أشاد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، بالاهتمام الذي توليه القيادة الجزائرية لضرورة انفراج الأزمة السورية في أقرب الآجال.
و في تصريح أدلى به للصحافة، عقب المحادثات التي جمعته بوزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة، أشار السيد المعلم إلى أنه لمس لدى المسؤولين الجزائرين الذين التقى بهم، "اطلاعا عميقا" على ما يجري بسوريا، و هو ما اعتبره "مؤشرا على أن القيادة في الجزائر مهتمة بخروج سوريا من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن".
أما بخصوص زيارته للجزائر، فقد أكد رئيس الدبلوماسية السورية أنها تعد "ناجحة و مثمرة"، معربا عن ارتياحه لذلك.
و بالمناسبة، أكد السيد المعلم حضور الحكومة السورية في الجولة المقبلة للمفاوضات، المقررة بمدينة جنيف السويسرية.
و في هذا الإطار، شدد مجددا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا "أرضا و شعبا"، متوقفا عند ''التضحيات التي قدمها الشعب السوري و الجيش العربي السوري" حيث أعرب عن أمله في أن تتوج هذه الأخيرة ب"حل سياسي يؤدي الى تلاحم الشعب السوري و انطلاقه نحو المستقبل".
و على صعيد آخر، اعتبر السيد المعلم أن استعادة قوات الجيش السوري لسيطرته على مدينة تدمر الأثرية، "ليست انتصارا للشعب السوري فقط بل هو انتصار للبشرية جمعاء لأنها رمز لحضارة تعود لعشرات القرون تمثل بالنسبة للمجتمع الدولي إرثا حضاريا هاما".
لعمامرة يثمن المؤشرات الإيجابية التي تطبع المفاوضات بين الإطراف السورية
من جهته، ثمن وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة اليوم الأربعاء "المؤشرات الإيجابية التي تطبع مسار الحوار بين الإخوة السوريين"، واصفا زيارة نظيره السوري وليد المعلم للجزائر "بالطبيعية".
و في تصريح له عقب المحادثات التي جمعته على انفراد مع المعلم لتتوسع بعدها لتشمل وفدي البلدين، وصف السيد لعمامرة زيارة رئيس الدبلوماسية السورية للجزائر ب"الطبيعية"، حيث التقى فيها الوفد السوري مع عدد من المسؤولين الجزائريين طيلة الأمس و اليوم، و هي زيارة ستكلل بمقابلة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي سينقل له رسالة من نظيره بشار الأسد.
و ذكر السيد لعمامرة بأن سوريا تمر"بمرحلة خاصة من تاريخها المعاصر"، مثمنا بالمقابل "المؤشرات الإيجابية" التي تطبع مسار المفاوضات بين الإخوة السوريين.
و قال بهذا الخصوص الأوضاع في سوريا ''تتطور نحو الأفضل و هناك وقف للأعمال العدائية و بداية للحوار و رغبة من الإخوة السوريين في أن يطلعوا على تجربة الجزائر فيما يتعلق بالوئام و المصالحة الوطنية".
و على المستوى الثنائي، أشاد السيد لعمامرة بالعلاقات "المتجذرة" التي تربط البلدين "مرورا بالأمير عبد القادر الجزائري و قوافل المناضلين الذين غادروا الجزائر في مرحلة ما من تاريخنا و اتجهوا إلى وطنهم الثاني سوريا ليعيشوا هناك".
و شدد السيد لعمامرة على قوة التلاحم بين الشعبين الجزائري و السوري حيث قال: "لقد قاومنا مع بعض، الاحتلال الاسرائيلي و توسعه في الأمة العربي و شاءت الأقدار أن نجد أنفسنا معرضين إلى نفس الامتحانات التي خرجنا منها منتصرين".