائر أيضا سيناقش خلال جدول أعماله "الوضع في بوروندي و في جنوب السودان و كذلك قضية الإرهاب".
وفي هذا السياق أعلن أن الجزائر ستحتضن في جويلية المقبل "اجتماع على مستوى دولي حول مكافحة التطرف".
لعمامرة ضرورة اتخاذ المزيد من الترتيبات الأمنية للرفع من مردود التعاون الإفريقي ضد الإرهاب
أكد وزير وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة أمس السبت بجوهنسبورغ أنه يجب "اتخاذ المزيد من الترتيبات الأمنية العملياتية على الساحة الإفريقية من أجل الرفع من مردود التعاون الإفريقي ضد الإرهاب".
وأوضح السيد لعمامرة في تصريح على هامش انعقاد الدورة ال 33 لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) أن "اتخاذ المزيد من الترتيبات الأمنية العملياتية على الساحة الإفريقية من شأنه أيضا رسم معالم التعاون الدولي ضد الإرهاب" مشيرا إلى "ضرورة تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب في الساحة الإفريقية".
واشار لعمامرة في معرض حديثه إلى أن الجزائر لديها "تجربة في محاربة الإرهاب" و هي على كامل الاستعداد "لمد يد العون لكافة الدول التي تطلب ذلك سواء من حيث التكوين أو التجهيز أو تبادل المعلومات الاستخباراتية".
وفي سياق متصل أضاف أن الجزائر ستحتضن مؤتمر دولي حول "تمويل الإرهاب" في سبتمبر المقبل بناء على تكليف من مجلس السلم و الأمن مشيرا إلى اتخاذ جميع الإجراءات والترتيبات الضرورية لاحتضان المؤتمر.
ونوه الوزير بدور الجزائر في "توعية الأفارقة منذ سنوات طويلة حول خطورة الإرهاب الأمر الذي كان يعتبره هؤلاء كما قال " خطرا على منطقة معينة فقط " مبرزا في نفس الإطار أن "الجزائر ستواصل دعم جهود محاربة الإرهاب في القارة السمراء".
وفي تصريح للقناة الإذاعية الأولى أكد الخبير في الشؤون الأمنية و الإستراتيجية الدكتور أحمد ميزاب أن قمة جوهانزبورغ ستجدد دعم المقاربة الجزائرية في معالجة القضايا في القارة السمراء مؤكدا على ضرورة اتباع نهج منسق متكامل و موحد للتصدي للتهديدات المحيطة بإفريقيا.
المصدر: الإذاعة الجزائرية /وأج