الرئيس بوتفليقة يتحادث مع نظيره الفرنسي

تحادث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يقوم  بزيارة صداقة وعمل إلى الجزائر. 

واكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الارادة المشتركة بين فرنسا والجزائر في تعزيز  الروابط الاقتصادية و التعاون في مجال مكافحة الارهاب.

و صرح ماكرون عقب لقائه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قائلا "لقد تطرقنا الى عديد المواضيع الثنائية سيما الارادة المشتركة في تعزيز العلاقات الاقتصادية الى جانب مواضيع ستجد حلا لها بمناسبة الدورة ال4 للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية" المقررة يوم غد الخميس بباريس برئاسة الوزيرين الاولين احمد أويحيى و ادوارد فيليب.

وقد جرى اللقاء بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح, الوزير الأول أحمد  أويحيى, الفريق أحمد قايد صالح, نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش  الوطني الشعبي, وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل, ووزير المالية عبد  الرحمان راوية.        

وتندرج هذه الزيارة في إطار الشراكة الاستثنائية التي ما فتئت الجزائر وفرنسا  تعملان على بنائها وتعزيزها, كما ستكون هذه الزيارة فرصة سانحة للبلدين لإيجاد  السبل الجديدة لتعزيز التعاون والشراكة بينهما والتشاور حول المسائل الإقليمية  والدولية محل الاهتمام المشترك.

مــاكرون: أود توجيه رسالة للشعب الجزائري وهي أنني أريد فرنسا الى جانب الجزائر و تساعد شباب الجزائر على النجاح

وأكد الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون خلال جولة قام بها هذا الأربعاء بوسط الجزائر العاصمة أنه "يود (من خلال هذه الزيارة) توجيه رسالة للشعب الجزائري وهي أنه  يريد "فرنسا الى جانب الجزائر و تساعد شباب الجزائر على النجاح" مضيفا أن تطوير التعاون الثنائي هو أيضا احد أهم ملفات هذه الزيارة.

وأعرب الرئيس الفرنسي في تصريح للصحافة, عن "سعادته" للاستقبال الذي حظي  به خلال هذه الجولة.

وأكد الرئيس ماكرون يقول "مهمتنا هي المضي نحو الأمام و اتخاذ قرارات  مهيكلة للأشهر القادمة و السنوات القادمة لاسيما في المجال الاقتصادي و الأمن  الجماعي".

و بخصوص مسألة الذاكرة, أوضح الرئيس الفرنسي أن مواقفه تجاه هذه المسألة  " لم تتغير" آملا في فتح "صفحة مستقبلية" في العلاقات الجزائرية-الفرنسية.

وتجول الرئيس الفرنسي بوسط العاصمة رفقة رئيس مجلس  الأمة عبد القادر  بن صالح و وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل. 

و كان والي العاصمة عبد القادر زوخ و رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم  بطاش في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله الى البريد المركزي و خلال هذه الجولة, سلك رئيس الدولة الفرنسي شارع العربي بن مهيدي حيث  صافح و تبادل أطراف الحديث مع مواطنين كانوا بطاولات المقاهي أو على أرصفة  الشارع ليتجه بعدها نحو ساحة الأمير عبد القادر أحد رموز المقاومة الجزائرية  ضد الاحتلال الفرنسي.

و اختتم الرئيس الفرنسي جولته بالتوجه إلى مكتبة العالم الثالث.

قبل ذلك ترحم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية  المجيدة.

وقام ماكرون الذي كان مرفوقا برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح  ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بوضع أكليل من الزهور أمام النصب  التذكاري لشهداء الثورة التحريرية ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواحهم الطاهرة. 

يذكر أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حل صباح اليوم بالجزائر  في زيارة صداقة وعمل بدعوة من رئيس الجمهورية  عبد العزيز بوتفليقة.

وكان في استقبال الرئيس الفرنسي بمطار هواري بومدين رئيس مجلس الأمة عبد  القادر بن صالح الذي كان مرفوقا بالوزير الأول أحمد أويحيى ونائب وزير الدفاع  رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر  مساهل.

ماكرون يستقبل الوزير الأول أحمد أويحيى ونائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح

استقبل الرئيس الفرنسي, ايمانويل ماكرون, بإقامة الدولة بزرالدة (الجزائر العاصمة) الوزير الأول أحمد أويحيى.

وقد جرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل, ووزير المالية  عبد الرحمان راوية.

كما استقبل الرئيس الفرنسي, نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح.

خبراء للإذاعـة : هــذه هــي الأبعــاد الإقتصــادية والأمنيــة لزيــارة ماكــرون إلى الجــزائر

و في هذا الصدد يرى المحلل السياسي الأستاذ إسماعيل دبش أن" زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر يفترض أن تأتي بالجديد خاصة في موضوع تأكيد اعتراف فرنسا بالجرائم الاستعمارية في الجزائر ، و تتحول فرنسا في سياستها الإقليمية لتساير الموقف الجزائري الذي يقدم خدمة أمنية لمصالح البلدين."

إلى ذلك فإن البعد الأمني في العلاقات الجزائرية الفرنسية سيطرح بقوة خلال زيارة الرئيس الفرنسي بالنظر إلى الملفات الأمنية الإقليمية العالقة و التي تستدعي المزيد من التشاور و التنسيق بين الجزائر و باريس.

و حسب الخبراء فإنه من ضمن الملفات الأمنية سيكون الملف الليبي و كذا تصورات و رؤى التي يمكن من خلالها معالجة الأزمة الليبية بالإضافة إلى ميثاق السلم و المصالحة في مالي ووتيرة سير هذا الاتفاق.

و في الشق الاقتصادي  قال الخبير الاقتصادي العربي غويني إن "الجزائر تمتلك تربة خصبة للاستثمارات حيث نجد طلب متزايد عليها من قبل الكثير من الدول للاستثمار فيها ، موضحا أنه نتيجة للمنافسة الشريفة ففرنسا تسعى لاسترجاع السوق الجزائرية."

من جهته يرى الدكتور بشير مصيطفى أنه "بسبب تعدد الشركاء و انفتاح الاقتصاد الوطني على الشركاء الخارجيين فهذا يعطي قوة للجزائر للتفاوض مع فرنسا في استعادة الأرشيف و الجماجم و فتح ملفات أخرى، و يؤكد على استغلال فرصة زيارة الرئيس الفرنسي لفرض الموقف التاريخي."

و أضاف الخبير الاقتصادي مصيطفى أن "التبادل التجاري السنوي بين فرنسا و الجزائر بلغ 7ر7 مليار دولار ، موضحا أن الفرق ليس كبيرا في الميزان التجاري ففرنسا متفوقة على الجزائر بـ 5ر1 مليار دولار فقط."

من جانبه قال الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي "إن الفرنسيين لهم رؤيا تجارية بحتة ،و الجزائريين لهم رؤية اقتصادية حيث تريدون أن تكون المشاركة فعالة في بناء الاقتصاد الجزائري بما فيه الصناعة و السياحة و الزراعة و غيرهم.. فالتمويل الفرنسي في الجزائر يعتبر ضئيل جدا، و يأمل أن تكون قابلية أكثر من طرف الفرنسيين للاستثمار في الجزائر".

المصدر: الإذاعة الجزائرية/واج

الجزائر, سياسة