الــزاوي يستحضر روح "كـــــاتب الريـــف " الأديب عبد الحميد بن هــدوقة فــــي " حبر و أوراق"

قال الإعلامي بالإذاعة الجزائرية أنيس بن هدوقة  نجل الكاتب والروائي الراحل عبد الحميد بن هدوقة، إن علاقة والده عبد الحميد بالكتاب كانت " جد خاصة" نشأت بين رفوف مكتبة والده التي كانت تزخر بأمهات الكتب ورسائل أمراء الأندلس والمخطوطات وهي المكتبة التي تعرضت للحرق من طرف المستدمر الفرنسي سنة 1958 بعد تحويل المنطقة التي كانوا يقطنونها آنذاك إلى منطقة عسكرية محرمة .

وأضاف أنيس بن هدوقة خلال استضافته ومجموعة من الروائيين الجزائريين هذا الأربعاء ضمن برنامج " حبر وأوراق  " للدكتور أمين الزاوي، أنه هو أيضا نشأ بين الكتب وكأن والده الأديب الراحل كان يحاول استرجاع ما نهبه الاستعمار الفرنسي ، محصيا حوالي 2500 كتابا في مكتبة الروائي عبد الحميد بن هدوقة الذي كان منكبا على المطالعة والقراءة بطقوس خاصة ويحاول تلقين أبنائه عليها .

وسئل أنيس بن هدوقة عما كان موقف والده من فيلم " ريح الجنوب" المقتبس من الرواية التي تحمل الاسم نفسه ، ففال إن عبد الحميد بن هدوقة كان يقول " من شاهد الفيلم فعليه قراءة الرواية ومن قرأ الرواية فعليه مشاهدة الفيلم " مضيفا أن الاختلاف الأبرز بين الفيلم والرواية تمثل في نهايته حينما تنجح بطلة الفيلم " نفيسة في الهروب.." عكس الرواية وهو المغزى الذي كان يحاول إيصاله الكاتب الراحل وهو أن " النجاح" لا يقترن بالهروب ....

من جهته قال صاحب رواية " مزامير الحجر" الروائي والأستاذ بجامعة مستغانم محمد جعفر إن عبد الحميد بن هدوقة أول روائي جزائري يكتب بالعربية  ، مضيفا أن الروائي الراحل تميز عن كتاب جيله بأن نذر نفسه للشعب الجزائري وفئة البسطاء ، الريف والمرأة الجزائرية لم تجاري رواياته خطاب الدولة السياسي بقدر ما واكبت تطور المجتمع الجزائري بعد الاستقلال وأفراده ، مضيفا أن كتاباته مازجت بين المدينة والريف إلى حد صار يعرف فيه عبد الحميد بن هدوقة "كاتب الريف" الجزائري.

وأعطى الكاتب عبد الحميد بن هدوقة للجزائر المستعمرة والجزائر المستقلة الكثير ، حيث كان رجل دولة وكاتبا  وروائيا وقاصا ومترجما وشاعرا ، ولد عام 1925 بالمنصورة بولاية برج بوعريريج  ودرس في قسنطينة  والجزائر وتونس وفرنسا وكان مهتما أساسا بالأدب العربي والجزائري و كان أول عمل له دراسة " الجزائر بين الأمس واليوم"  التي نشرتها آنذاك وزارة الأخبار في الحكومة المؤقتة سنة 1959 ، كما نشر المجموعة القصصية الموسومة بـ" الظلال الجزائرية"  ثم مجموعة أخرى " الأشعة السبعة"  ونشر أيضا مجموعة شعرية تحت عنوان " الأرواح الشاغرة"  سنة 1967  كما كتب أول رواية  سجل بها تقريبا تاريخ الرواية الجزائرية وهي رواية " ريح الجنوب"  سنة 1971 التي تشكل الإقلاع الحقيقي لنص الرواية الجزائرية، ثم نشر بعدها رواية " نهاية الأمس" سنة 1975  و "بان الصبح" عام 1980 تلتها رواية " جازية والدراويش" سنة 1983 ، ثم آخر رواية كتبها الراحل سنة  1992 تحت عنوان " غدا يوم جديد"، فضلا عن مجموعات في المسرح وقصص الأطفال والترجمات.

وتمت ترجمة أعمال الراحل بن هدوقة إلى لغات عديدة كان أهمها رواية " ريح الجنوب" التي تمت ترجمتها إلى حوالي 20 لغة ونالت شهرة واسعة .

المصدر : مروان بن عبد الله / موقع الإذاعة الجزائرية

ثقافة وفنون, تراث