شهد استطلاع الإذاعة اليومي على شبكات التواصل الاجتماعي حول "الأسباب التي أدت إلى تغير نظرة المجتمع الجزائري للمعلم"، نقاشا حاداً لدى المشاركين في صفحة الإذاعة الجزائرية على فايسبوك بالعربية والفرنسية. خيث بلغ عدد المشاركين قرابة 250 مشاركا. وعلى الرغم من الإجماع على تراجع مكانة المعلم وهيبته اجتماعيا، إلا أن وجهات النظر اختلفت حول الأسباب الحقيقية لهذا التراجع بين كثرة الإضرابات على حساب جودة التعليم، وغياب الزجر والعقاب داخل الأقسام، إلى آراء أخرى تتهم الإعلام بتشويه صورة المعلم أو تقصير الأسرة والمجتمع في القيام بالدور اللازم تجاه التلميذ.
كثرة المطالب والاحتجاجات
ذهب بعض المشاركين في استطلاع الإذاعة حول تغير نظرة المجتمع الجزائري للمعلم بسبب كثرة الاحتجاجات، أوعبر ممارسات بعض الأساتذة، الذين حولوا مهنة المعلم إلى موظف لا يساير متطلبات العصر. وهذا ما ذهب إليه "Farouk RM"، الذي تفاعل مع مداخلته 19 مشاركا أخر.
وقد أيده في هذا الرأي هني عبد النور، أن الكثير من المعلمين أصبحوا يساومون بالإضراب على حساب ساعات العمل. أضف إلى ذلك – حسبه – ساعات العمل الإضافية خارج أوقات العمل. وقال أن هذه الممارسات "جعلت المواطن ينظر للأستاذ نظرة تاجر أو باحث عن المال على حساب التلميذ. وذهبت اليوم صورة المضحي والمعلم الصابر الشاكر المثابر المربي الغيور العاقل".
وقد اختلف بعض المعلقين مع هني عبد النور. حيث قال بعضهم أنه من حق المعلم المطالبة بحقوقه التي لا تنحصر فقط في الجوانب المادية، بل تشمل أيضا كرامة المعلم.
غياب الزجر أفقد المعلم هيبته
أيضا من النقاشات "الحادة" التي عرفها التعليق على الإستطلاع كانت حول الكيفية التي تتم بها معاقبة التلميذ. إذ يرى البعض أن استخدام القوة والضرب في التعامل مع التلاميذ، من العوامل التي يحافظ بها المعلم على هيبته.
وقذ كتبت شهرزاد مجاد، أن "عندما غابت مسطرة المعلم غابت هيبته"، وأضافت أن مبررات عدم ضرب التلميذ أدت في النهاية إلى أن التلميذ أصبح يفرض منطقه داخل القسم.
وقد اختلف المشاركون حول مداخلة شهرزاد مجاد (عشرون ردا)، إذ ترى "Sara Cne" أن "ضرب التلميذ و شتمه بالكلام السيئ يقلل من طموحاته و معنوياته و يحطمه نفسيا مما يجعله ينفر من الدراسة و يكره معلمه، فإذا تعلم التلميذ أن يحترم في صغره احترم غيره في كبره."
الإعلام ساهم في تشويه صورة المعلم الجزائري
من جانب آخر ألقى بعض المشاركين في سؤال الإذاعة الجزائرية، باللائمة على الإعلام الذي ساهم – حسبهم – في نقل صورة مشوهة عن المعلم والأستاذ الجزائري، وهي صورة إنسان عديم الرحمة الباحث عن المطالب المادية على حساب التدريس. وهو رأي نبيل حرود.
وقال "Mitchou Barriche" أن الإعلام يصور المعلم في صورة "الطاغية وعديم الرحمة" في حين أنه في بعض المناطق يتجاوز التلاميذ كل حدود الإحترام.
وقال نبيل حرود أنه عندما يتكلم الاعلام عن الأستاذ كأنه انتهازي يريد ربح مزيد من المال من لا شيء. سيؤثر ذلك من قيمته لدى التلاميذ والمجتمع .
تقصير الوالدان في القيام بواجباتهما تجاه التمليذ
وقد لخص حليم حداد ذلك بقوله "نحن السبب". وأضاف "لماذا لا تقولون ان التربية تبدأ من البيت وصولا الى المدرسة فكيف لأستاد ان يربي التلاميذ وابواه لم يستطيعا ذلك في البيت".
تمكن التلاميذ من التكنولوجيات الحديثة بشكل يتجاوز أغلبية الأساتذة
السبب يتقاسمه الأستاذ، التلميذ والمجتمع
صبرينة فروخي – من جانبها – قالت أن التلميذ أصبح متفوقا على الأستاذ بسبب تمكنه من المجال التكنولوجي. وعدم اقتناعه بالمناهج الدراسية التي أصبحت – في نظرها – لا تواكب العصر.
بينما ناقش عماد فراج مسألة "انعدام التكوين البيداغوجي والنفسي" لبعض المعلمين حول كيفية التعامل مع التلميذ في جميع الأطوار التعليمية.
أما "Laid Dakou" فيرى أن " الموضوع المطروح ذو شجون وأسبابه متفرعه ومشتركه بين الجميع، بين المدرسة ، الأسرة والمحيط، القوانين والبرامج المستحدثه مؤخرا وكل له قسط يما آل إليه المعلم ناهيك عن تنصل المعلم عن مهامه ".
المصدر: موقع الإذعة الجزائرية / عادل راوتي