أقر الروائي رشيد بوجدرة بفشله في الكتابة للأطفال الهاجس الذي ظل يلاحقه من زمان – كما قال-، مشيرا إلى أن العملية ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض.
حديث بوجدرة لـ "موقع الإذاعة الجزائرية" جاء ردا على سؤال: لماذا تغيب الكتابة للأطفال عن المشهد الأدبي الجزائري، ولماذا لا تجد لها مكانا بين اهتمامات الكتاب والأدباء الجزائريين؟.
صاحب رواية "الحلزون العنيد" أكد في تصريحه أن " الفكرة مطروحة من زمان، لكن صراحة ليس لي جواب".
وأضاف : " بصراحة حاولت منذ زمان أن أكتب للأطفال، وكان لدي رغبة جامحة في ذلك، لكن للأسف لم أفلح في ذلك لأن الكتابة للأطفال صعبة جدا، لأن لديها خصوصيات وتقنيات من الصعب التحكم فيها أو الإحاطة بها. لذلك من الصعب على كاتب مثلي ذي ثقافة علمية وفلسفية أن يكتب للأطفال رغم ما يقال من أن للأطفال ذكاء يفوقنا نحن الكبار.
وتابع: "الغريب في الأمر أن هناك مناطق جغرافية معينة يتخصص كتابها في الكتابة للأطفال على غرار البولونيين والروس، أو أوربا الشرقية بصفة عامة. لكن هذا النوع من الكتابة مفقودة في الجزائر وفي الوطن العربي ككل. لماذا؟ بصراحة ليس لدي جواب".
الشاعرة سمية مبارك : الأطفال ابتعدوا عن القراءة
من جهتها لفتت الشاعرة سمية مبارك إلى ما اعتبرته "نقص كبير في مجال الكتابة للأطفال"، لكنها أوعزت السبب إلى "الأطفال" أنفسهم بسبب "بعدهم عن المطالعة والإبداع في مقابل أهتمام شره بالأنترنيت" حسب تعبيرها.
وأوضحت: " هناك فعلا نقص كبير في مجال الكتابة للأطفال، والدليل وجود نقص كبير في كتب الأطفال خلال الصالون الدولي للكتاب حتى أن بعض الكتب التي عرضت خلال الدورة السابقة أعيد عرضها هذا العام مع تحديث بسيط".
وأضافت في تصريح لـ "موقع الإذاعة الجزائرية" : "أعتقد أن هذا الأمر مرده إلى بُعد الطفل نفسه عن القراءة والإبداع والمطالعة في مقابل اهتمامه بالانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو، حيث صار وقت الطفل كله مخصصا للانترنيت بطريقة عجيبة. وقد انعكس ذلك على سلوكياته وتفكيره حتى في مقاعد الدراسة حيث ينشغل بالتفكير في هذه اللعبة أو تلك بدلا من التركيز على دروسه ".
وحملت صاحبة نصوص "خطابات الحلوى" الأولياء مسؤولية ابتعاد أبنائهم عن القراءة، داعية الأولياء إلى "ضرورة إبعاد أبنائهم عن مواقع التواصل والأنترنيت وترغيبهم في القراءة والمطالعة".
الكاتب محمد عبدالله: إقبال الأطفال على صالون الكتاب أمر مشجع
من جانبه اعتبر الكاتب الشاب محمد عبدالله أن "حضور الأطفال إلى صالون الكتاب أمر مشجع ويدفعهم للقراءة رغم قلة الكتابة لهم" حسب تعبيره.
وأشار صاحب رواية "بين الجزائر وفرنسا، صفحة واحدة فقط" (بالفرنسية)، في تصريح لـ "موقع الإذاعة الجزائرية" ، إلى أن "مجرد حضور الأطفال إلى صالون الكتاب شيء مشجع وجميل، ليس معنى ذلك أن هؤلاء الأطفال سيقرأون كل الكتب المعروضة هنا في هذا الصالون الذي يمثل برأيي رمزا للثقافة والأدب الجزائري، لكن وجودهم وسط هذا الجو المفعم بالأدب والثقافة سيشجعهم ويمنحهم الفرصة للمطالعة ولم لا الكتابة لاحقا. هو أمر جميل بالنسبة لي.
الرسام الكاريكاتوري سليم: الأنترنيت قضت على كل شيء
من جهته قال الرسام الكاريكاتيري الشهير "سليم" "الكتابة للأطفال مسؤولية كبرى تتطلب تكوينا خاصا"، لكنه أشار إلى أن استقطاب الأطفال صار أمرا صعبا بسبب "الأنترنيت التي هيمنت على كل شيء" حسب تعبيره.
وأشار صاحب الشريط المرسوم " زيد يا بوزيد"، في تصريح لـ "موقع الإذاعة الجزائرية"، إلى أن " إعداد رسومات موجهة للأطفال مسؤولية كبرى من جهة، ومن جهة ثانية فإن تكويني كمخرج فيلم متحرك ورسام كاريكاتوري في عديد الصحف الوطنية فإن الفئة التي كنت وما أزال أستهدفها برسوماتي هم الكبار. لكن هذا لم يمنعن من أن أجرب نوعا من الرسومات الموجهة للشباب حيث قمت بذلك عبر رسومات حاولت من خلال شرح بعض الأمراض كالسل وغيره بطريقة سهلة ومبسطة حتى يفهمها هؤلاء الشباب".
وأضاف " في النهاية أعتقد أن الكتابة للأطفال عبارة عن تقنية خاصة وتخصص من الصعب ، على أي، ممارسته، و ما يجعله أكثر صعوبة اليوم هو دخول الإنترنيت على الخط، حيث يجد فيها الشباب والأطفال الرسوم المتحركة والصوت والفيديو معا".
المصدر: ع. سنوسي