أكّد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ،عبد القادر مساهل ،أنّ زيارة المبعوثين المغربيين الى الجزائر الاخيرة تدخل في اطار العلاقات العادية و التنسيقية بين البلدين و نفى اية علاقة لها مع رغبة المغرب في دعم من الجزائر لعودة هذا البلد الى الاتحاد الافريقي.
و حرص مساهل ، في لقاء خاص مع القناة الوطنية الثالثة للاذاعة الجزائرية هذا الاربعاء ، على توضيح هذه النقطة حيث قال ليس "هناك عودة الى المنظمة الافريقية و لكن انضمام اليها كون الاتحاد الافريقي نشأ بعد منظمة الوحدة الافريقية و له قواعده و قوانينه و مبادئه و لفت الى المادة 29 التي تنص ان كل بلد يرغب في الانضمام الى الاتحاد الافريقي ان يتقدم بطلب يقدم الى رئيس اللجنة الافريقية و الاخير يوزها على البلدان الاعضاء حيث يتطلب قبول العضوية موافقة الاغلبية البسيطة وهو ما يمثل 28 دولة و لا يمكن لاي دولة ان تتقدم بطلب انضمامها بشروط مسبقة و هو ما تنص عليه النصوص التاسيسية ".
و نفى الوزير مساهل ان تكون عودة المغرب الى الحضن الافريقي مقرونة بشروط منها ما تعلق بالصحراء الغربية و أكّد انه لن يكون هناك تجميد او انسحاب او تعليق عضوية الصحراء الغربية في الاتحاد الافريقي.
اعتراف افريقي بريادة الجزائر في ترقية المرأة
ثمّن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل ، الجائزة التى منحها الاتحاد الإفريقي للجزائر خلال حفل اختتام الدورة العادية ال27 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي اختتمت اشغالها الاثنين بكيغالي (رواندا).
و أوضح السيد مساهل ان القمة التي خصصت لموضوع حقوق الانسان و خصوصا حقوق المرأة كرمت مجهودات الدول في ترقية حقوق المرأة خلال العشرية من 2010 الى 2020 حيث تم تكريم في منتصف هذه العشرية ثلاث دول و هي رواندا في مجال ترقية الحقوق السياسية للمرأة و جنوب افرقيا في مجال ترقية الحقوق الاقتصادية و الجزائر التي توجت بجائزة ترقية الحقوق الاجتماعية للمرأة للجزائر ، الاّ انّ الجزائر تميزت تحديدا بتتويجها بجائزة الجوائز و هي المكافأة التي تشمل كل المجالات المتعلقة بترقية حقوق المرأة و هو ما يعني احتلال الجزائر المرتبة الاولى في كاة المجالات.
و قال الوزير ان الجوائز منحتها لجنة مستقلة تتكون من خبراء و شخصيات مستقلة في مختلف المجالات من الامم المتحدة ( بنود) و اللجنة الافريقية للتنمية و البنك العالمي و البنك الافريقي و خبراء من المجتمع المدني و اللجنة الافريقية لحقوق الانسان الذين قاموا بمراقبة الدول الافريقية (54 دولة) لعدة سنوات قبل منح الجوائز معتمدين على مقاييس معترف بها عالميا.
و اعتبر الوزير ان التتويج ب "جائزة الجوائز" هي بمثابة تقدير لعمل و الجهود الاستثنائية المبذولة من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، خلال عدّة سنوات ، من أجل ترقية دور المرأة في المجتمع.
عبد القادر مساهل اكد تصريحاته بالارقام من الواقع حيث اعطى مثال بقطاع الصحة حيث انّ 50 بالمائة بالاستشفاء الجامعي من النساء و 62 بالمائة من الاختصاصيين في الطب من النساء كذلك و 67 بالمائة من الاطباء العامين من النساء ايضا و النسبة العامة للنساء في قطاع الصحة 62 بالمائة و هي الارقام التي وقف عندها اعضاء اللجنة كما قال.
و عرج مساهل على قطاع اخر و هو التربية الوطنية الذي قال ان نسبة النساء خلال السبعينات كان يقدر بنحو 21 بالمائة و خلال سنة 94 بلغ نحو 43 بالمائة و نحو 50 بالمائة في 2004 فيما فاق اليوم فاق 68 بالمائة كما لفت الى ان نسبة المتفوقين في شهادة الباكالوريا من شكلت الفتيات فبه نسبة فاقت 62 بالمائة. كما ان مجال العدالة عرف تطورا كذلك في مجال تمثيل المرأة التي اضحت تشكل 43 بالمائة من نسبة القضاة و هو ما يجعل الجزائر في المرتبة الاولى افريقيا و حتى عربيا حسب قوله.
و في المجال السياسي ، تشكل المرأة نسبة تفوق 31 بالمائة من نواب المجلس الشعبي الوطني ب146 نائبا و هو تتويج للاصلاحات السياسية و الدستورية التي باشرتها الجزائر و الامر نفسه بالنسبة لقطاع الاعلام بنسبة 51 بالمائة من النساء و كل هذه الارقام تضحد كل الانتقادات يضيف الوزير.
اصلاح هيئة الامم المتحدة
عبد القادر مساهل عاد الى موضوع اصلاح الهيئة الاممية و التى كانت من ضمن مطالب الدورة العادية ال27 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي و جددت التمسك بقرارات قمة سرت و المتعلق بمنح افريقيا بمقعدين دائمين في مجلس الامن مع حق الفنقض و توسيع التمثيل في الهياكل غير الدائنة من 3 الى 5 و الجزائر من الدول التي تناضل من اجل تحقيق هذا المطلب لافتا الى ان المفاوضات سارية في هذا المسعى الذي تتكفل به لجنة ال 10 الافريقية.
محاربة الارهاب من بين اولويات السياسة الخارجية الجزائرية
و عاد عبد القادر مساهل الى تنقلاته الاخيرة الى كل من روسيا و ايطاليا حول موضوع التصدي للخطر الارهابي و أكد ان هذا الملف يحوز على مكانة هامة لدى الجزائر و اصبح من بين اولويات سياستنا الخارجية كما ان خبرة الجزائر في هذا المجال اصبحت جد مطلوبة و الجزائر تتقاسم مع شركائها هذه التجربة لاسيما منهم الامريكيين و الفرنسيين و البريطانيي
الوضع الليبي...
و عن الوضع الليبي ، قال مساهل ان الوضع يتقدم بوتيرة بطيئة لكن هناك مكاسب تم تحقيقها منها الاتفاق السياسي الذي وقعت عليه كل الاطراف في ال17 ديسمبر الماضي و المكسب الثاني تنصيب مجلس رئاسي و حكومة وحدة وطنية موسعة و تنشط في العاصمة طرابلس رغم التحديات التي تواجهها منها محاربة الارهاب و الجريمة المنظمة و لفت مساهل الى الخطر الامني على المنطقة الناجم عن اللااستقرار الذي تعيشه ليبيا.
و كشف وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ،عبد القادر مساهل ، عن مقترح جزائري على مستوى الاتحاد الافريفي و الامم المتحدة من اجل وضع ملحق اضافي لاتفاقية 1979 حول تمويل الارهاب لتجفيف كل منابع تمويل الارهاب الظاهرة و غير الظاهرة و الذي اصبح اليوم ياخذ اشكالا عديدة و غير تقليدية منها تهريب الاثار مثلا او بيع النفط مثل ما يحدث في العراق و سوريا مضيفا ن اجتماعا سينعقد بالجزائر يضم خبراء افارقة للخروج بموقف موحد و بقرارات ستحمل الى الامم المتحدة للتفاوض على الملحق الاضافي لاتفاقية 1979. و بموازاة محاربة التطرف الديني، يضيف مساهل ، لا بد من محاربة كل انواع التطرف الاخرى مثل صعود ظاهرة العداء للاسلام و الاسلاموفوبيا.
المصدر : الاذاعة الجزائرية